افتتح الأستاذ غسان كلاس مدير الثقافة بدمشق معرضاً مشتركاً((للفنان معروف شقير، و الفنان سمير درويش))، في المركز الثقافي العربي – أبو رمانة... المعرض بعنوان (( وجوه و معانٍ و وردة دمشقية))، و يجمع بين النحت((شقير))، و التصوير(( درويش)).

الفنان معروف شقير))من مواليد السويداء – القريا 1957م- عضو اتحاد الفنانين التشكيليين- مشارك دائم في معارض الدولة الرسمية- له 16 معرض فردي داخل القطر و خارجه، و150معرض مشترك- حاز على تسعة جوائز تقديرية من الدولة- أعماله موزعة في العديد من دول العالم )

معروف شقير لeDamascus : تعودت أنا وسمير درويش أن نقيم المعارض معاً... إنها ليست تجربتنا الأولى .... نحن أصدقاء و أولاد بيئة واحدة، وهناك شيء من التناغم بين موضوعاتنا....

قدمت في هذا المعرض 52 عملاً نحتياً .. تنتمي المنحوتات إلى عدة مدارس : التعبيرية و الكلاسيكية،

والتجريبية و الرمزية .... أنا أنحت موضوع اللحظة الراهنة ... انحت الانفعال الفكري و العاطفي الذي أعيشه دون أي تصور مسبق عن الموضوع الأمر يعتمد على مخزوني الحسي...

أرصد في أعمالي حالات إنسانية ذات مغزى(( إيجابية أو سلبية)) كالتدخين – الثرثرة- الخوف – الدهشة ... بأسلوب قد يراه المتلقي كاريكاتير، أما أنا فأراه مجرد تعبير، وما يهمني بالدرجة الأولى أن يرى المتلقي ذاته في أعمالي...أدعو من خلال الأعمال التي أقدمها المجتمع البشري إلى القناعة ،لكي لا نصبح عبئاً على العالم الآخر، كما أحرص على تعزيز قيم الوفاء، والعرفان التي بدأنا نفتقدها، لذلك أركز على موضوعات الأمومة و الأسرة... ما أفعله تقنياً هو النحت المباشر : الكتلة... الفكرة ...ثم التنفيذ باستخدام المطرقة و الإزميل، واستخدم الآلة فقط للتنعيم، و لا أرى عيباً في استخدام الآلة في هذا العصر عصر التكنولوجيا.

أنا غزير الإنتاج ... مخلص جداً للخامة التي أعمل عليها ( البازلت ) ، ومن خلالها أفرغ كل طاقتي و أحاسيسي.

أطمح أن أضع عملاً نحتياً من البازلت في كل المحافظات السورية، في أهم الساحات و مراكز المدن، ولهذا الغرض أجريت الدراسات و نفذت نماذج مصغرة ((40-50سم )) لعدة منحوتات متنوعة المواضيع، و قدمتها لمجالس المدن، وفي حال الموافقة عليها يمكن تكبيرها بما يتناسب مع المحيط....

الفن بالنسبة لي إحساس ومعاناة، و ليس مجرد تسلية ... أنا استخدم مادة نبيلة تحتاج إلى فكرة نبيلة ، لتقترب من معاناة الإنسان ويومياته، ومشاعره و همومه ... أعمالي ستبقى لأنها تنتمي إلى الواقع، والانتماء هو الذي يخلد الفنان ...

الفنان سمير درويش ((من مواليد السويداء 1957م – خريج كلية الفنون الجميلة1985(( إعلان))- له سبع معارض فردية داخل القطر- يشارك في تصميم الطوابع السورية, حاز على شهادات تقدير من سورية ، و اليابان.))

سمير درويش ل eDamascus: قدمت في هذا المعرض 60 لوحة من الحجم الصغير ... موضوعاتها إنسانية بشكلً عام ... تعبر عن معاناة الإنسان، و لذلك تجد فيها وجوه بلا ملامح ... ضياع ... خصام ... لحظة إعدام ...

اللون الأحمر في لوحاتي هو انعكاس للمذابح التي نشهدها في فلسطين و العراق... الوردة موجودة أيضاً في اللوحات التي أعرضها، كذلك الطبيعة و الحصاد... و لكنها بشكل أشمل ترصد المعاناة و الانفعالات الإنسانية، و انعكاسات الحياة على الإنسان..

لوحاتي تنتمي إلى الواقعية الانطباعية... استخدمت فيها الألوان الزيتية والسكين، لنقل الحدث من عقلي الباطن أو الواعي إلى اللوحة ...

زخم اللوحة يكون دائماً في اللحظة التي تُبتدع فيها، و أحياناً تفتح لك اللوحة موضوع لوحةٍ أخرى... لا أعتبر لوحاتي نهائية، حيث يمكن أن أعدلها بناءاً على انطباعات الناس.

الأستاذ غسان كلاس ((مدير الثقافة بدمشق)): معرض اليوم يختلف عن سواه من المعارض لأنه أتى مزدوجاً ،جمع بين النحت والتصوير...

تأخذ منحوتات معروف شقير أهمية خاصة لأنها بازلتية، فضلاً عن الموضوعات التي طرحتها : الأمومة ، والأسرة ، و العلاقات الإنسانية بشكلٍ عام، ليس ذلك فحسب، بل تتعمق لتتصل بدورة حياة الإنسان ابتداءاً من كونه جنيناً، و صولاً إلى مرحلة الشيخوخة، وكل ما يمر به عبر تطوره الإنساني من حالات مختلفة ، ولها علاقة بطبيعة الاحتكاك بالمجتمع محلياً و إنسانياً... تجلى ذلك من خلال حركة الفم أو حجمه، أو حجم الأذن، أو ضخامة الرأس أو الجسم مقارنةً بالحدود الطبيعية للتكوين البشري...

أهم ما في أعمال معروف شقير أنه يتعامل مع البازلت (( وهو صخر ليس عادياً في صلابته))، وبالنتيجة يخلق أشكالاً تكون أقرب للتعبير عن الحياة بأطيافها المختلفة.

أما الفنان سمير درويش فلوحاته صارخة في لونها ، معبرة في معانيها ... يطغى عليها اللون الأحمر الذي لا يعبر عن معاناته الداخلية فقط ،و إنما عن معاناتنا مع الآخر لا سيما العدو، بما له من ممارسات وحشية، و يعبر درويش في لوحاته أيضا عن الثورة الكامنة في أعماق الناس و ليس ذلك فقط، و إنما يجسدها منن خلال فعلٍ سيأتي بشكلٍ أو بآخر ليستخلص الحرية.

الفنانان شقير ودرويش يلتقيان في إطار العلاقات الإنسانية... كلاهما يبحثان من خلال موضوعاتهما عن الحقيقة، وتلك هي غايتنا النهائية في الحياة.

انطباعات :

السيدة ماجدة شعراني : المعرض يعبر عن بيئتنا بشكلٍ عام ( بيئة السويداء)... هذا ما لاحظته من خلال أعمالهم ... الرسومات معبرة جداً بالألوان والتقنية، و كذلك المنحوتات... جميع الأعمال المعروضة تعبر عن ظروفنا القاسية و معاناتنا التي نعيشها.

دعاء حديد: اللوحات جميلة جداً... أما المنحوتات فتتسم بصورةٍ تعبيرية ٍ دقيقة نراها في: صورة الوجوه بشكلٍ عام ، وفي الملامح البارزة للأنف و الفم، و شكل العين الدائري، و حركتها حيث أخذت أكثر من و ضع : الفرح – الحزن- الدهشة...أفكار المنحوتات و موضوعاتها كانت قريبة جداً منا، ونحن نفتخر بهكذا معارض.