عازف يهوى المغامرة، ولا يوقفه شيء حين يتعلق الأمر بالموسيقا.. عشق آلة "الكلارينيت" إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يخوض غمار الغناء الكلاسيكي، وأن يتعلم تصليح الآلات النفخية، وأن يكون عضواً مؤسساً في فرقة "كورال الحجرة"، وعضواً في فرقة الجازالسورية.

إنه عازف الكلارينيت السوري "منار الشمعة" الذي كان لموقعنا الحوار التالي معه:

  • كيف كانت بدايتك الموسيقية، وكيف عملت على تطويرها؟
  • مع الفرقة السيمفونية السورية

    ** بدأت دراستي بالمعهد العربي للموسيقا عام 1991 بالصولفيج والعزف على الكلارينيت بنفس الوقت وهذا يعتبر أمرا نادراً لأن جميع الطلاب يدرسون الصولفيج أولاً ثم يتدربون على آلة، استمرت دراستي في المعهد خمس سنوات تقدمت بعدها إلى المعهد العالي للموسيقا وكان الأستاذ "صلحي الوادي" هو قائد الأوركسترا في ذلك الوقت، ونظراً لأنه يشجع المتميزين من الطلاب جعلني أعزف على آلة الكلارينيت في الفرقة السيمفونية الوطنية.

    البداية كانت صعبة لكني تجاوزتها بمساعدة كل المقربين بدءاً من الأهل الذين يحبون الموسيقا أصلاً نظراً لأن والدي درس إخراج الباليه في "روسيا" ووالدتي درست تصميم الرقص معه، وأخي وأختي عازفا بيانو، كذلك تشجيع الأصدقاء، والتشجيع والمساعدة الكبيرة من الخبير الروسي "أناتولي موراتوف" الذي تابع معي منذ كنت في المعهد العربي حتى السنة الثالثة في المعهد العالي، ويعتبر هذا الخبير أن أهم ثلاثة عازفي كلارينيت في سورية وهم: "كنان العظمة، ماري قمر، وأنا".

    مع الفرقة السيمفونية السورية

    بعد ذلك تدربت على يد الأستاذ والخبير "نيكولاي فاراكسي" الذي ساعدني في المراحل الأخيرة من دراستي بشكل ممتاز.

  • ما الانجازات التي استطعت تحقيقها خلال دراستك في المعهد العالي للموسيقا وخصوصاً على آلة مثل الكلارينيت؟
  • منار الشمعة

    ** عندما كنت طالباً كنت نشيطاً على عدة صعد، فأنا بالاضافة إلى دراستي كنت أغني بفرقة كرال الحجرة "تينور" وبنفس الوقت كنت مع الفرقة السيمفونية الوطنية كعازف كلارينيت أول لمدة خمس سنوات، كذلك كنت عضواً أساسياً في فرقة الباند السورية لموسيقا الجاز. وهنا لابد من الاشارة إلى أن الفترة التي كان فيها الأستاذ "صلحي الوادي" مديراً للمعهد العالي كان هناك الكثير من الخبراء الموسيقيين الهامين من العالم الذين أتوا لتدريبنا ضمن ورشات عمل على كل أشكال الآلات التي نعزف عليها ما زاد في تطوير أدائنا، وأكسبنا تجربة وخبرة مهمة وساعد على دفعنا للعمل في اتجاهات كثيرة في هذا المجال.

    أستطيع أن أقول إنني تعلمت تصليح آلات النفخ حيث درست ذلك في "أمريكا" مع خبراء تصليح هناك لصقل التجارب المتواضعة لي.

  • ما رأيك بالوضع الموسيقي في سورية، وهل تعتقد أن الطلاب الذين تخرجوا في المعهد استطاعوا خلق تغيير ما؟
  • ** الوضع جيد في سورية وهو يتطور بشكل متسارع حيث أصبحت الفرص كثيرة ومهمة لكل راغب بالعزف أو الغناء، ويمكنني أن أقول إن هناك فورة موسيقية ممتازة، وأنا أشكر كل من ساعد في هذا الموضوع سواء من المسؤولين أو الادارة.

    إن جميع من درس في المعهد العربي والمعهد العالي للموسيقا استطاعوا خلق تغيير مهم في عالم الموسيقا خصوصاً أن هناك جهات رسمية استطاعت تقديم الكثير من المساعدات مثل الجمعيات الداعمة غير الربحية كجمعية "صدى" ومتعهدي حفلات "موسيقا على الطريق"، لكننا في النهاية نحتاج لدعم دائم كي نستطيع تقديم الأفضل.

  • هل ترى أن هناك جدوى من بعض المشاركات الخارجية لبعض الخريجين والعازفين؟
  • ** طبعاً والجدوى أكيدة لأن هذه المشاركات تقوي ثقة العازف بنفسه، وتجعله يقف أمام جمهور صعب الإرضاء، إضافة إلى الخبرة التي يكتسبها من العزف مع عازفين جدد من كل أنحاء العالم، وهذا ما يساعد أيضاً على أن يتعرف علينا الجمهور الغربي والعربي ليعرف إمكانيات العازف السوري ومواهبه بمختلف المجالات وليس الموسيقية فقط.

  • ما الآفاق التي تطمح إليها الفرقة السيمفونية الوطنية حسب رأيك كواحد من أفراد هذه الفرقة؟
  • ** سأكون صريحاً بإجابتي هنا وأقول إن الأفق سيكون ضعيفاً ضمن المعطيات الحالية وغياب الدعم المادي بالدرجة الأولى، والدعم العملي من خلال طلب استقدام قائدي اوركسترا بشكل دوري ومكثف وتدريبنا معهم لفترات طويلة.

    إن ما استطعنا تحقيقه هو وجود الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بامتياز، واستطعنا تكوين جمهور يسمع لنا ويثق بنا.

    نحن في سورية نعتبر من أهم الواجهات الثقافية لبلدنا، ومع ذلك لا نستطيع تلبية الكثير من الدعوات التي تأتينا من الخارج بسبب عدم وجود الدعم المادي للسفر، ودعيني أقول إنه بعدم وجود هذا الدعم فلن يكون هناك آفاق مستقبلية لأنه دون الأرض الثابتة والصلبة للفرقة لن يكون هناك تطوير، ونحن رغم قلة الدعم سافرنا، وقمنا بجولات مهمة جداً، وقدمنا موسيقانا الشرقية بقالب اوركسترالي ما قرّب الناس إلينا حتى في الغرب.

  • ما الاقتراحات التي يقدمها أعضاء الفرقة لتحسين واقع الموسيقا، وهل هي قيد التحقيق، وماذا كان دورك أنت كعازف كلارينيت فيها؟
  • ** أنا في النهاية فرد من هذه المجموعة ونحن في الحقيقة معروفين بتماسكنا وبأننا يد واحدة دائماً لذلك فإن أي اقتراح يكون جماعياً دون استثناء، لكن المهم من كل هذا أننا ساعدنا في تشكيل لجنة لتسيير أمور الفرقة الادارية والمالية والثقافية، ولدينا مجلس اوركسترا لتنظيم جميع الأمور الفنية.

  • ما مشاريعك القريبة القادمة وهل من طموحات لأكثر من العزف؟
  • ** مشاريع الفرقة كثيرة خلال هذا الصيف حيث سنسافر إلى الأردن، والامارات، وألمانيا، إضافة إلى حفلاتي الدائمة مع فرقة الباند لموسيقا الجاز، وحفلات فرقة كورال الحجرة. الطموحات كثيرة لكن قد يكون السفر إلى الخارج أحدها لمتابعة التدريب والدراسة.

    يذكر أن العازف "منار الشمعة":

    - مواليد دمشق 1980

  • خريج المعهد العربي للموسيقا 1992- 1996

  • خريج المعهد العالي للموسيقا على آلة الكلارينيت 1997 – 2002

  • عازف في الفرقة السيمفونية الوطنية منذ عام 1998 وشارك في حفلاتها في العديد من الدول العربية والأوروبية.

  • عازف كلارينيت أول 2002 – 2007

  • - خبير بتصليح آلات النفخ

  • من مؤسسي كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا- تينور

  • عضو في فرقة الجاز السورية "بيغ باند" منذ 2008

  • شارك بالعزف في باليه "سبارتاكوس" مع دار الأوبرا والباليه الحكومي لجمهورية أرمينيا.

  • شارك بالعديد من ورش العمل مع أهم العازفين من ألمانيا وفرنسا واستراليا.

  • عزف بقيادة العديد من قائدي الآوركسترا في العالم: أحمد الصعيدي من مصر، إدوالا ميلكوس من استراليا، ايمين غوفان يشلي شام من تركيا، ريكاردو موتي من ايطاليا، ادمون كولومن من اسبانيا، سيلفان غازاتسون من فرنسا، جورجيو تشيتشينازي من جورجيا، فويتشخ تشييل من بولونيا، وكارين تورغايان من أرمينيا.

  • عزف مع مغني الأوبرا العالمي "بلاسيدو دومينغو" 2007