في ذكرى وفاة الفنان الكبير عبد الحليم حافظ عرض المركز الثقافي بالعدوي بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما فيلم "حليم" بطولة: الراحل الكبير أحمد زكي، والنجم الشاب هيثم زكي، ومن سورية شارك في التمثيل الممثل القدير جمال سليمان والنجمة سلاف فواخرجي، وهو من إخراج الأستاذ شريف عرفة.

الفيلم جسد حياة العندليب الأسمر (عبد الحليم حاف‍ظ) بصورةٍ أقرب للواقع من أي شكلٍ فني آخر.

الشاب نوار نعسان آغا وهو أحد المشاهدين للفيلم عبّر عن إعجابه الفريد من نوعه بالتقاء نجوم الفن في مصر مع ممثلين سوريين كبار بأدوار مهمة ورئيسية، وأضاف: نجد في هذا الفيلم القصة الحقيقية لحياة الفنان الكبير عبد الحليم حافظ من وجهة نظر عائلته مجسداً للحقيقة بشكلها الأقرب للواقع من الروايات والأفلام التسجيلية، وحتى المسلسل الذي عرض مؤخراً عن حياة عبد الحليم حافظ، وتابع القول: أنا معجب بطريقة إخراج الفيلم من الناحية الاحترافية، حيث المعدات المستخدمة من كاميرات ومصممين بارعين في تصميم الديكور والمكياج والجمالية التي تتمتع بها الموسيقا التصويرية للفيلم.

الفيلم الذي يبدأ بصعود الفنان عبد الحليم حافظ على خشبة المسرح لتأديته إحدى أغنياته التي انتهت بسقوطه على خشبة المسرح وإسعافه إلى أحد المشافي في مدينة القاهرة، وهنا يعود عبد الحليم بذاكرته إلى الوراء وهو ملقى على سريره بالمشفى ومحاط بأطبائه وكبار الفنانين بمونولوجٍ داخلي حيث يتذكر طفولته القاسية التي بدأت بوفاة والدته بعد ولادته بأيام إلى الترعة التي كان يسبح بها وتسببت له بمرض البلهارسيا الذي أودى بحياته في النهاية، وبعدها ينتقل بذاكرته إلى مرحلة الشباب وهي مرحلة شق الطريق والصراع من أجل النجاح بالوصول إلى الشهرة التي كان يتمناها ليرضي بها ذاته وإحساسه بالذنب بعد تأفف بعضهم منه ونعته بوجه الشؤم لموت والدته بعد إنجابه.

وجسد هذه الشخصية الفنان الموهوب هيثم زكي الذي أتقن التمثيل من والده وأدى الدور بصورةٍ رائعة تدل على وجود فن أبيه بداخله رغم الحالة الصعبة التي كان يمر بها من مرض والده وشق طريقه الفني إلى تجسيد دور مهم لفنان بهذا المستوى.

وتألق النجم جمال سليمان في تجسيده لدور الصحفي الصديق لعبد الحليم في برنامجٍ إذاعي قدم من خلاله سرداً لأحداث الفيلم بتواترٍ زمني حسب وقت حدوثها، وكان هذا البرنامج حديثاً إذاعياً لعبد الحليم يرصد مذكراته به بالعودة إلى الماضي.

وهنا نتوقف عند اللحظة التي سأله بها الصحفي عن حبه الأول والأخير، الذي جسدت دوره النجمة السورية سلاف فواخرجي وكان دورها مهماً جداً للفيلم حيث كان نقطة ارتكاز أساسية بحياة الفنان عبد الحليم حافظ الذي تراجعت صحته بعد وفاتها وعاشَ على أطلالها حتى وفاته.

أما الراحل أحمد زكي الذي أدى هذا الدور بشرفٍ وإتقان رغم مرضه وحالته الصعبة حيث اتفق مع الفنان عبد الحليم بشيئين اثنين: أولاً المرض الذي لا علاج ناجعاً له في الوقت الحالي كما مرض عبد الحليم الذي لم يكن له علاج في السبعينيات، وثانياً الرسالة الفنية التي أصر كل منهما على تأديتها رغم حالتهما المرضية الصعبة التي لم تقف حاجزاً بوجهيهما.

ورغم كل ذلك قدم كلٌ من الشخصيتين رسالتهما المخلصة للفن وجعلا المُشاهد يقف حائراً وأحياناً باكياً من هذا الفيلم، أما الشاب محمد عرموش وهو أحد الحضور، فعبر عن إعجابه بالفيلم وخصوصاً بالفنان أحمد زكي لجبروته الكبير في تقديمه لهذا الفيلم رغم حالته الصحية السيئة ورغم كل ما يتطلب الفيلم من مشاهد يركض بها عبد الحليم أو يضحك وكل هذا يحتاج إلى جهد كبير من الفنان وخصوصاً في التصوير الذي يمكن أن يعاد أكثر من مرة.

وعند سؤالنا الشابة هبة وهي أحد الحضور عن الفيلم قالت: أشكر المخرج الأستاذ شريف عرفة على هذا الفيلم الرائع ورحم الله الفنان عبد الحليم حافظ والفنان أحمد زكي اللذين أديا رسالتهما الفنية بكل شرفٍ وأمانة، حيث كانا وجهان لعملة واحدة بصعوبة شق طريق الفن وبحالتهما المرضية التي أودت بحياتهما في النهاية.

وفي النهاية نشير إلى قدرة الفنان أحمد زكي على تأدية هذا الدور في إيصاله لرسالته الفنية الصحيحة التي اتفق بها ضمنياً مع الراحل عبد الحليم حافظ بقوله في الفيلم: ((ما يهمنيش أموت ولو بعد مئة سنة، إلي يهمني إني أبقى محافظ على مكانتي)).