أطلقت لجان الأحياء في مجلس مدينة "دير عطية"، وبإشراف اللجنة الصحية في المجلس، مبادرة نوعية على مستوى المنطقة للاستفادة الآمنة من الأدوية المستخدمة وإعادة توزيعها على المرضى من الأسر الفقيرة المتعففة، وذلك تحت شعار "الدواء.. سلامة وعطاء ".

المبادرة تأتي لتحقيق هدفين اثنين، الأول مساعدة الأسر الفقيرة والمتعففة على تأمين احتياجاتها الدوائية، والهدف الثاني يصنف في إطار الاستثمار الأفضل للموارد.

وحسب ما يقول مدير مكتب الخدمات في مجلس مدينة دير عطية محمود حسن في تصريح لــ "مدونة وطن" فإن "اللجنة الطبية المشكلة تقوم بجمع الأدوية المستخدمة، والتي لم يعد أصحابها بحاجة لها، عبر مراكز تجميع تم تخصيصها لهذه الغاية. وقد استطاعت اللجنة الطبية منذ إطلاق المبادرة وحتى الآن جمع كميات كبيرة من الأدوية المستعملة التي لا تزال صلاحيتها سارية إلا أنها فائضة عن حاجة المرضى، وبعد عملية الجمع والتأكد من صلاحية الأدوية يتم تسليمها إلى المراكز المخصصة ليصار الى توزيعها على المحتاجين من العائلات الفقيرة، وبذلك استطاعت هذه المبادرة سد حاجة أسر كثيرة لا تستطيع شراء مثل هذه الأدوية في ظل ارتفاع أسعارها".

وتلقى المبادرة دعماً مجتمعياً متزايداً تجلى كما يضيف مدير مكتب الخدمات بطلب أئمة المساجد من المواطنين التعاون لإنجاح هذه المبادرة الإنسانية، مع الإشارة إلى أن عملية إعادة تدوير الأدوية لا تتم بعبثية بل بإشراف أخصائيين على الدواء والمرضى، فهناك أطباء وصيادلة يقومون بفرز الأدوية فرزاً دقيقاً لإعطائها لمستحقيها وفقاً لحاجاتهم الطبية.

من جانبه يكشف الدكتور محمد زرزور مدير المركز الصحي في "دير عطية" عن أن المبادرة، والتي تعد الأولى على مستوى منطقة القلمون، تأتي لدعم مبادرات أخرى مشابهة منها قيام أصحاب الأيادي البيضاء في مدينة "دير عطية" برصد مبلغ مالي شهرياً ووضعه في إحدى الصيدليات، بحيث يتولى المركز الصحي توجيه المرضى الفقراء المراجعين إلى تلك الصيدلية وصرف الدواء مجاناً.

ويعمل القائمون على المبادرة وبالتعاون مع المركز الصحي على تشجيع المرضى وذويهم المراجعين للمركز على تسليم الأدوية الموجودة في منازلهم التي لا يحتاجونها وذلك بغية التخلص الآمن من الأدوية منتهية الصلاحية حسب السياسات والإجراءات المطبقة، وإعادة توزيع الأدوية الصالحة على المرضى المحتاجين، حيث تقوم اللجنة الصحية بتقييم صلاحية الأدوية، ليصار إلى تسليم الصالح منها لفريق خدمة المجتمع في مكتب الخدمات والمركز الصحي، والذي يتولى بدوره توزيعها على محتاجيها من المرضى.

المبادرة كانت مناسبة حسب ما يؤكد مدير المركز الصحي للتأكيد على "أهمية تنظيم حملات توعية حول كيفية التصرف في فائض الدواء في المنازل، والتي كثيراً ما يقوم البعض بالتخلص منها بشكل غير ملائم وهو ما يترتب عليه تلويث للبيئة وانبعاث غازات سامة تهدّد الصحة العامة".

المتطوع بشار عرفة من لجان الأحياء يشير في حديثه لمدوّنة وطن إلى أن وجود أسر ليس لديها المعلومات الكافية حول سبل الحفاظ الآمن على الأدوية، فالبعض مثلاً يقوم بالاحتفاظ بها في درجات حرارة ونسبة رطوبة غير مناسبة، وهو ما يؤثر في خواص المواد التي يتركب منها الدواء وتغيرها سلباً، فتقلل من مفعولها، وقد تلغيه تماماً. وفي كل الأحوال، فإن فريقاً من المتطوعين تم تجهيزه من أجل استلام الأدوية من منازل المتبرعين".

يسرى معاد من سكان "دير عطية" تذكر في حديثها لمدونة وطن أن اللجنة الصحية في مجلس مدينة "دير عطية" تشجعهم خلال مراجعتهم المستوصف والعيادات على جلب الأدوية الفائضة عن حاجتهم إلى المركز الصحي للتخلص الآمن منها أو ليصار إلى إعادة توزيعها مرة أخرى على مرضى هم بأمس الحاجة إليها وفق السياسات والإجراءات المطبقة.