بعد غياب أربع سنوات عن الوطن يعود من جديد الفنان التشكيلي السوري سبهان آدم من خلال معرضه الجديد والعاشر له في سورية في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق الذي يحمل عنوان "أبعد من الليل"

ويتضمن حوالي ستة وخمسين لوحة حملت جميعها الأسلوب ذاته في تشخيص شخوص بعيدة عن الواقع تحمل في ظاهرها خلط متداخل بين الإنسان والحيوان لينتج سبهان آدم وجوه لكائنات حية لكنها تعيدنا إلى العصور القديمة التي تشبه الإنسان القديم لكن في إطار فني حديث.

ولد سبهان آدم عام 1972 في محافظة الحسكة، وبعد اهتمامه بالشعر ونشره بعض القصائد بدأ يرسم دون أن يتلقى أي تاهيل فني، أي بصورة عصامية منذ سن السابعة عشرة وسرعان ما أثار الانتباه بفضل طاقته والهاجس الذي يسكنه، وهو الآن يعود إلى نقطة البداية حيث كان أول معرض له في المركز الثقافي الفرنسي في دمشق ومن هناانطلق إلى بيروت ثم فرنساحيث حصل عام1999 على إقامة لمدة ستة أشهر في مدينة الفنون الدولية في باريس.

استخدم آدم في معرضه هذا مواد قاسية وغالباً مايسيطر اللون الأسود عليها مما يعطي الانطباع بندرة الألوان فهي في الواقع مكثفة ومتفجرة، وتنساب كرعشة عبر مسار محفوف بالآلام، وهي تثير القلق إذ تبدو شخوصه التي يرسمها كمخلوقات هجينة ومزعجة يكررها إلى اللا نهاية، هذه المخلوقات تعبر عن عزلة عارمة وفي الوقت ذاته تعبر عن عجز رهيب فهي لاتقدر على الحركة وتخبر مشاهديها أنها ساكنة، وتبعث الأفكار في سكونها كما تبدو أحيانا صارخة من الغضب أوالخوف وأحيانا ساكنة سكون الليل، ومع ذلك فأن هذه الوجوه المقلقة ترمق المشاهد بنظراتها وربما سبهان آدم هو الذي يمعن النظر فينا عبر كل شخصية من شخصياته.

شهرة هذا الفنان لم تأتي عن عبث أو عن طريق الصدفة فهو الذي صنع نجاحه بذاته، هذا ما أشار في حديثنا معه قائلاً:

أنا علمت نفسي بنفسي فأنا لم ادخل كلية فنون جميلة أو معهد لتعليم الرسم واجتهادي جاء متراكماً لاستطيع أن اصعد الدرج الفني التشكيلي درجة وراء درجة من خلال قيامي بمعارض فنية تخطت سورية إلى كل من لبنان ودبي والأردن، كما استطعت بجهود فردية بأن أخرج بمعارضي إلى باريس وبروكسل وبرشلونة ونيويورك.

تعرض أعمال سبهان آدم اليوم في جميع أنحاء العالم بعد أن أقام حوالي خمسين معرضاً وعرضت أعماله على نطاق واسع ولقد كرس له 18 معرضاً في فرنسا خلال السنوات الأخيرة، ومن يود زيارة معرض سبهان آدم فأن لديه الفرصة حتى نهاية الشهر الجاري كانون الثاني في المركز الثقافي الفرنسي.