بأسلوب إيمائي متقن جسدت الفنانة "حور ملص" عالم الأحلام والكوابيس من خلال الجسد والضوء فقط دون النطق بأيّ كلمة، حيث أخذت الجمهور في رحلة طويلة ضمن دهاليز رأسها لتنقل لهم أحلامها المكسورة، وطموحاتها من خلال الصورة البصرية التي قدمتها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" حضرت العرض المسرحي في دار "الأوبرا" بتاريخ 25 شباط 2020 والتقت المخرج "ميار ألكسان" ليحدثنا عن العرض، حيث قال: «يتحدث العرض عن عالم الأحلام، وهي أحلامي والمؤدية "حور ملص"، حيث كان هذا المشروع مشترك بيني وبينها، وقد بدأنا بالعمل عليه منذ ما يقارب الثلاث سنوات، وهو أيضاً العرض الثالث الذي أقمناه سويةً. خلال السنوات الماضية قمنا بأرشفة وتخزين أحلامنا، ذلك لأنّ الحلم بالنسبة لنا هو المكان الوحيد الذي بقي للإنسان في هذا العالم لكي يحقق كل ما يرغب به ويريده، وعلى الرغم من كل التطور التكنولوجي الذي أصبحنا نعيشه إلا أننا رغبنا أن ندخل في صلب عالم الأحلام، ونبحث به، وحاولنا إيصال فكرتنا إلى الناس بأشكال مختلفة، وبالاعتماد على الجسد والضوء وبشكل صامت، وهذا ما قدمناه بالفعل اليوم من خلال عرضنا».

كان العرض مميزاً ومتقناً بشكل يجذب الجمهور ويشده لمتابعة كل تفصيل وكل حركة تؤديها الشابة المبدعة "حور"، حيث تحدث العرض عن أحلام هذه الشخصية تارةً وعن كوابيسها تارةً أخرى، وقد نقلنا بالفعل إلى تلك العوالم وكأننا نعيشها بشكل آني، هذه الأحلام برأيي ليست مقتصرة على الشخصية المؤدية للدور وإنما هي حالة عامة يعيشها أغلب البشر، فمنهم من تزوره الأحلام الجميلة، ومنهم من يحلم بطموحاته التي لن يستطيع تحقيقها، ومنهم من يشاهد كوابيساً مخيفة تؤرقه وتجعله رهينةً لديها، هذا ما استطعت أن أقرأه خلال هذا العرض وأعتقد أن الفكرة جميلة جداً وتمت تأديتها وإيصالها لنا بشكل أجمل

"حور ملص" الفنانة المؤدية للعرض، قالت: «بدايةً إذا ما أردنا أن نتحدث بشكل عام عن العرض، فأستطيع القول إننا قمنا بأداء هذا العرض في عام 2018 داخل غرفة صغيرة، وبحضور جمهور يبلغ ثمانية أشخاص فقط، وكنا نتكلم فيه عن الوحدة والأحلام، وقررنا لاحقاً أن نتعمق أكثر بالبحث في هذه الفكرة وهذا الجانب، وبحثنا بشكل مطول عن الأحلام، وعملنا على العرض بمنطق الحلم الذي هو فعلياً المنطق السريالي، حيث يكون المكان غير محدد، والأشخاص كذلك، والأشياء جميعها وجودها يمكن أن يكون سريالي دون هدف حقيقي، فنحن عملنا على هذا الجانب وعلى أنواع الأحلام سواءً الحميمية أو الكوابيس والرابوص وغيرها، كل ذلك ضمن رأس الشخصية التي تناولها العرض، حيث كنا نكتب أحلامنا بشكل دوري، ونحاول أن نستخرج منها صورة بصرية، ولغة حركية معينة، وأستطيع القول أن الأحلام تخص كل البشر على هذا الكوكب، باعتبار أنها شيء مشترك بين الجميع، وبالوقت نفسه تحدثنا عن الطموحات، وتحدثنا عن الأحلام المكسورة لهذه الشخصية وظلت عالقة في ذهنها على شكل حلم فقط، فكان هذا العرض هو النتيجة النهائية لعملنا وبحثنا الطويل».

لقطة من بداية العرض

"كارول عيسى" إحدى الحضور، قالت: «كان العرض مميزاً ومتقناً بشكل يجذب الجمهور ويشده لمتابعة كل تفصيل وكل حركة تؤديها الشابة المبدعة "حور"، حيث تحدث العرض عن أحلام هذه الشخصية تارةً وعن كوابيسها تارةً أخرى، وقد نقلنا بالفعل إلى تلك العوالم وكأننا نعيشها بشكل آني، هذه الأحلام برأيي ليست مقتصرة على الشخصية المؤدية للدور وإنما هي حالة عامة يعيشها أغلب البشر، فمنهم من تزوره الأحلام الجميلة، ومنهم من يحلم بطموحاته التي لن يستطيع تحقيقها، ومنهم من يشاهد كوابيساً مخيفة تؤرقه وتجعله رهينةً لديها، هذا ما استطعت أن أقرأه خلال هذا العرض وأعتقد أن الفكرة جميلة جداً وتمت تأديتها وإيصالها لنا بشكل أجمل».

يذكر أنّ العرض مستمر حتى 27 شباط 2020 .

لقطة تعبر عن الكابوس
الفنانة حور ملص