للسنة التاسعة على التوالي تقيم مديرية المسارح والموسيقا تحت رعاية وزارة الثقافة، مهرجان "البزق"، الذي يحيي التراث السوري من خلال مقطوعات وآلات موسيقية تراثية، بمشاركة عددٍ من الموسيقيين السوريين.

مدوّنةُ وطن "eSyria" حضرت بتاريخ 6 تموز 2020 المهرجان، والتقت "إدريس مراد" مؤسس المهرجان والمشرف عليه، حيث قال: «بعد تسع سنوات من عمر المهرجان استطعنا تحقيق وجود لجمهور محبّ لهذا النوع من التراث السوري، والآلات الموسيقية المستخدمة متعارف عليها بأنها آلات الأهازيج والموسيقا الصارخة، ومن خلال هذا المهرجان السنوي استطعنا أيضاً الاحتفاظ بمخزون هائل من المقطوعات الموسيقية الخاصة بالمناطق الشمالية والشمالية الشرقية من "سورية"، فجميع ما يعزف على المسرح يتم تخزينه بفيديوهات أصبحت اليوم بمثابة مكتبة تراثية سورية، عدا عن أن آلة "البزق" دخلت بقوة إلى آلات التخت الشرقي، ولكن آلتي (الطمبورة والباغلمة) لم تستخدم كثيراً في الموسيقا السورية، فكان هذا المهرجان نافذة لها للدخول إلى عالم الآلات الشرقية.

هذه مشاركتي الأولى بالمهرجان، وكنت مسروراً جداً عندما تمت دعوتي للحضور والمشاركة، لأنّ التراث السوري يحتاج دوماً للتذكير به وبتفاصيله الحضارية، وخصوصاً هذا النوع من المقطوعات التي يجهلها الكثير من الناس في ضوء انتشار الموسيقا الغربية، وحضور نوع معين من الآلات على خشبات مسارح "سورية"، ولذلك من المهم جداً تعريف فئة الشباب على تاريخ أجدادهم، حيث أني ورثت محبة البزق من أجدادي وعائلتي التي أتقنت العزف بكلّ أشكاله

يشارك معنا في كل سنة عازفون جدد لكي تكون لديهم فرصة في عرض فنهم على الجمهور، ونقوم بدمج آلات أخرى معروفة لخلق روح متناغمة على المسرح».

إدريس مراد مؤسس المهرجان

"بحري التركماني" عازف بزق منذ سبعة وثلاثين عاماً قال: «هذه مشاركتي الأولى بالمهرجان، وكنت مسروراً جداً عندما تمت دعوتي للحضور والمشاركة، لأنّ التراث السوري يحتاج دوماً للتذكير به وبتفاصيله الحضارية، وخصوصاً هذا النوع من المقطوعات التي يجهلها الكثير من الناس في ضوء انتشار الموسيقا الغربية، وحضور نوع معين من الآلات على خشبات مسارح "سورية"، ولذلك من المهم جداً تعريف فئة الشباب على تاريخ أجدادهم، حيث أني ورثت محبة البزق من أجدادي وعائلتي التي أتقنت العزف بكلّ أشكاله».

"ريناس اليوسف" المغني السوري وأحد الحضور قال: «جئت اليوم لحضور المهرجان، وسماع الموسيقا التي تنتمي لبيئتي ومنطقتي خصوصاً، وللتراث السوري عموماً، فمن المهم جداً الدمج بين عازفين جدد لم نتعرف إليهم من قبل، وبين الجمهور الذي يحتاج باستمرار إلى اكتشاف مواهب لم يرَها ويستمع إلها مسبقاً.

بحري التركماني

ولا شكّ بأنّ هذا المهرجان يعرّفنا على آلات غريبة بالنسبة لنا لكنها موجودة منذ بداية الحضارة السورية، ويقدم شرحاً عنها وعن متقني العزف عليها، ويقوم بتجميع المقطوعات الموسيقية الغائبة عن أذهان الكثير من الناس، ويعرضها على شكل فقرات متتالية تجعلنا نصبو بخيالنا إلى أفق بعيد نحو حضارتنا وتاريخنا».

يذكر أنّ المهرجان افتتح بتاريخ 6 تموز، ومستمر حتى 9 تموز 2020.

ريناس اليوسف