بعد بحوث ودراسات طويلة استمرت ستة أعوام متواصلة، نجح الأستاذ المعيد في كلية الفنون الجميلة "أيمن اسمندر" في إخراج أطروحته للباحثين والدارسين في تاريخ الفن..الأطروحة التي حملت عنوان " التقاليد الفنية للرسم والتصوير في الحضارة الفينيقية ما بين 1500 إلى 500 قبل الميلاد"،

جرى مناقشتها أمام لجنة التحكيم يوم الاثنين 16/2/2009 وذلك في قاعة المؤتمرات بكلية الفنون الجميلة "بدمشق".

هناك مجموعة كبيرة من المراجع يعود معظمها إلى فترات قديمة ومنها "إلياذة هوميروس"، إضافة إلى مراجع تاريخية لمؤلفين عاصروا الحضارة الفينيقية وكتبوا عنها، مع بعض المراجع والكتب العربية على قلتها

وترأس د"عبد العزيز علون" لجنة التحكيم التي ضمت في عضويتها د."عبد المنان شما" إضافة إلى عميد كلية الفنون الجميلة في "حلب"، وعدد من الأساتذة وأعضاء الهيئة التدريسية في الكلية.

أيمن اسمندر.

وخلال لقاءنا مع "أيمن اسمندر" سألناه عن سبب اختياره تقديم أطروحة خاصة بتاريخ فن التصوير والرسم في الحضارة الفينيقية فقال: «بشكل عام تاريخ فن التصوير والرسم في الحضارة الفينيقية وأنواع الفنون الأخرى لم تتعرض لها الدراسات والأبحاث الأكاديمية بشكل كاف ومن مختلف النواحي، إضافة إلى أن جزءاً كبيراً من الفنون الفينيقية ضاعت بين فنون الحضارات الأخرى المجاورة لها، ومن خلال أطروحة الدكتوراه أحاول التعريف بالفن الفينيقي وميزاته وحجم تداخله مع الفنون الأخرى للحضارات المختلفة».

وعن أهمية هذا البحث وما يقدمه من إضافات للدارسين والمتخصصين قال "اسمندر": «تاريخ الفن هو بالأصل تاريخ الإنسانية بكل معانيها..ولدى دخولنا أي متحف من المتاحف فإننا سنجد المعروضات عبارة عن موجودات فنية من تماثيل وأواني فخارية وخزفيات...وهي كلها منتجات فنية تروي إبداع الحضارات والشعوب، وأعتقد أن تاريخ الفن هو تاريخ الروح البشرية بكل تفاصيلها».

خلال مناقشته اطروحة الدكتوراه

وعن المراجع التي اعتمدها في بحثه أضاف: «هناك مجموعة كبيرة من المراجع يعود معظمها إلى فترات قديمة ومنها "إلياذة هوميروس"، إضافة إلى مراجع تاريخية لمؤلفين عاصروا الحضارة الفينيقية وكتبوا عنها، مع بعض المراجع والكتب العربية على قلتها».

وفي فصول كثيرة من الأطروحة التي بلغ حجم صفحاتها 570 صفحة، يتحدث "أيمن اسمندر" عن الفنون الفينيقية المختلفة والأثر الكبير الذي تركته هذه الفنون في الحضارة الإنسانية، كما أنه يتطرق بشكل مسهب في الحديث عن العلاقة التي تربط الحضارة الفينيقية مع الحضارة الآشورية، وعنها يقول في رده على سؤالنا: «هناك تداخل كبير بين الحضارتين وفي مختلف المجالات..حيث رافق عظمة الحضارة الآشورية وسطوتها ازدهار الحضارة الفينيقية وألقها وبشكل خاص الجانب الفني منها، وهناك تفاصيل تاريخية كثيرة قدمتها في الأطروحة تتحدث عن تلك الفترة، حيث فرضت القوة العسكرية الآشورية على كافة المماليك والمدن التي أحاطت بها أتاوات معينة لقاء توفير الحماية لقوافلها التجارية، وأعتقد أن هذا السبب كان عاملاً هاماً في تطور الفنون الفينيقية وانتقالها في منطقة حوض المتوسط».

جانب من الحضور.

أما الجانب الفني من الأطروحة فحدثنا عنه قائلاً: «من خلال الأبحاث التي قمت بها خلال الفترة الماضية قدمت دراسة تفصيلية عن نشوء فن التصوير من خلال فرضية في هذا المجال.. تتحدث عن فترة تاريخية تمتد منذ العام 25 ألف ق.م إلى فترة العصور التاريخية الوسطى، حيث تحدثت بإسهاب عن الحضارة "الفينيقية" وفنونها المختلفة، بشكل عام حاولت أن أقدم موجزاً في تاريخ فن التصوير والرسم مع التوسع في الحضارة الفينيقية، وبهذا أعطي الدارسين والباحثين حالة بانورامية لنشوء فن التصوير».