بوابة قصر "الحير" الغربي في الواجهة، والأشجار المقصوصة بطريقة فنية، ورائحة الورود، والإوز السابح في بحيرة صغيرة، زاد جمال اللوحات الزيتية، التي رسمها في الهواء الطلق مجموعة من الفنانين السوريين المعروفين في ملتقى التصوير الزيتي السادس، الذي احتضنته حديقة المتحف الوطني في "دمشق".

عن المعرض، الذي حمل عنوان "سورية.. جسر المحبة"، وسبب اختيار حديقة المتحف، قال مدير الملتقى ومدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة المنظمة للملتقى "عماد كسحوت" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 أيار 2018: «كان ملتقى التصوير الزيتي يقام في قلعة "دمشق"؛ وذلك لمكانتها التاريخية المهمة، ولأن معهد الفنون التطبيقية ومعهد الآثار موجودان ضمن القلعة، ووجود فنانين كبار في الملتقى يفيد الطلاب.

لقد مثّل المعرض حالة جميلة، وزاره عدد كبير من طلاب الفنون الجميلة والمراكز الفنية والزوار العاديين. وفي ختام الملتقى، الذي شارك فيه عشرة فنانين، سيقام معرض يتم فيه عرض نتاج الملتقى، والدعوة عامة

وهذه المرة تم اختيار حديقة المتحف الوطني في "دمشق" لجمال المكان، وسهولة الوصول إليه، ولأن دعوتنا لزيارة المعرض هي دعوة لزيارة المتحف، الذي يضم آثار الفن السوري، الذي يتجاوز عمره آلاف السنين؛ لذا يحمل الملتقى إضافتين؛ الأولى تجمع الفنانين وخلق حوار ثقافي وتنمية الذائقة البصرية عند الناس، فمن المهم جداً تكريس ثقافة الجمال وثقافة البناء؛ لأن الجمال هو الذي يبني. وثانياً لأن الذائقة البصرية تعلم الناس الرقي في التعامل وكيفية رؤية الجمال بالطريقة الصحيحة. وخلال السنوات الماضية، أقامت المديرية ملتقيات في أغلب المحافظات السورية، وكان نتاجها مهماً جداً».

عماد كسحوت

وأضاف "كسحوت": «يجب نشر مفهوم نشر الثقافة البصرية في المجتمع؛ لأن هناك فجوة كبيرة بين الفن التشكيلي والجمهور؛ لذا يجب تكريس زيارة المعارض والمتاحف، والتعرف إلى الفنانين السوريين المهمين الذين وصلوا إلى العالمية.

ومن جهة أخرى، اعتاد الفنان الرسم في المرسم، وعندما تنقله إلى الطبيعة، تخلق لديه حالة جديدة تؤدي به إلى تجديد عمله، كما أن هذا التجمع أدى إلى تواصل وتعارف الفنانين بعضهم ببعض، واطلاعهم على تجارب بعضهم. وفي هذه الملتقيات، نقوم -كوزارة- بدعم الفنان بالمواد والأمور اللوجستية وتأمين المكان».

الفنان جمعة النزهان

وختم مدير الفنون الجميلة، قائلاً: «لقد مثّل المعرض حالة جميلة، وزاره عدد كبير من طلاب الفنون الجميلة والمراكز الفنية والزوار العاديين.

وفي ختام الملتقى، الذي شارك فيه عشرة فنانين، سيقام معرض يتم فيه عرض نتاج الملتقى، والدعوة عامة».

قاسم المحمد

ومن المشاركين، الفنان "جمعة النزهان"، الذي قال عن هذه التجربة الجديدة: «هذه مشاركتي الأولى في الملتقى، وإقامته في مكان كهذا يخدم الفنان بعدة أمور، أولها اتساع المكان وما يؤدي إليه من تأمل للمحيط وللوحة في آن معاً، كما أن الطبيعة المحيطة من أشجار وورود وهواء نقي وتماثيل أثرية، كل هذا يؤدي إلى مزيد من الإلهام، إضافة إلى الجمهور الذي يزور المعرض والمتحف والاحتكاك معه وهو يتابع ربما للمرة الأولى فناناً يرسم عمله أمامهم، فالناس اعتادت رؤية المعارض في صالات مغلقة، والأعمال فيها منتهية ومعلقة على الجدران، ولأن لكل لوحة قصة؛ جاءت هذه الفرصة ليتابع الجمهور القصة واللوحة من بدايتها حتى النهاية، مع التفاصيل المرافقة لحالة الخلق هذه، من مزج الألوان حتى النهاية.

التجربة جميلة، وقد عرفتنا بالفنانين الذي كنا نلتقيهم في المعارض فقط، وتعرفنا أيضاً إلى الزوار، وهذا الاحتكاك هو أحد أهداف الملتقى».

وعن لوحته قال: «لوحتي تكريس لاتجاهي نحو الأبيض والأسود والغرافيك، ومنذ عامين أقمت معرضاً عن حالة الهجرة القسرية التي تعرض أغلبنا لها، حمل عنوان: (بيوت تسكننا ولا نسكنها)، وفي عملي هذا، أعمل على تصوير الحارة السورية بكل ما فيها من نوافذ وأبواب تختزن خلفها ملايين القصص، إضافة إلى المآذن والصلبان، والتضاد بين الأبيض والأسود يساعدني في تمثيل هذا الموضوع، الذي لاقى استحساناً من زملائي والزوار».

أما أمين المتحف الوطني " قاسم المحمد"، فقال: «الملتقى تقليد سنوي، ارتؤوا تنفيذه هذا العام في متحف "دمشق" الوطني لما له من أهمية، وفي السنوات السابقة، كانت تقام الكثير من المعارض في صالات المتاحف، لكن نظراً للظروف، وإغلاق بعض المتاحف، أقيم الملتقى في حديقة المتحف، وأعطى للمتحف رونقاً خاصاً، كما أن الفن الحديث مستمد من الفنون القديمة، وكثيرون من الفنانين يستمدون أفكارهم من الآثار، وحالياً هناك تناغم بين الفن الحديث والقديم، وهذا يطرح مسألة تواصل الفنون في "سورية"، ومن المعروف أن الفن السوري متنوع ومختلف عن كل أنواع الفنون في العالم».

شارك في الملتقى الفنانون: "خليل عكاري، موفق السيد، بديع جحجاح، حلا صابوني، جمعة النزهان، محمد البدوي، جان حنا، عبير الأسد، نهى جبارة، مفيدة ديوب، أسامة الحسين، د. محمد صالح بدوي".

الجدير بالذكر، أن الملتقى بدأ أعماله في 22 نيسان، واستمر حتى 2 أيار 2018.