أعمال واقعية بحس انطباعي تعبيري ضمن تعبير صادق عبر الخطوط والألوان الديناميكية في الحركة يدفع المتلقي لأن يلتفت إلى كل إشارة أو رمز يتخطى به حدود الرتابة، وذلك من خلال التنقل بين البيوت العربية وجسد المرأة وخطوطها الدافئة.

موقع "eSyria" وخلال متابعته للأعمال التشكيلية التي عرضت في المركز الثقافي العربي "أبو رمانة" للفنان "غسان ديري" حاول أن ينقل لكم بعض الانطباعات التي أبداها زوار المعرض.

لوحات الفنان "غسان ديري" لها طبيعة تشكيلية خاصة ترتبط بالتراث، فله لمسة خاصة من خلال الألوان والتشكيل عبر نقلات تشكيلية متنوعة، هي لوحات تعبر عن واقع المرأة والتراث باحترافية عالية

البداية كانت مع الرسام "محمد السيد يحيى" الذي حدثنا عن رأيه بلوحات التشكيلي "غسان ديري"، فيقول: «لوحات "غسان" تتحدث عن الحالات الإنسانية وارتباط المرأة بتراثها وبيئتها، فهي تعبر عن الحالات الاجتماعية المتواجدة في مجتمعنا، كما أنها تتطرق بطريقة أو بأخرى إلى أهمية التراث وارتباطه بالأرض والجذور، تنتمي لوحاته إلى طبيعة خاصة عبر المدرسة التعبيرية، كما أن ألوانه لها حميمية تشكيلية معينة ودافئة».

بحضور مدير الثقافة

بيوت عربية وتفاصيل دقيقة منها عرضت في الصالة تجسد حالة التمسك بهذا التراث الغني، هنا يحدثنا الرسام "أحمد محمد كرنو" من أصدقاء الفنان، فيقول: «لوحات الفنان "غسان ديري" لها طبيعة تشكيلية خاصة ترتبط بالتراث، فله لمسة خاصة من خلال الألوان والتشكيل عبر نقلات تشكيلية متنوعة، هي لوحات تعبر عن واقع المرأة والتراث باحترافية عالية».

أما "منى أحمد" من الحضور فتقول: «بمجرد تجسيد حالة التراث بطريقة حضارية تشكيلية على سطح اللوحة نكون قد خلقنا رغبة لدى قارئ اللوحة بالإبحار في جوٍ حميمي مرتبط بالتراث، هي لوحات تشكيلية تعبر عن عمق تعلق الفنان ببيئته وحاراته ذات البيوت العربية الحاضرة في حياتنا».

متحف حلب

أما الفنان التشكيلي "غسان ديري" فيحدثنا عن الحالة الحميمية في اللوحات قائلاً: «اشتغلت على مسألة الحارات الشعبية، الإنسان وعلاقته بالمكان، الحالات الإنسانية في الحارات الشعبية والحميمية التي تتولد فيها، والترابط السكاني والتكتل العمراني المتراص ضمنها، إضافة إلى حالات عن الفتاة التي تحلم بالمستقبل، ففي اللوحات تنوع تشكيلي مقبول، حيث أعرض ضمن المدرسة الواقعية، التعبيرية والرمزية، كما استخدمت الألوان الحارة الدافئة لانتمائي إلى تلك الحارات والبيوت العربية الدافئة وأبحث دائماً في عبق الماضي، فأربط بين الأصالة والحداثة، وأوثق مدينة "حلب" قدر الإمكان بريشتي وألواني، كما تطرقت إلى الحضارات السابقة التي مرت على مدينتنا، فالمعرض عبارة عن تراكم تجارب وخبرات سنوات عديدة جسدتها على سطح اللوحة، كما أن الفن هنا له علاقة وطيدة بالتراث ويبرز عناصر التراث من خلال هذه التفاصيل الدقيقة في حضارتنا، فجسد المرأة وعلاقته بالتراث والبيوت العربية لهما علاقة مشتركة ومهمة في حياتنا».

من الجدير بالذكر أن الفنان "غسان ديري" يقيم معرضاً لأعماله في صالة المعارض في ثقافي "أبو رمانة"، كما أن الفنان "غسان" من مواليد "حلب" 1963 درس الرسم والنحت ثم الخط العربي والإعلان، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب وله العديد من المشاركات في معارض جماعية نال خلالها عدة جوائز وشهادات تقدير.

من المعرض