قام المجلس الثقافي البريطاني بدمشق والأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة 2008 وبالتعاون مع كلية الفنون الجميلة بدمشق بافتتاح معرض الفن البريطاني: فترة الأربعينات والخمسينات (من اللابناء إلى التجريد) وذلك يوم في كلية الفنون الجميلة.

يضم المعرض ستة وعشرين عملاً فنياً تلقي الضوء على حقبة هامة في تاريخ الفن التشكيلي البريطاني في الأربعينات والخمسينات وتطوره خلال فترة ما قبل وما بعد الحرب. والذي يبدو واضحاً من خلال تنوع اللوحات المعروضة والتي تتيح القيام بمقارنات لتطور الفن ومدارسه في بريطانيا.

وعن المعرض تحدث بول دبل داي، مدير المجلس الثقافي البريطاني في سورية:

"سيتيح هذا المعرض لزواره فرصة مشاهدة لوحات فنية أصلية ومتميزة تصوّر الفن البريطاني في فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي والتي تعكس التغير الاجتماعي الذي حصل خلال مرحلة الحرب ومرحلة الرخاء".

يأتي هذا المعرض على هامش معرض "إحياء الذاكرة التشكيلية في سورية" الذي تقيمه الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 في المتحف الوطني بدمشق والذي يقدم نظرة تستعيد تاريخ الفن التشكيلي السوري منذ عام 1879 حتى تاريخ تأسيس كلية الفنون الجميلة في الستينات من القرن الماضي. "

عصام جرش مدير مشاريع بالمركز الثقافي البريطاني قال لموقع (eSyria)

"تقوم فكرة المعرض على كيفية وقدرة الفنانين في تجسيد صورة الحرب والوضع المأساوي في تلك الفترة لذا تجد اللون الأحمر والأسلاك الشائكة ظاهرة جداً في اللوحات الموجودة في أول المعرض ثم جاءت فترة ما بعد الحرب التي أظهرت انتقال الفنانين البريطانيين إلى الأعمال التجارية أما في نهاية الخمسينيات انتقلوا إلى التجريد ومن هنا جاءت كلمة لا بناء وتعني الدمار الذي خلفته الحرب" وعن ربط هذا المعرض بالمعرض السوري أجاب" لا يمكن إيجاد صيغة مقارنة بين الظاهرة و المعرض بمعنى الكلمة فهدف المعرض هو أعطاء صورة أوضح لفنانين السورين والجمهور السوري عن المراحل التي مر بها الفن البريطاني "

أما بالنسبة للمدارس الفنية التي قدمت في المعرض فهيا مدرسة ، ايوستن رود التي جاءت كرد فعل واعي على أساليب رواد الفن التجريدي بحيث أكدت على أهمية رسم مواضيع تقليدية لكن بأسلوب واقعي كذلك مدرسة، سانت ايفس تعتبر ذات نظرة منفردة ، اعتمد فنانوها المشاهدة الطبيعية وضؤ كور نول والنظرة الغير الموضوعية للتشكيل والمجموعة.الإضافة إلى مدرسة سبعة وخمسة مجتمعات التي تنبذ التجريد وتعمل على المحتوى الواقعي وأخيراً مدرسة فنانو الحرب و التي عملت من خلال اللوحات الفنية على توثيق وتسجيل أحداث الحرب .

أنور عباس منسق المشاريع بالمركز الثقافي البريطاني أوضح أن " الحركة الفنية بأوربا كان مختلفة عن سورية فالذي وصل له الفن بأوربا 200 سنة تطور في سورية خلال 50 سنة السبب أنه بداية اتصال الفنانين السورين مع الفن المعاصر كان في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث بدأ الفنانين السورين يذهبون للدراسة في أوربا التي قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال فقد كانت تخرج من الانطباعية إلى ما بعدها " كذلك أشار وعن التعاون بين المركز والأمانة العامة لاحتفالية دمشق

نسعى لإقامة عددت مشاريع بيننا وبين المفوضية وهناك تنويع بالنشاطات فقد قدمنا عرض راقص باهوك لأكرم خان وهذا المعرض التشكيلي " ونوها السيد أنور إلى التعاون المستقبلي "هناك نشاطات أخرى ، معرض للفن البريطاني المعاصر سيغطي فترة التسعينات والثمانينيات سيكون في تشرين الأول من هذا العام ويوجد مشروع لليافعين قائم على الربط بين مدارس سورية ومدارس بريطانية، فكرة المشروع عبارة عن تسجيل أصوات من البيئة أي توثيق البيئة من خلال الأصوات ثم تحول هذه الأصوات إلى بطاقة بريدية، المشروع على مرحلتين مرحلة في أيار والمرحلة الثانية في أيلول، و كذلك هناك عمل مسرحي سيقدم في أيار لمخرج الكويتي سليمان البسام بعنوان ريتشارد الثالث مقتبس عن مسرحية شكسبير ولكنها مقولبة بطريقة معاصرة وتحكي هموم البشر في الوقت الراهن، وعلى هامش عمل المسرحية سيقام ورشات عمل مسرحي مع طلاب المعهد العالي.

إضافة إلى مشروع ورشات عمل للشباب ما قبل الجامعة عن كيفية الكتابة المسرحية بأشراف الكاتب عبد الله الكفري هذه المشاريع هي المؤكد حالياً ولكن هناك مشاريع أخرى قيد المناقشة" مضيفاً " الهدف الأساسي لنا هو أقامة حوار ثقافي مابين بريطانيا وسورية بعبارة أخر حوار حضاري من خلال الثقافة"

يذكر أن المعرض يستمر لغاية 12 نيسان في كلية الفنون الجميلة في دمشق من الساعة التاسعة صباحاً وحتى السابعة مساءً.