في مساعٍ ثقافية مهمة لإبقاء كل ما هو تراث سوري حيّ، وضمن سلسلة فعاليات مهرجان "دمشق" الثقافي، أقامت مديرية ثقافة "دمشق" بالتعاون مع جمعية "إحياء التراث" حفلاً وفعاليات شعبية لإحياء تراث "دمشق"، افتتح بالعراضة الشامية وتذوق الأكلات الشعبية التي كادت أن تندثر.

مدونة وطن "eSyria" حضرت الحفل بتاريخ 26 تشرين الأول 2018، الذي أقيم في المركز الثقافي العربي في "الميدان"، والتقت مدير ثقافة "دمشق" الدكتور "أيمن الياسين"، الذي قال: «فعالية اليوم إحدى فعاليات مهرجان "دمشق الثقافي" الذي تقيمه مديرية الثقافة برعاية وإشراف وزير الثقافة "محمد الأحمد"، وهي عبارة عن فعالية تراثية تركز على الطقوس والعادات الدمشقية الأصيلة وتجسدها تجسيداً حقيقياً، فهناك الكثير من العادات التي كادت أن تندثر ولم نعد نراها؛ لذا كان جلّ تركيزنا اليوم إظهار الهوية التراثية والانتماء الحقيقي والتركيز على التراث الذي يعني التركيز على الانتماء الوطني الصحيح، فكانت رسالتنا اليوم التعريف بهذا التراث السوري العربي الأصيل بوجه عام، والتراث الدمشقي بوجه خاص، وفكرة إحيائه وتجسيده من جديد، وربط الأجيال الجديدة بجذورها الأصيلة وعراقتها المتجذرة».

لم يستغرق التنظيم لهذا النشاط أكثر من عشرة أيام، وكانت الجهات المشاركة جميعها متجاوبة لكون المجتمع الأهلي متعطشاً لمثل هذه الأنشطة والفعاليات، وقد كان جلّ مجهودنا متمثلين بوزارة الثقافة أن تكون تراثية دمشقية بحتة؛ إذ تعمّدنا وجود الأكلات الشعبية التي أصبحت شبه مندثرة، مثل: "الملوق"، و"حلي سنونك"، و"دبوس القاضي"، و"غزل البنات"، وأيضاً وجود "حكواتي الحارة" والافتتاح بالعراضة الشامية والسيف والترس و"الميلوية" لإيصال هذا التراث المتجذر بأرواحنا إلى أجيالنا القادمة

"جمال الزعبي" مدير المركز الثقافي العربي في "الميدان"، قال: «لا شك أن التراث الشعبي المادي وغير المادي كنز لا يقدر بثمن يملكه مجتمعنا السوري، لكننا نكاد نفقد الكثير منه بالنسبة للجيل الجديد، فنحن نقلناه من أجدادنا وآبائنا، ولابد أن نحافظ عليه وننقله إلى جيل الأبناء بكل ما يحمله من مقومات ثقافية وحضارية، والتراث الشعبي سيبقى حياً؛ فهو ليس مجرد معروضات ولوحات تعلّق، بل هو روح الشعب الممتدة عبر التاريخ منذ القدم، والأرض السورية هي أرض الحضارات من كثرة الحضارات التي توالت عليها؛ إذ أصبحت "دمشق" مخزوناً وإرثاً حضارياً خلدته تلك الحضارات القديمة قبل آلاف السنين، لكن ترسّخت وتأصلت بنكهة روح أهل بلاد الشام».

الدكتور "أيمن الياسين" مدير ثقافة دمشق

"سحر سيراوان" من القائمين على تنظيم الحفل، قالت: «لم يستغرق التنظيم لهذا النشاط أكثر من عشرة أيام، وكانت الجهات المشاركة جميعها متجاوبة لكون المجتمع الأهلي متعطشاً لمثل هذه الأنشطة والفعاليات، وقد كان جلّ مجهودنا متمثلين بوزارة الثقافة أن تكون تراثية دمشقية بحتة؛ إذ تعمّدنا وجود الأكلات الشعبية التي أصبحت شبه مندثرة، مثل: "الملوق"، و"حلي سنونك"، و"دبوس القاضي"، و"غزل البنات"، وأيضاً وجود "حكواتي الحارة" والافتتاح بالعراضة الشامية والسيف والترس و"الميلوية" لإيصال هذا التراث المتجذر بأرواحنا إلى أجيالنا القادمة».

"غسان كلاس" أديب وباحث، يقول: «في الواقع المهرجان مؤشر وعلامة صحية تنشر الفرح والسرور، وهو الاحتفاء بالشيء الذي يبهج الناس ويكوّن فكراً مجتمعياً وحالة مبهرة تربط الماضي بالحاضر وتستشرف المستقبل، فهكذا كانت سمة المهرجانات، وخاصة عندما تقام في أقدم عاصمة بالتاريخ "دمشق"، فقد اعتادت "دمشق" أن تقيم الندوات والمهرجانات والاحتفالات والأمسيات، لكن في هذه المرحلة يكتسب المهرجان صبغة متجددة تتعلق بنفض غبار التعب والأزمة؛ لذلك أراد أن تكون اللمة واللحمة السورية الدمشقية الشامية في هذا الحفل اليوم، فقد اشتركت كل الأطياف لتحيي هذا المهرجان، وفعالية اليوم تعطي صورة مختزلة عن الطيف الواسع من التراث الجميل لـ"دمشق" الخالدة؛ سواء التراث الغنائي أو التراث الشعبي، والشيء الجميل اليوم إعادة إحياء المنولوج الذي كان مشهوراً قديماً في "دمشق"، والذي كان يجري على لسان "سلامة الأغواني" مثلاً، وقد أحياه في هذه الليلة "عبد الرحمن الحلبي" من خلال زجلياته ومنولوجاته وأشعاره الغنائية، ولوحة الحكواتي الجميلة الناقدة الساخرة والموجهة في آن واحد، ولوحة "الميلوية" التي هي إرث حضاري روحاني لـ"دمشق" العريقة، إذ يتوق الإنسان إلى الانعتاق من هموم الحياة متطلعاً إلى رحابة السماء».

"سحر سيراوان" منظمة الحفل

يذكر أن مهرجان "دمشق الثقافي" استمر من 22 ولغاية 27 تشرين الأول 2018 وتضمن العديد من الفعاليات في عدد من المراكز والدور الثقافية.

الباحث والأديب "غسان كلاس"