تزينت جدران صالة المعارض في المركز الثقافي العربي في "أبو رمانة" بالصور الضوئية الملتقطة بعدسة الفنان والمصور "جورج عشي" في معرضه الذي حمل عنوان: "عين أحبت دمشق".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13 كانون الثاني 2019، الفنان والمصور "جورج عشي"، ليتحدث عن معرضه بالقول: «أغلب لوحات المعرض من "دمشق القديمة"، المكان الذي أصور فيه بشغف كبير، لما فيها من ألفة بين الناس، والشبابيك المتقاربة بعضها من بعض، والأزقة الضيقة التي تضجّ بالمحبة، وقدمت أغلب صور المعرض بالأسود والأبيض؛ لأحافظ على روح اللوحة، فالألوان أحياناً تضيع هذه الروح، كما أن الضوء والظل ركنان مهمان في الصور، فحين يتوفران بما يناسب إظهار جمالية الصورة أقوم بالتقاطها، وعندما لا يخدمانها كما هو مطلوب أستخدم الحيلة لإبراز مكامن الجمال في محتويات الصورة، فعلى المصور أن يعتاد رؤية المشهد قبل تصويره. أعمار الصور المعروضة من فترات زمنية مختلفة؛ منها القديم، ومنها الجديد الذي تم تصويره خلال سنوات الحرب. موضوع التصوير حب قديم في حياتي بدأ معي منذ الصغر، وعام 1983 حصلت على جائزة عالمية في التصوير، وهذه المحطة جعلتني أجتهد أكثر، فبدأت مرحلة التصوير و"التحميض" والطباعة لتقديم الأفضل دائماً».

هذه المرة لاحظت أن الفنان "جورج عشي" أضاف رؤية جديدة في مفهوم الأبيض والأسود، فالمحتويات الصورية محسوبة بدقة، وليست محض مصادفة ملتقطة بعدسة كاميرا، فهو استطاع كفنان أن يوظف الأسود والأبيض في صور هي بالأساس ملونة في الواقع بطريقة زادت من جماليتها وعمقت محتواها. فنان له باعٌ طويل في هذه المجال، لكن المعرض اليوم نفحة جديدة في فن التصوير

الفنان التشكيلي "وليد الآغا" بدوره يقول عن المعرض: «هذه المرة لاحظت أن الفنان "جورج عشي" أضاف رؤية جديدة في مفهوم الأبيض والأسود، فالمحتويات الصورية محسوبة بدقة، وليست محض مصادفة ملتقطة بعدسة كاميرا، فهو استطاع كفنان أن يوظف الأسود والأبيض في صور هي بالأساس ملونة في الواقع بطريقة زادت من جماليتها وعمقت محتواها. فنان له باعٌ طويل في هذه المجال، لكن المعرض اليوم نفحة جديدة في فن التصوير».

الفنان والمصور "جورج عشي" في معرضه

النحات "غازي عانا" قال: «الصور الضوئية الموجودة اليوم في المعرض هي لوحات تحمل مقومات اللوحة الفنية من حيث مكونات الصورة، والعناية بالضوء والظل، وقد نذهب إلى حيّ في "دمشق"، نرى صورته هنا ولا نعرفه بالعين المجردة، لما رأيناه في الصورة من أركان جمالية قد لا نلحظها حين نمر مرور الزائر فيه، كما أن عنايته بالتفاصيل الدمشقية تجعلنا نتحسس رائحة الياسمين كيف تفوح من هذه الصور؛ لما نعلمه عن علاقة الشغف التي تربط "جورج" بمدينة "دمشق"».

"يارا عشي" ابنة الفنان "جورج" تحدثت عن تفاصيل متعلقة بفن والدها، وقالت: «عناية والدي الفنان والمصور بزوايا فنية عديدة لا تقتصر فقط على التصوير، فهو يهتم بالفن التشكيلي وعزف الكمان وكتابة الشعر الذي خلق لديه حساً فنياً. من سبيعينات القرن الماضي بدأ مرحلة التصوير و"تحميض" الأفلام في مخبره بالمنزل، فبالنسبة له كان التصوير هواية، ثم أصبح احترافاً، فترشح لجائزة بمعرض "الانتربريس فوتو" في "ألمانيا"، حيث نال الجائزة الثانية فانتقل نحو العالمية، ولم يقتصر بعدها على التصوير المحلي، فحفظ التصوير لديه كانت كالإدمان، خاصة في "دمشق القديمة"، حيث كان يراها بطريقة مختلفة عما نراه نحن، واستطاع أن ينقل حب التصوير إلينا، حيث عرفنا أن الصورة أهم موثق للزمان والمكان».

الفنان التشكيلي "وليد الآغا"

يذكر، أن معرض الفنان والمصور "جورج عشي" ضمّ عدداً من الصور المختلفة، التي تمحورت حول إبراز جمالية مدينة "دمشق" حجراً وبشراً، انطلق بتاريخ 13 كانون الثاني 2019، ويستمر حتى 17 منه.

"يارا عشي"