أحيت عازفة البيانو إيولاليا سوله أمسية موسيقية على مسرح الدراما-دار الأسد للثقافة والفنون، بدعم من السفارة الإسبانية في سورية ومعهد ثربانتس في دمشق والأمانة العامة لدمشق عاصمة الثقافة العربية، حيث قدمت العازفة أعمالاً موسيقية صعبة ومميزة في كلاسيكيتها وشكلت حدثاً موسيقياً مميزا.ً

استهلت أمسيتها بعزف أعمال فديريكو مانبو (1893-1987) كان أولها معزوفة «لتخدير الألم» التي نقلت إلينا بإيقاعاتها عوالم من الألم والتأوه كأنها نبضات مخدرة، ثم عزفت «لاختراق الروح» فكانت مفعمة حملتنا بقفزاتها النغمية وأعطت لروحنا انسياباً ساحرا،ً أما «لاستلهام الحب» فقد كان الحب خير إلهام بأنغامها وألحانها الرقيقة، في حين كان العملين الأخيرين «لاستحضار صورة الماضي» و «لاستدعاء الفرح» كان "لسوله" مقدرة كبيرة أن تنقلنا بمعزوفتها إلى جمال طبيعة إسبانيا الآخاذة.

أما القسم الثاني فقد عزفت سوله أعمالاً لإنريكه غرانادوس (1867-1916)، المعزوفة الأولى كانت «مغازلات» استطاعت استحضار روح الحب الإنسانية، أما الثانية فكانت بعنوان «حوار على الحاجز الحديدي المشبك»، والمعزوفة الثالثة كانت «رقصة الفاندانغو والقنديل» تحول عزف سوله إلى أداء راقص مغلف بحزن وأسى ومشادات موسيقية نقلت منازعات الأزواج والعشاق في إسبانيا ثم تلتها «شكاوي: الشابة الجميلة» و«البلبل» وضعتنا في جو فيه أشجار وعصافير وبلابل كانت انطباعات مثيرة قدمتها في قوالب موسيقية كلاسيكية.

ونزولاً عند تصفيق الجمهور عادت العازفة وقدمت معزوفتين أمتعت الحضور الذين ووقفوا تحية لها ولعزفها المفعم بالأحاسيس.

حضر الأمسية عدد من سفراء الدول الأوربية وجمهور من المستمعين والذواقة.

وتعتبر أيولاليا واحدة من أشهر عازفات بانوراما الموسيقى الإسبانية، درست في برشلونا وفرنسا وإيطاليا مع كبار الأساتذة في هذه دول، أتمت تخصصها مع المايسترو كريستيان سينار في فرنسا وعلى يد ماريا تيبو في إيطاليا.

أحيت أمسيتها المنفردة الأولى كعازفة بيانو في سن الرابعة عشرة وبعد سنة عزفت مع الفرقة السيمفونية سيمفونية لثيسار فرانك والكونشرتو الثالث للبيانو والأوركسترا لبيتهوفن. وعملت مع قادة أوركسترا معروفين أمثال: ماريس جانسوس، أنتوني روس- ماربا، فرانزبول ديكير والعديد وحصلت على جائزة أهم عازفة بيانو منفردة للشباب في المسابقات الدولية للبيانو بالإضافة العديد من الجوائز.

تخصصت أيولاليا في الموسيقى الكلاسيكية وبنفس الحماس في الموسيقى المعاصرة و تميزت في النمطين بتقنية مايسترو لا تقارن.