بعد مرور سبع سنوات على تأسيس نادي الاستماع الموسيقي, عبر السيد عبد الغني حسن وهو أحد رواد النادي عن شكره للأستاذ ياسر المالح على الجهد المبذول في تقديم وتحضير موسيقا غنائية تعود إلى الفن الأصيل وثقافة روحية

سواء بالعرض التوضيحي أو من خلال غرقه في الآلات الموسيقية وما يقدمه من قصص رائعة مع شروح جميلة حيث ينقل المستمع لها إلى عالم آخر.

وتحت شعار (أنصت تدخل عالم الحقيقة) عقد الأستاذ ياسر المالح جلسته الموسيقية الاعتيادية في المركز الثقافي أبو رمانة من كل يوم خميس.

ويقصد بنادي الاستماع الموسيقي تعليم المستمع كيفية الإنصات للموسيقا بكافة أشكالها وأنواعها من أوبرا وموسيقا كلاسيكية إلى تراث فني أصيل, ويقدم النادي لرواده المستمعين بكافة أعمارهم من شباب وأطفال ونساء ومتقدمين في السن الموسيقا التي ترتقي بالإنسان إلى ثقافة موسيقية رائعة وممنهجة وفق خبرة الأستاذ ياسر ومساعديه, وعبر الشاب وائل العوض وهو من رواد النادي أيضاً عن سعادته في الشروح التفصيلية التي يقدمها الأستاذ ياسر للنصوص الموسيقية والغنائية بكافة مقاماتها وتدرجها الموسيقي, وذكر الأستاذ ياسر المبدعين الذين نوقشت أعمالهم بالنادي فكان من أبرزهم أسمهان, محمد عبد الوهاب, زكريا أحمد, فريد الأطرش, سيد درويش, محمد فوزي, وديع الصافي, نجيب السراج, أم كلثوم, فيروز, أنغام, ذكرى...إلخ.

وقال السيد ياسر: أنا استشهدت بموسيقا وغناء كل من هنيبعل عكة, ألان زركلي, محمد زرزور, نزار عمران وغيرهم, ومن الملحنين سهيل عرفة والمغنين رويدا عطية, خلدون زعرور, باسل خاف, مروان محفوظ, وسميح شقير, ومن الزجالين فؤاد حيدر والمرحوم صلاح الدين النقشبندي, وأما من الشعراء سليمان العيسى, فنحن أغنياء بالثقافة والإبداع وليس بالمال بما استقيته من هؤلاء الفنانين والأدباء, وكان من أبرز الحاضرين في هذه الجلسة المخرج ممدوح الأطرش والمخرج الممثل عباس الحاوي.

ثم قدم الأستاذ ياسر افتتاحية أوبرا حلاق اشبيليا للعازف الإيطالي العالمي جواكينو انطونيو روسيني, التي تتحدث عن الكونت فيفا ومحبوبتة التي كانت تسكن في قصر الطبيب الذي كان وصي عليها ويريد التزوج منها, إلى أن ظهر الحلاق فيكارو الذي كان يدخل القصر بصفته حلاقاً للعائلة, وبالاتفاق مع الكونت فيفا أدخله القصر بزي عسكري وتزامن ذلك مع طلب الطبيب من كاتب العدل المجيء لكتب كتاب الطبيب على روزينا وعندها أكتشف الطبيب أن العسكري هو الكونت فتنازل عن روزينا له لما للكونت من مكانة في اشبيليا فكتب كاتب العدل كتاب الكونت على روزينا.

وبهذه الأبرا الجميلة انتقل الأستاذ ياسر هو والكونت وزوجته إلى مصر لقضاء شهر العسل فقدم لنا أغنية السيدة أم كلثوم (نورك يا ست الكل) من فلمها فاطمة عام 1948م من ألحان محمد القصبجي وتأليف الشاعر بيرم التونسي, ومن ثم سافر إلى الجزائر لنسمع موشح (يا غصين البان حرت في أمري) للفنان عبد الحليم النويره بإفتتاحية عازف العود الرائع عبد الفتاح صبري, وعندها قرر الأستاذ ياسر العودة إلى دمشق وعودة الكونت وروزينا إلى اشبيليا بإسماعنا أغنية عن سوق الحميدية للأخوين الرحباني وغناء سهام شماس بمطلع الأغنية المعروفة (سوق الحميدية واشترينا وقيه...إلخ), ومن ثم أنتقل الأستاذ ياسر إلى الملحن الكبير سهيل عرفة بأغنية جميلة عن الشام غناء فاتن حناوي ووديع الصافي (بلدي الشام).

وعند سؤالنا (esyria) الأستاذ ياسر عن نادي الاستماع الموسيقي وماذا يعني له أجاب: أنا سعيدٌ جداً بأنني أقدم رسالة فنية ثقافية حضارية لجمهور متعدد الأعمار وسعيدٌ بوجود هؤلاء لمدة سبع سنوات متتالية عرفوا معنى الإنصات فيها تحت مبدأ لا أحد يتكلم بل الكل ينصت, وأما بسؤالنا عن كيفية تحقيق النادي أهدافه أجاب: أعتقد أنه يحقق أهدافه إذا نقل الحاضرون ما يجري هنا إلى أبنائهم بمعنى أن يعلمونهم كيف ينصتون, فهناك ضوابط للإنصات يجب التعلم عليها, وفي الختام ندعو الجميع إلى تعلم فن الإنصات بشكله الصحيح من أجل معرفة قيمة الفن والفنانين وأهما معرفة ما تقدمه الموسيقا للنفس البشرية والإنسانية

فادي العساودة