تحت عنوان (رجل شرقي)افتتحت الفنانة التشكيلية نغم حسن نعيم معرض فني وذلك في المركز الثقافي (أبو رمانة) بتعاون مع الجمعية الوطنية للشباب والتنمية.

ولأننا نؤمن بابداعات الشباب كنا هناك واتقينا العديد من الأشسخاص الذين دفعهم لحضور المعرض العنوان الذي طالما أثيرت حوله النقاشات ولأأجل تضاربت الآراء:

الشاب علي طالب سنة الثانية في كلية الفنون الجميلة قال لموقع (eSyria): الفكرة جميلة وغير مستهلكةبرأي وهناك جهد كبير في رسم اللوحات وخصوصاً على مستوى الألوان فهناك اختلاف باستخدام الفنانة للألوان الحارة وهذا يعكس أكاديمية الفنانة نغم في الرسم, أما من ناحية الفكرة فأنا أختلف مع الفنانة نغم لأن الرجل الشرقي والمرأة الشرقية يبقون شرقيين ولهم نفس اللمسة الشرقية ذاتها, حيث إن الإنسان الشرقي يرى الإنسان الغربي بنوع من الانبهار والعكس صحيح فكل مجتمع يختلف عن الآخر في عاداته وتقاليده.

وإن اختيار فكرة رسم الأجساد تعد من أهم الأفكار لأنها تركز على جمالية الإنسان بكافة تصوراته وهذا ما يجعلها لا تفقد بريقها أبداً, وأتمنى للفنانة نغم التوفيق في مجال عملها والتقدم به.

وهنا دار حوار مهم بين الشابة ميسون خضير عضو الجمعية الوطنية للشباب والشاب نادر وهو طالب بكلية الصيدلة السنة الخامسة وسمحوا لنا مشاركتهم هذا الحوار ورصده.

ثم دار الحوار بينهما عندما توجهت الشابة ميسون بسؤال للشاب نادر يكمن في سماح الرجل لنفسه في التمرد على المرأة إلا أن المرأة لا تسمح لنفسها بفعل ذلك أي بتمرد على الرجل بأي طريقة, فأجاب: إن فكرة التمرد للرجل الشرقي على المرأة غير مفهومة بالنسبة إلي وإذا كان هناك رجال سلبيين في المجتمع فهذا لا يعني التعميم مع العلم أنه بكل مجتمع يوجد رجال سلبيون وإيجابيون، السلبيون يحرمون المرأة من أي حق فيخالفون كل الشرائع والديانات السماوية التي كرمت المرأة وحالت دون إهانتها, فأضافت (ميسون): إن الرجل في مجتمعنا لا يقبل أن تكون المرأة أفضل وأقوى منه على كافة النواحي المادية والفكرية الثقافية, فقال (نادر): إن مشكلة التفوق والقوى خاضعة لفلسفة كل رجل في الحكم على هذه المشكلة وأنا برأيي أن الرجل والمرأة إذا تفاهموا سيصلون إلى اتفاق نهائي بينهم يوصلهم بشكل أو بآخر إلى مسألة التساوي في الحقوق والواجبات ولا أتفق مع الأنموذج الغربي في المساواة لأنه يرهق المرأة ويحمّلها أعباء لا تقدر على حملها لاختلافها البيولوجي مع الرجل.

وأعطت الشابة ميسون مثالاً مجسداً بلوحة تمثل خضوع المرأة للرجل مع أنها رافضة لذلك, وبسؤالنا الطرفين عن ماهية الرجل الشرقي ومن أين أتى هذا الطرح أجابا باتفاق: إن قمع المجتمع للمرأة وتقييد حريتها الصحيحة التي نادت وأتت بها الشرائع والديانات السماوية حيث ساوت الديانات بين الرجل والمرأة بالثواب والعقاب إلا أن تمرد المجتمع على هذا أعطى الرجل الحرية المطلقة بكل شيء حتى وصلت إلى مسامحة الرجل إذا أخطأ وكأن شيئاً لم يكن بتزامن مع حرمان المرأة أبسط حقوقها في العمل والتعليم وإنزال أشد العقوبة بها إن أخطأت بشكلٍ أو بآخر، وبالمقارنة مع الرجل فإذا أخطأ فذنبه مغفورٌ, وأضافوا: إن ما أوصلنا إلى هذا الحال يكمن في كثرة الجهل الذي كان موجوداً نتيجة والاحتلالات التي تعرضت لها منطقتنا فتجذرت بعض العادات والتقاليد البالية البعيدة عن أي أنموذج إنساني.

ثم التقينا الفنانة الشابة نغم وهي طالبة في كلية الفنون الجميلة السنة الثالثة وتحدثت عن مضمون المعرض بقولها: إن تجسيد فكرة الرجل الشرقي في لوحاتي مستوحاة من الواقع الاجتماعي ومن الحياة الشخصية لي هذا لكوني امرأة شرقية اقتبست الأفكار من مجتمعنا مع إدخال أحاسيسي فيها.

وأضافت: أنا أتوجه بالشكر للجمعية الوطنية للشباب التي يسرت لي هذه الفرصة في عرضي أعمالي الفنية المتضمنة عدة أفكار تلخص عصبية الرجل وحبه لذاته وللتسلط, وأنا أتفق مع وجهة النظر التي تعتبر أن كلاً من الرجل والمرأة مكمل أحدهما للآخر ولا يمكن فصل العلاقة بينهما, وأتمنى لنفسي الغوص في هذا الفن وتقديم رسالة إيجابية لمجتمعنا، وأشكر صحيفتكم لتغطيتها هذا المعرض.

إلا أن فلسفة الرجل الشرقي برأيي فلسفة غربية بحتة لأنها تعبر عن نظرة المجتمع الغربي عن ذاك الرجل الشرقي بتبني أحدنا لهذه النظرة, فمن حق الإنسان الغربي النظر إلى الإنسان الشرقي بشيءٍ من الاستغراب لأن الشرق بطبيعته وفلسفته يختلف عن الغرب في عاداته وتقاليده مع نبذنا وتحفظنا على الجانب السلبي من هذه العادات والتقاليد, لكن هذا لا يعني أن علينا استيراد هذه النظرة الغربية البحتة للإنسان الشرقي حتى بشكلٍ عام أي (للرجل والمرأة) لأننا إذا نفينا الغرب مثلاً فسيبقى الشرق وهنا لم يعد الشرق شرقاً لعدم وجود الاتجاهات طبعاً في حالة النفي هذا إذا لم نتوسع في مفهوم (الاتجاهات) لأننا لا يمكن أن ننفي الاتجاهات أبداً.

وهناك عدة أسئلة تطرح نفسها بالمعنى الصحيح في فهم الحرية و علاقة الرجل بالمرأة والعكس ثم إسقاط إيديولوجيات العالم الغربي على مجتمعاتنا, وهنا تكمن استحالة الإجابة على هذه الأسئلة بهذه السهولة لتداخلها وتشعبها مع بعضها بعضاً في الفلسفة التكوينية للحياة البشرية, وفي النهاية نشكر الفنانة نغم على هذا المعرض الرائع والمعبر عن مشكلة حقيقية في مجتمعاتنا تكمن في سوء الفهم لكل من الطرفين للآخر فكلاهما- الرجل والمرأة مسؤول عن سوء الفهم هذا.