اختتم مهرجان "البزق" بدورته التاسعة برعاية وزارة "الثقافة" نشاطاته اليوم، شارك به على مدى أربعة أيام مجموعةٌ من الموسيقيين السوريين الذين جاؤوا من مختلف أنحاء "سورية" للتعريف بهذه الآلات الموسيقية، والتعريف بالألحان التراثية السورية .

مدوّنةُ وطن "esyria" حضرت اختتام المهرجان بتاريخ 9 تموز 2020 والتقت "إدريس مراد" مشرف ومنظم المهرجان، الذي قال: «صراحةً فوجئت اليوم بما قدمه العازفون في اليوم الختامي للمهرجان والذي استمر على مدى أربعة أيام، وخاصةً من ناحية الانسجام برغم الوقت القصير الذي كان متاحاً للتحضير والتنسيق فيما بينهم، ورغم أن كل عازفٍ منهم جاء من منطقة أو محافظة سورية مختلفة، إلا أنهم أظهروا تناغماً وانسجاماً أثناء أدائهم للمقطوعات الموسيقية القديمة والتراثية بشكلٍ ملفت، ومن ناحيةٍ أخرى فإن التعارف الثقافي الذي حصل بين هؤلاء الموسيقيين هو أجمل ما في المهرجان، فعلى سبيل المثال تعارف عازف "السويداء" وعازفو "القامشلي" واطلعوا على التراث الموسيقي الخاص بكلتا المنطقتين وعلى ثقافتهما بشكل عام، فكما نعرف أن الثقافة السورية هي ثقافة متنوعة وملونة فعندما تلتقي هذه الألوان وتمتزج ببعضها البعض، يتولد لدينا محتوى جميل في كافة المجالات وخاصةً موسيقياً، وتعتبر هذه النقطة دليلاً على تاريخنا المشترك وعيشنا المشترك، وعلى اجتماعنا على حب الوطن والأرض، وهذا التجمع بين أبناء الوطن الواحد، وهذه الألحان التي قُدّمت في هذا المهرجان هي أكبر دليل على انتصار الثقافة السورية على الإرهاب الذي أراد تفريقنا من ناحية، والذي عمل على طمس الهوية الثقافية السورية من ناحية أخرى».

أي مشروع أو عمل أو مهرجان هدفه الحفاظ على الماضي والتراث أنا معه سواءً كان موسيقيّاً أو يتعلق بالآثار أو بالأدب أو الملاحم، فهي جزء من ماضينا ويجب أن تبقى وتستمر لاحقاً، والآلات الموسيقية التي قدمت اليوم سواءً الباغلمة أو البزق أو غيرها، فأنا أحب أن أستمع لها شخصياً بكافة حالاتها، والواضح اليوم من خلال ما قدُّم أن هناك جهداً جميلاً قد بُذل لإظهار هذا الآلات والمعزوفات التي عزفت بأجمل صورة، من خلال التناغم الذي رأيناه فيما بين هؤلاء العازفين وآلاتهم، وأتمنى أن تستمر هذه المهرجانات التي تذكرنا بالتراث وبتفاصيله في شتى المجالات والفروع

"كنان أبو عقل" أحد العازفين المشاركين على آلة "البزق"، قال: «أشارك في هذا المهرجان للسنة الرابعة، وقد افتتحته بنسخة عام 2018 التي أقيمت في "دار الأوبرا"، وفي هذا العام كان لي شرف اختتام آخر أيامه هنا في مجمع "دمّر" الثقافي، حيث قدمت عملين من مشروعي الذي كنت قد أعددته والموجّه لمحترفي آلة "البزق" والذي يتألف من ثمانية أعمال أُعدوا من قبل مجموعة من المؤلفين السوريين الشباب، العمل الأول يحمل اسم "أربيجيو" وهذا العمل للمؤلف الراحل "إياد عثمان"، بينما العمل الثاني يحمل اسم "جيندا" للمؤلف السوري "عامر علي"، وهذين العملين يخرجان من نطاق "البزق" التقليدي حيث حاولت إظهار هذه الآلة بمنظور آخر لها، من خلال توجهي نحو الأنماط الأكاديمية والمعاصرة والتجديد على هذه الآلة، وقد أسعدني تفاعل الجمهور مع ما قدمته، وأتمنى أن يكون لنا مواعيد قادمة لنستمر في ما بدأناه ونقدم المزيد والمزيد مما لدينا».

ادريس مراد مؤسس المهرجان

"نضال قوشحة" مدير المكتب الصحفي للمؤسسة العامة للسينما، وأحد الحضور، قال: «أي مشروع أو عمل أو مهرجان هدفه الحفاظ على الماضي والتراث أنا معه سواءً كان موسيقيّاً أو يتعلق بالآثار أو بالأدب أو الملاحم، فهي جزء من ماضينا ويجب أن تبقى وتستمر لاحقاً، والآلات الموسيقية التي قدمت اليوم سواءً الباغلمة أو البزق أو غيرها، فأنا أحب أن أستمع لها شخصياً بكافة حالاتها، والواضح اليوم من خلال ما قدُّم أن هناك جهداً جميلاً قد بُذل لإظهار هذا الآلات والمعزوفات التي عزفت بأجمل صورة، من خلال التناغم الذي رأيناه فيما بين هؤلاء العازفين وآلاتهم، وأتمنى أن تستمر هذه المهرجانات التي تذكرنا بالتراث وبتفاصيله في شتى المجالات والفروع» .

يذكر أنّ مهرجان "البزق التاسع" كان قد افتتح بتاريخ 6 تموز 2020، واستمر لمدة أربعة أيام.

الموسيقي كنان أبو عقل
نضال قوشحة