يستمر مهرجان "الجاز يحيى في سورية" بمعانقة جدران القلعة لليوم الثاني حيث كان لـ"أوركسترا الجاز السورية" على خشبة المسرح بآلاته وموسيقاه بصمة تميز بشهادات الحضور.

موقع eSyria لم يفوت حضور الحفلة بتاريخ 8/7/2009 وقبل البدء بلحظات كان لنا لقاء مع الأستاذ "هانيبال سعد" المدير الفني للمهرجان، الذي حدثنا عن خطوات إقامة المهرجان قائلاً: «بالرغم من الصعوبات والأزمة الاقتصادية العالمية نجحنا في إقامة المهرجان هذا العام، فكان هناك دعم من بعض مؤسسات الدولة كوزارة الثقافة و وزارة السياحة كما كان هناك مشاركة من قبل بعض الشركات الخاصة في سورية، والفضل الرئيسي لإقامة المهرجان هذا العام هو رغبتنا الكبيرة للاستمرار وتحدي الظروف ليكون موجود بحضوره الفعال في سورية وهنا لابد أن أشير للتعاون الذي ابداه الموسيقيين السوريين خاصة»

جديدنا "سي دي" قيد الاطلاق وحفلات على المستوى العالمي، وكما نحضر لحفلة كبيرة قريبة بمناسبة عيد ميلاد الفرقة في سورية

وعن مشاركات هذا العام قال "سعد"«هناك مشاركة من قبل أربعة فرق موسيقية كبيرة بينها فرقة "بيك بان" الألمانية المؤلفة من /23/ عازف وعازفة، كما سيكون هناك حضور فعال لفرقة نرويجية وأخرى سويسرية ذات مستوى موسيقي عالي، و سنقدم قطع جديدة ومفاجآت هامة، والجدير بالذكر أن الخمس الدورات الماضية لمهرجان الجاز عمقت الأذن الموسيقية بشكل أفضل وأصبح لنا جمهور كبيركما ترى».

للجاز معنى

أما عن حفلة اليوم ومشاركة "أوركسترا الجاز السورية" قال:« في البدء لابد من التنويه أن "أوركسترا الجاز السورية" الكاملة تأسست مع تأسيس هذا المهرجان وأصبح لها حضور مميز وفريد ومشاركة فرق عالمية معروفة، واليوم سنقوم بتقديم عدة قطع موسيقية منها "بين قاسيون والربوة" بحضور آلتي "القانون" و"الناي" إضافة إلى الآلات الشرقية الأخرى والغربية طبعاً»

بدأت الحفلة والصمت يعم المكان حرصاً على حسن الاستماع، وبعد نهاية الحفل خلف الكواليس التقينا بالأستاذ "نارك عبجيان" قائد فرقة "أوركسترا الجاز السورية" الذي حدثنا عن مشاركته انطلاقاً من رؤية المهرجان قائلاً: «يقدم المهرجان موسيقى جاز كلاسيكية ومعاصرة مُركزاً على الريبرتوار الأوربي الاستثنائي، وتقوم الرؤية الفنية للمهرجان على إلقاء الضوء على تجارب بلدان تبنت موسيقى الجاز وخلقت انصهاراً بينها وبين موسيقاها التقليدية، ونحن نقدم اليوم سنقدم تجربة انصهار بين الموسيقى التراثية الغنية للمنطقة والجاز وسنعمل على بلورة تجربة "الجاز السورية" إن صح التعبير من خلال تقديم قطع موسيقية سورية خاصة متمازجة مع نوتات غربية»

من الحضور

وعن رأيه بالحضور والجمهور قال:« لنا حضور مميز في هذا المهرجان والأهم من ذلك أننا قمنا بتأسيس جمهور سوري يتابع المهرجان في كل عام، جمهور ذو ذهنية جازيه راقية متابعة لأعمالنا، ولكن ما لاحظته هذا العام أن هناك حضور قليل عن السنوات السابقة ، وربما يعود ذلك للتعتيم الإعلامي والظروف الاقتصادية العالمية».

وعن جديد "أوركسترا الجاز السورية" يضيف "عبجيان": «جديدنا "سي دي" قيد الاطلاق وحفلات على المستوى العالمي، وكما نحضر لحفلة كبيرة قريبة بمناسبة عيد ميلاد الفرقة في سورية».

هدوء وتحاور آلات "الساكسفون" و"الغيتار الكهربائي" و "الدرامز" في ليلة صيفية دمشقية كان متعة حقيقية دفعتنا للمزيد من العمل ورغبة في معرفة آراء مشاركة أخرى، وهذه المرة كان لقائنا مع الأستاذ "باسل رجوب" عازف "الساكسفون" في الفرقة وعن رؤيته للمهرجان انطلاقا من كونه مدير فني لفرقة سورية شابة تعزف الجاز أيضاً قال:« المهرجان فرصة تساعد في الاطلاع على تجارب الموسيقيين العالميين والمحليين وتشجيع ممارسة أكثر احترافية لأنواع الموسيقى المعاصرة في بلدٍ كبلدنا له تراث موسيقي قوي ومتجذر، فاللمهرجان أهمية كبيرة على المستوى المحلي والعالمي، وفي كل عام نرى أن هناك إبداعات وحضور هام يزداد يوما بعد يوم ، وقد انعكس ايجاباً على أسم سورية في عالم الجاز على المستوى العالمي، ما نأمل في السنوات القادمة المزيد من الدعم من قبل الجهات المعنية لأنه مهرجان ذو صبغة سورية ثقافية خاصة».

الموشحات السورية حضرت اليوم ودفعت بالحضور للتمايل على أنغام التراث ذو الطابع المعاصر، وهنا كان لابد من لقاء مع الأستاذة "ندى عثمان" مديرة مشروع "روافد" المشروع الثقافي لدى "الأمانة السورية للتنمية" وأحد الداعمين للمهرجان التي قالت: «تخلق هذه القاعدة الموسيقية الصغيرة والمكثفة والغنية لهذا العام رابطاً وثيقاً بين المهرجان والتراث الثقافي الغني لمدينة دمشق، خاصة من خلال العودة إلى القلعة، حيث بدأت القصة بأكملها، وهو مايصب في صلب أهدافنا كمشروع يستفيد من التراث الثقافي السوري لرفد الإبداع والتميز في العمل الثقافي»

وعن رأيها في حجم المشاركة هذا العام قالت:«وإن كان حجم المشاركة أصغر هذا العام، إلا أن الالتزام وتفاني الفنانين المشاركين لن يكون أقل مما كان عليه في السابق، وستقدم العروض الموسيقية -التي سيستمع إليها الجمهور- الدليل الحيّ على موهبتهم وعملهم الدؤوب».

ومن بين الحضور التقينا بالآنسة "سوزان توما" طالبة جامعة التي بادرتنا بالقول: «إنني سعيدة جداً لوجود فرقة سورية كهذه لدينا هنا، فللجاز عالم آخر لا نستطيع أن ندمجه مع أي نوع موسيقي آخر، الجاز هو عالم يخصني أحلق معه بعيداً، وهنا أود أن أضيف أن من لا يستمع إلى الجاز فليست لديه أذن موسيقية نظيفة، وذلك لما لهذه الموسيقى من قدرة على التواصل مع روح الإنسان».