كثرهم الذين يرسمون الأنثى وكثر هم الذين يجسدون الفن على القماش لكنها تبدو جامدة الملامح باردة المشاعر لا تستنطق الجمال المسكون في ذاتها لينتهي بها المطاف على جدار جامد لا تلفت نظرة العابرين، غير أن لوحات الفنان توفيق التشكيلية والمصنوعة بعضها من القماش في معرضه الجديد الغير حامل عنوان في المركز الثقافي الروسي، تبدو وكأنه يحاور الروح البشرية عبر منولوج داخلي يظل يتناسل جملا شعرية على ملمس القماش، وصحيح كما يقال أن اللوحة قد لا يستطيع أحد انتقادها تقنيا، ولكن يلاحظ انعدام الإحساس فيها، بعكس الفنان المبدع الذي يترك المجال لحسه وعواطفه أن تتصرف.

تحمل لوحات المعرض المستمر لغاية السادس عشر من الشهر الحالي قصيدة غزلية ممزوجة بالأحاسيس والمشاعر لنساء غارقين بالحيوية والأنوثة الرقيقة، كما تحمل طابعا ميتافيزيقيا للمرأة، كما تحمل اللوحات الرؤيا السريالية المسرودة على أجواء اللوحة, مساهمة بالفكر والخيال في صياغة علاقات غريبة, تهدف إلى إبراز الحقائق بصورة مثيرة للوصول إلى حالة أستطاع بها طرح ما يشير إليه.

ويؤكد الفنان ناغواي خلال حديثه لـ(eSyria) أنه يرسم بشكل عفوي وبتخطيط لما ستؤول إليه اللوحة في النهاية من مشاعر ورغبات أراد أن يطرحها في فنه.

ومن اللافت للنظر في معرضه استخدامه الألوان بتناغم حركي واتزاني في توزيعها وتحقيق الضوء والضل والتجسيم، إضافة إلى دراسة المنظور والإبعاد والإحساس بالكتلة والفراغ وكيفية سردها إلى واقع ملموس على اللوحة، تضفي على الذائقة الفنية للتشكيليات رؤية علمية، وتعمق إحساسهن بالفن والجمال. كما يلفت النظر في استخدامه استخدام خامات الباستيل والألوان المائية والاكريلك ثم الألوان الزيتية.

إذا عبر هذا المعرض الذي افتتحه رئيس المركز الثقافي السيد ديمتري زقفاروني، بالتعاون مع مجموعة ماس الاقتصادية وشركة بالميرا للتطوير العقاري، يتأكد لنا أن الفنان التشكيلي توفيق ناغواي يتفرد بخبرة فنية مصقولة بدراسة أكاديمية.

الفنان توفيق ناغواي