بهدف تعزيز التوجهات الحكومية نحو اللامركزية في اتخاذ القرار، وتوضيح أهمية البيانات المفتوحة في الوصول إلى المعلومات، أقامت وزارة الاتصالات والتقانة، بالتعاون مع "الإسكوا" ورشة عمل بعنوان "البيانات المفتوحة" بحضور عدد من الشخصيات البارزة، والمهتمين في القطاعين العام والخاص.

مدونة وطن "eSyria" حضرت ورشة العمل والتقت الدكتور "صلاح الدوه جي" رئيس الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" الذي يقول: «المحور الأساسي الذي يرتبط بعملية البيانات المفتوحة هو التشاركية، وهي مهمة جداً في عملية خلق فرص العمل وإشراك الشباب، واستخدام التكنولوجيا في تطوير الأعمال، وهي جزء من رسالة عدة جهات في المجتمع المدني، ويتمحور دور الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" في نشر وسائل التعامل التكنولوجي، وخلق فرص عمل، وربط الشباب مع الجهات المروجة للأعمال التي تحقق فوائد مجتمعية، وحالياً تقوم الجمعية باستخدام المبادىء التي تم الحديث عنها في ورشة "البيانات المفتوحة"، منها: مساهمات الجمعية في تفعيل دور الشباب، والسعي لربطهم بسوق العمل، ولدينا رؤية جديدة تتعلق بالابتكار، نسعى لتطبيقها في المجتمع السوري للمضي إلى الأمام، وتسخير كل الوسائل التكنولوجية المتوافرة لدينا من: مزود خدمة إنترنت، مركز بيانات، برامج تدريب في كل المحافظات، للمساهمة في رفع مستوى التعامل مع التكنولوجيا، والتي ستكون البوابة للوصول إلى البيانات المفتوحة، وبالتالي خلق رؤية مختلفة للتعامل معها، وتحقيق عدالة اجتماعية، وتخفيف الهدر، كل ما سبق أهداف الحكومة الإلكترونية التي تشكل خطوة أولى قبل الوصول للحكومة المفتوحة».

طرح في الورشة الكثير من المعلومات المفيدة لمرحلة ما بعد الأزمة، وفي حال تم تنفيذها من قبل الحكومة، عبر توعية المجتمع لأهمية البيانات المفتوحة فستحقق الفائدة لـ"سورية"، خاصةً ما يتعلق بالإصلاح الإداري، ونأمل أن تكون هناك خطوات حثيثة في هذا المجال، وعلى صعيد التكنولوجيا قمنا بخطوات بسيطة على مستوى الجامعة لتقديم المقترحات والشكاوى من قبل الطلاب بشكل مباشر عن طريق مجموعة خاصة دون حواجز للتواصل مع المسؤولين في الجامعة، وكلنا نطمح للأفضل، وعلى كل مؤسسة أن تبدأ بمواكبة هذا المجال لتحقيق انطلاقة كبيرة فيما يتعلق بالبيانات المفتوحة

بدورها الدكتورة "نبال الإدلبي" مدير قسم الابتكار التكنولوجي في "الإسكوا" تحدثت عن إمكانية تطبيق التجربة التونسية الخاصة بالبيانات المفتوحة في "سورية" قائلةً: «تنبع أهمية التجربة التونسية من كونها دولة عربية مشابهة بإجراءاتها الإدارية، وثقافة شعبها للشعوب العربية، وهي من ناحية التقدم متقدمة أكثر منا في مجال التكنولوجيا، لكن هذا لا يمنع أن نتبعها كتجربة مميزة، هي استطاعت منذ عام 2004 إلى اليوم أن تخطو خطوات كبيرة في مجال البيانات المفتوحة، رغم عدم استقرارها بشكل كامل، واليوم نحاول في "سورية" إعادة بناء المؤسسات، وتطوير عملها، ومقارنةً بالتجربة التونسية أو المغربية حيث كانت لديهم أيضاً صعوبات مشابهة، واستطاعوا تجاوزها، وكذلك في "سورية" نستطيع تجاوز الصعوبات من خلال العزيمة والإرادة، مع وجود الخصوصية السورية في أعمالنا ومؤسساتنا، والخصوصية هنا بمعنى تفاعل المواطن، وأعتقد أن هناك رغبة لدى المواطنين اليوم للمشاركة في صناعة القرار، ومساعدة الحكومة لتخطي المصاعب التي تمر فيها».

الحضور

من الحضور التقينا الدكتور "لؤي درويش" محاضر جامعي في كلية المعلوماتية في جامعة "الاتحاد" الخاصة والذي يقول: «طرح في الورشة الكثير من المعلومات المفيدة لمرحلة ما بعد الأزمة، وفي حال تم تنفيذها من قبل الحكومة، عبر توعية المجتمع لأهمية البيانات المفتوحة فستحقق الفائدة لـ"سورية"، خاصةً ما يتعلق بالإصلاح الإداري، ونأمل أن تكون هناك خطوات حثيثة في هذا المجال، وعلى صعيد التكنولوجيا قمنا بخطوات بسيطة على مستوى الجامعة لتقديم المقترحات والشكاوى من قبل الطلاب بشكل مباشر عن طريق مجموعة خاصة دون حواجز للتواصل مع المسؤولين في الجامعة، وكلنا نطمح للأفضل، وعلى كل مؤسسة أن تبدأ بمواكبة هذا المجال لتحقيق انطلاقة كبيرة فيما يتعلق بالبيانات المفتوحة».

من جهته الدكتور "غسان سابا" معاون وزير "الاتصالات والتقانة" يقول: «نحن في الوزارة بصدد تطوير الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي، وتشكل البيانات الحكومية المفتوحة مكوناً أساسياً لها، وتصبّ هذه الورشة في استراتيجية التحول الرقمي في "سورية"، وتقام بالتعاون مع المنظمة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا"، وتتم بوجود خبراء يقدمون شرحاً من خلال هذه الورشة عن تجارب دول عربية، وعالمية في مجال البيانات المفتوحة، والحكومة المفتوحة التي تفيد بتعزيز الشفافية والمساءلة، وتتيح إمكانية إشراك المواطن في اتخاذ القرار، والمشاركة في القوانين الصادرة، وتتناولت الورشة ضرورة اتخاذ عدة قوانين للمساعدة في نشر البيانات الحكومية المفتوحة، كحماية البيانات الشخصية، وحق المواطن في الوصول إلى المعلومة، وحرية التواصل، وبالتالي إعادة استخدام البيانات وتوظيفها بتطبيقات تعطي الفرص لابتكار حلول جديدة».

د. "صلاح الدوه جي" رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية

يذكر أن الورشة أقيمت بتاريخ 9 تموز 2019، في مكتبة "الأسد" بحضور وزير "الاتصالات والتقانة" المهندس "إياد الخطيب"، ومن "تونس" المهندس" كمال الملاح" خبير البيانات المفتوحة في "الإسكوا" ومهتمين آخرين.

د. "نبال الإدلبي" مدير قسم الابتكار التكنولوجي في "الاسكوا"