بمشاركة طلاب من كليتي الهندسة المعمارية والآداب والعلوم الإنسانية، أقيمت ورشة عمل حملت عنوان: "القيم التراثية المادية واللا مادية في حضارة سورية الوطن - معلولا وصيدنايا"، استمرت لثلاثة أشهر كاملة، نتج عنها معرض وثق المشهد العمراني والمعماري للمدينة الخالدة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 شباط 2019، زارت معرض مخرجات الورشة الذي أقيم في بهو كلية الهندسة المعمارية، والتقت "علاء نجاد" فنان تشكيلي وطالب ماجستير في التراث الشعبي، الذي قال: «الورشة مهمة جداً، وتخص الأماكن التي تضررت خلال فترة الحرب، والمعلومات الموجودة في اللوحات قيمة وجديدة، ولم أكن أعرفها عن تراث مدينة "معلولا" وحياة السكان وكيفية تعاملهم مع رموزهم وأساطيرهم، وقد عملت مع زميلتي "سوسن رحمة" على توثيق الأيقونات، فقد زرنا الأديرة والكنائس وصورنا الأيقونات الموجودة، وقمنا بتصنيفها كأيقونات متأذية، وأيقونات مدمرة، وأيقونات مفقودة بسبب سرقتها، وعندما تكتب الأيقونات لا يوضع فيها إضافات؛ فهي صادقة وبسيطة وواضحة».

ضم المعرض سبعين لوحة من التراث المادي المعماري والتراث الشعبي اللا مادي، واستغرقت الورشة مدة ثلاثة أشهر، هدفها تسليط الضوء على "معلولا"، هذه المدينة التاريخية التي تمثل قيمة روحية مضافة وقيمة عمرانية يعود عمرها إلى آلاف السنين، وأهلها يتكلمون اللغة الآرامية التي تكلم بها السيد "المسيح"، وعرض كل ما دمر تدمير جزئي أو كلي، وكل ما يخص تقاليد "معلولا" تم تجسيده في هذا المعرض المستمر لمدة عشرة أيام

"قاسم بحبوح" مهندس معماري، وطالب دراسات عليا، قال: «تهدف الورشة إلى توثيق المشهد العمراني والمعماري ضمن زيارات إلى الأماكن الأثرية الموجودة فيها، وفصلنا بين الأماكن الأثرية المتضررة والأماكن التي مازالت بحالة جيدة لإحصاء كمية الضرر الذي تعرضت له المنطقة، والمؤهلات التي تساعدنا لإعادة ترميم المناطق المتضررة، وصياغتها على المنظور الأثري نفسه، ثم وثقنا المشهد المعماري والعمراني رسومات يدوية، فكانت دراسة شاملة لكل المنطقة الموجودة. و"معلولا" من المواقع المطروحة كي تضاف إلى لائحة التراث العالمي، لذلك تم توثيق قيمتها التاريخية والاجتماعية والسياسية والأثرية والاقتصادية والدينية، وهي تقع على تضاريس مختلفة من جبال و(فج) غير موجودة في أي موقع آخر».

الطالب علاء نجاد

الدكتور "أحمد الأصفر" المحاضر في قسم علم الاجتماع، قال: «هوية أي مجتمع مرتبطة بتراثه وحضارته، فلا يمكن الفصل بين الهوية والتراث، لذلك تعميق ارتباطنا نحن كأفراد بتراثنا وحضارتنا وثقافتنا تأكيد على هويتنا. وبعدما تعرضت له "سورية" من التحديات الثقافية والاقتصادية والإرهابية التي أرادت النيل من الجذور والأصالة والثقافة، أخذت الورشة الاهتمام بالجانب التراثي المادي واللا مادي، واستدعاء الذاكرة الوطنية وتأكيد وحدة المجتمع والهوية والترابط بين مكونات المجتمع، وكنا في قسم علم الاجتماع نقوم بورشات عمل ونشاطات ثقافية من المحاضرات والندوات تتعلق بالتراث بالتعاون مع وزارة الثقافة. وبالنسبة لورشة "صيدنايا ومعلولا"، فهي الأولى من نوعها، ونقطة التقاء للتراث بشقيه».

الدكتور "سلمان محمود" عميد كلية الهندسة المعمارية، قال: «ضم المعرض سبعين لوحة من التراث المادي المعماري والتراث الشعبي اللا مادي، واستغرقت الورشة مدة ثلاثة أشهر، هدفها تسليط الضوء على "معلولا"، هذه المدينة التاريخية التي تمثل قيمة روحية مضافة وقيمة عمرانية يعود عمرها إلى آلاف السنين، وأهلها يتكلمون اللغة الآرامية التي تكلم بها السيد "المسيح"، وعرض كل ما دمر تدمير جزئي أو كلي، وكل ما يخص تقاليد "معلولا" تم تجسيده في هذا المعرض المستمر لمدة عشرة أيام».

الطالب قاسم بحبوح

يذكر، أنه حضر حفل الافتتاح عدد من السفراء وعمداء الكليات وشخصيات رسمية، وتم في نهاية الحفل تكريم الأساتذة والطلاب المشاركين في الورشة.

لوحات تعرض أعياد معلولا