التجديد والحداثة هي من سمات إطلالاته الفنية لأنه يقدم في كل إطلالة ثمرة جهوده الفنية و أحدث ما توصل إليه من براعة العزف على آلة الكلارنيت .

هو الفنان والعازف المبدع كنان العظمة سفير سورية ،إطلالته هذه المرة في الآرت هاوس كانت مختلفة وجديدة لأن كنان أعطى صورة مرئية لما كان يعزفه من مؤلفات موسيقية عبر عرض سينمائي تفاعلي مع الجمهور الحاضر .

الحفل الذي حمل عنوان "Electro-Clarino" قدم فيه أحدث مؤلفاته الموسيقية مع عرض سينمائي لكيفورك مراد الذي قدم بدوره تقنية حديثة للرسم التلقائي الألكتروني على طريقة العرض السينمائي الذي تزامن مع كل التفاصيل الموسيقية لعزف كنان الذي قدم في بداية الحفل مقطوعة موسيقية منفردة بدون موسيقى مرافقة وبدون عرض سينمائي والمقطوعة عبارة عن صولو لآلة الكلارنيت بست حركات كشف كنان فيها براعته الجديدة في العزف وأحدث ما توصل إليه من حرفية فهذه المقطوعة هي عرض للآلة وليس للحن معين وهي أول مرة تعزف وهي من تأليف كنان العظمة ،في المقطوعة الموسيقية الثانية كانت هناك موسيقى مسجلة لمؤثرات صوتية بشرية رافقت عزف كنان وهي بعنوان"إذا رأيت شيئاً غريباً تكلم عنه" وهي مستوحاة من قصة أميركية حقيقية تحكي أنه في نيويورك دعت دائرة الشرطة كل سائقي القطارات ان يبلغوا عن أي نشاط غريب وهذه الجملة عكست خوف شديد لتترك المواطن العادي خائف كثيرا حتى من الاشخاص الذين حوله، وهذه المقطوعة من تأليف كنان وهي أيضاً أول مرة تعزف أمام الجمهور.

المقطوعة الموسيقية الثالثة قام بكتابتها أيردم هلفاسيولغيو خصيصاً لكنان العظمة وهي بعنوان "نقطة دمع..حروق الوطن" التي تتكلم عن الشرق الأوسط المليئ بالدمع والألم والحرائق حيث يتجاور كلاً من الحياة والموت والسعادة والحزن ، والمقطوعة مبنية على قصيدتين للشاعر السوري أدونيس وفيها تنقل الكلارنيت على أيقاعات مختلفة متزامنة مع عرض الرسوم الرائعة التي شرحت فكرة العمل الموسيقي بصورة فلسفية كما تداخلت موسيقى لآلات أخرى مع الأيقاع ومع عزف كنان الرائع الذي انسجم بشكل كبير مع الموسيقا المرافقة المسجلة.

المقطوعة الأخيرة كانت بعنوان "المشهد الاخير لمشروع جلجامش2005" وهي حول ملحمة جلجامش الشهيرة المليئة بالمعاني والرومانسية والمرح وحاول كنان بموسيقاه رصد تلك الملحمة بالعودة إلى النمط الموسيقي في العصور القديمة ورافقته موسيقى شرقية برتم سريع وقريب من النمط الفارسي الموسيقي القديم .

مدة الحفل الموسيقي حوالي 55دقيقة تنقل كنان فيها بين أنماط موسيقية مختلفة وجعل الصورة الموسيقية تتكلم بمساعدة كيفورك مراد الذي قدم عمل تتقني فني فريد من نوعه ليصنعا الاثنين عملاً إبداعياً متناسقاً يجب أن يصدر للعالم الغربي لأنه يحمل طابع غربي كبير.

كنان العظمة من مواليد دمشق عام 1976 بدأ تعلمه للموسيقى وهو في سن 6 سنوات في المعهد العربي الموسيقي ودرس لاحقا في المعهد العالي للموسيقا على يد أساتذة كبار أمثال شكري شوقي ونيكولاي فوينافوف كما كان يدرس في نفس الوقت في كلية الهندسة الألكترونية وهو أول عربي يفوز بالجائزة الأولى لمسابقة معهد نيكولاي روبن تشاي العالمية للشباب في موسكو عام 1997 وحصل على درجة الماجستير في الموسيقى في مدرسة جوليارد في أميركا وهو يحضر حالياً لدراسة الدكتوراة للموسيقا في معهد التخرج في أميركا ، كما ظهر كنان كعازف منفرد في حفلات كثيرة حول العالم وشارك أيضاً بالعزف مع فرق سمفونية عالمية مثل مشاركته مع المايسترو تشاي غوفسكي في الغراند هول بموسكو وشارك أيضاً مع الأوركسترا السورية السمفونية بقيادة صلحي الوادي في حفلات كثيرة منها الجولة الأميركية وعزف أيضاً مع أوركسترا ديفان بقيادة دانيال بارندبول في احتفالات BBC في لندن وغيرها من الحفلات.

بدأ كنان تأليف حوار موسيقي عام 2003 عبارة عن مجموعة موسيقية صاخبة تضمنت آلة الكلارنيت وآلة العود وآلالات أخرى بهدف سد الثغرة بين الموسيقا العربية والموسيقا الكلاسيكية والجاز ، وقام أيضاً بتأليف معزوفات شخصية وأصدر ألبومين موسيقيين عامي 2005-2007 وكان لكنان مشاركة رائعة مع الفنان الكبير مارسيل خليفة وأصبح الآن عضو في مجموعة نيولسكيا الموسيقية كما وضع موسيقى لفيلم ربغورون للمخرج كيث سيكات.