الفن عامل أساسي في الإنسان ففيه يصرح الإنسان عن أعماقه ويغدو أوعى والعالم أوضح وأونس، والفن نوع من التنفس الروحي الذي يشبه التنفس الطبيعي الذي لا غنى لنا عنه.

بهذه الكلمات بدأت الفنانة جيانا عيد الأحد الثاني من السلسلة لقاء الشهر الذي تقيمه مؤسسة كنوز سورية ومجموعة فينكس، برعاية وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا تحت عنوان إقرأ.. وأرتق، وذلك في المركز الثقافي العربي في المزة.

تمحور اللقاء الثاني الذي كان بادارة الفنانة جيانا بمشاركة ضيوفها، السيد حاتم علي (سورية)، السيد خالد صالح (مصر)، السيد فؤاد حميرة (سورية)، السيد محمود سعيد (فلسطين)، تمحور حول الفن والرقي الاجتماعي من خلال أربعة محاور.

المحور الأول كان يركز على قدرة الفن واستطاعته عموما والمرئي خصوصا أن يخدم المجتمع بالدور الجمالي والمعرفي والرقي. وقد اعتباره المخرج حاتم علي سؤال تقييمي مجيبا عليه بإجابة سهلة كما أشار لنا، واقرب للحقيقية، قائلا: "انه لن يخدم فالمجتمع في سياق والفن في سياق آخر". والفنان خالد صالح اعتبر هذه الفكرة بيد المشاهدين وليست بيد الفنانين. أما فؤاد حميرة قال: "الفن فرصة لتثقيف وهو في النهاية جزء من حياتنا ومهم جدا".

المحور الثاني: دارت المناقشة بسلب وإيجاب حول إذا كان الفن مرهون بوسائل الاتصال، ومرهون بأيدي رجال الثقافة، إضافة إلى استطاعة الفن عموما والمرئي خصوصا أن يكون أداة تغيير، فضلا عن تطور قدرة المتلقي إجادة قراءة النص المرئي. وقد تبين من خلال المناقشات والمداخلات أن هذا المحور له دور مهم ويمكن أن يقوم بدوره بمنتهى الذكاء الشديد على حد قول الفنان خالد صالح الذي قال: "بعض الإعمال حينما تخاطب بذكاء للجمهور يمكن أن تكون أداة خادمة".

والمحور الثالث: تركز على قوة الفن في مواجهة الصراعات الفنية التي تستهلك روح المتلقي، وماذا يفعل تجاه المؤسسات المستهلكة ذات المضمون الفارغ.

أما المحور الرابع والأخير: نص على أن الفن هل هو مادة تجارية، وهل أصبح الفن المرئي بديل عن الكتب.