موقع "eSyria" بتاريخ 25/6/2009 التقى بالفنان "علي فرزات" ليحدثنا عن مشروع صالة الفن الساخر الذي سيفتتحه في الشهر المقبل.

بداية تحدث إلينا "فرزات" عن فكرة الصالة قائلاً: «فكرة صالة الفن الساخر كانت موجودة في ذهني منذ أن فكرت بجريدة "الدومري" لكن الجريدة أخذت فرصة أكثر توفرت لها فرصة الظهور، وبقيت الفكرة بذهني إلى أن لاقت الوقت المناسب المتاح، وربما إغلاق الجريدة أتاح لي الفرصة بأن أفكر فيها من جديد، صالة الفن الساخر ستحتوي على أعمال نحت ورسوم كاريكاتير وسينما ساخرة وأفلام متحركة وفن تطبيقي، وتشمل صالة الفن الساخر عدة غرف واسعة منها ما هو للتدريب ومنها من هو للتخصصات، وقد قمت بتصميمها حيث اعتمدت على البساطة في كل شيء دون تعقيدات في الديكور».

سيكون مشروعاً متكاملاً وفريداً من نوعه في العالم العربي بغية المحاولة الجادة لتكريس هذا الفن المعبر عن الأوضاع العامة بين الناس، وإن فكرة المشروع حضارية أكثر مما هي تجارية، والغاية منها الاستمرار والتوسع لدمج فكرة الفن الساخر في حياة المجتمع من خلال نشر الرسومات والأفكار الساخرة على الثياب والفناجين والتحف وفي اللوحات بحيث تصبح الأعمال الفنية الساخرة في متناول الجميع

يتابع "فرزات": «سيكون مشروعاً متكاملاً وفريداً من نوعه في العالم العربي بغية المحاولة الجادة لتكريس هذا الفن المعبر عن الأوضاع العامة بين الناس، وإن فكرة المشروع حضارية أكثر مما هي تجارية، والغاية منها الاستمرار والتوسع لدمج فكرة الفن الساخر في حياة المجتمع من خلال نشر الرسومات والأفكار الساخرة على الثياب والفناجين والتحف وفي اللوحات بحيث تصبح الأعمال الفنية الساخرة في متناول الجميع».

من أعمال علي فرزات

مشروع فني ساخر سيطلقه "فرزات" وهو متفائل بمستقبله: «لن تكون الصالة فقط لعرض الأعمال الفنية بل سيخصص الطابق الثاني منه كمعهد مرخص من وزارة الثقافة لتعليم هواة موهوبين أساسيات ومبادئ فن الكاريكاتير، وذلك بإعادتهم إلى قواعد الرسم ثم الإنتقال بهم إلى مرحلة الكاريكاتير، والمتخرج من هذا المعهد سيحصل على شهادة مصدقة كخريج من معهد "علي فرزات" لتعليم فن الكاريكاتير، وكما يتضمن الصالة على كتب ومراجع لأهم الأسماء التي كتبت عن الفن الساخر في سورية، بالإضافة إلى وجود فرقة مسرحية تقوم بعرض مقاطع مسرحية ساخرة من خلال التنقل عبر خشبات المسرح في صالات دمشق، وافلام ورسومات متحركة لا تتجاوز مدة كل منها الدقيقة الواحدة، ستتناول كل حلقة فكرة لوحة من لوحاتي أو رحلة من رحلاتي في عالم الفن الساخر، ومن الممكن أن يتم الاتفاق مع بعض الفضائيات العربية لعرض هذه الحلقات التي ستعرض للزائر على شاشة بلازما في الصالة».

يتابع "فرزات" حديثه وابتسامته المعتادة تغمر وجهه: «إن فكرة العرض هي تكريس حضاري عميق عمق التاريخ السوري يمتد لحوالي عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، فهذا الفن هو طريقة عرض لكيفية حصول الناس على احتياجاتهم اليومية من ملبس ومسكن، الفن الساخر فن حضاري معروف في الحضارات السورية القديمة و قد وُجدت العديد من أدواته كلُقى أثرية منها أقنعة وجوه تظهر الإنسان بحالات مختلفة و يعود قدمها إلى آلاف السنين، حيث كان الفيلسوف السوري القديم "لقيان" يمثل مدرسة مشابهة لمثل هذه المدرسة الساخرة».

يضيف "فرزات": «هنا لابد أن أشيرإلى أن فلاسفة عالميين كبار استفادوا من فن "لقيان" مثل "سقراط" وغيره من الفلاسفة الإغريق، وهذا المشروع محاولة لدمج هذا الفن في حياة شرائح اجتماعية أوسع من المجتمعات العربية، حيث ساطلق في الفترة المتزامنة مع افتتاح الصالة موقع على الإنترنت يمكن للجميع متابعة أخبار الصالة أو شراء مقتنيات من الأعمال الأصلية والمستنسخة بأسعار تناسب الجميع، وكما يمكن لهذا الموقع أن يضع كل شخص يهتم بهذا الفن عملاً في منزله أو مكتبه أو يتجول في أرجاء الصالة وهو في منزله».

ينهي الفنان "علي فرزات" حديثه معنا عن أهمية فن الكاريكاتير في حياة المجتمع متابعاً: «الكاريكاتير يعبر عن مشاكل المجتمع وهمومه إنه الضحك المر أو السخرية من الأشياء ولكن بتحويلها إلى ابتسامة سوداء تتجاوز الحالة أو تصورها لتعريها أمام الجمهور، هو موقف حزين يعبر عن حالة معينة بسخرية للبحث عن الحل المناسب، وهنا أود أن أضيف أن الفن الساخر كان متواجداً في حياة السوريين القدامى وكانوا يقومون بعرضها في "عيد الربيع" المعروف، وذلك من خلال الأقنعة والألبسة المرقعة التي تعبر بحالة سخرية عن واقع اجتماعي معين، مشروع صالة "الفن الساخر" هو مولود ثقافي حضاري ينحاز إلى الناس قبل كل شيء وسيتم افتتاحه في أوائل الشهر السابع في مقر جريدة "الدومري" سابقاً».

ومن الجدير بالذكر أن الفنان "علي فرزات" هو من الفنانين العالميين المميزين بفن الكاريكاتير وقد حاز على عشرات الجوائز العربية والعالمية ومن أبرزها جائزة الأمير "كلاوس" الهولندية.