لخلق فضاء حرّ يملؤه الحوار والتفاعل بين الفنانين الطامحين، انطلق المعرض الأول من ورشات الأعمال القائمة بالمركز الوطني للفنون البصرية، بمشاركة 43 فناناً وفنانة من مختلف فنون الرسم والنحت والتصوير الزيني والطباعة الحريرية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 تموز 2017، النحاتة "يارا الشيخ يوسف" المشاركة بورشة العمل، فقالت: «شاركت بثلاثة أعمال، 2 خشب، وواحدة حجر صناعي. الورشة مفيدة وممتعة، فالمشارك كان يشاهد نحو 15 عملاً في اليوم على الأقل، وكان يكتسب خبرة ويتعلّم تقنية مختلفة، فمعظمنا يحمل خبرة اكتسبها إما أكاديمياً أو طورها وحده؛ وهذا خلق جوّاً فنياً ممتعاً مبنياً على الألفة والصداقة، وقد أخرجت الورشة الفنانين الكبار من مراسمهم؛ فاستفدنا من خبرتهم وتجاربهم ونصائحهم».

شاركت بأربع لوحات نتاج سنتين ونصف السنة من العمل، وكل لوحة من ورشة مختلفة، وبوجه عام اشتغلت على الخط، وكان هذا تحدّياً بالنسبة لي، فنحن كطلاب اعتدنا أن نرسم "موديلاً" أو موضوعاً معيناً، لكن في ورشة العمل ونتيجة الاحتكاك والنقاش مع الزملاء المشاركين، أصبحت أكثر جرأة في الطرح، لكن بأسلوب خجول؛ لأن الفنان لا يمكن أن يخرج عن شخصيته

أما المهندس المعماري "صلاح عبيد"، فقال عن مشاركته: «العمارة والفن توأم خلقا من رحم واحد؛ فهناك الكثير من المفردات المشتركة، مشاركتي بورشة العمل أضافت إليّ على الصعيد الشخصي والفني، وجعلتنا نطلع على تجارب بعضنا ونستفيد من خبراتنا، وخلقت فضاء واسعاً من النقاش، فوسعت المخيلة ودفعتنا باتجاه الابتكار. اشتركت بأربعة أعمال ذات طابع تجريدي، فما يشغلني الكتلة والخط والنقطة، وهي مفردات مهمة في العمل الفني، وكل عمل اشتغلته بتقنيات مختلفة مع محاولة الخروج عن المألوف وإضافات جديدة لأفسح المجال لخيال المتلقي».

الفنان التشكيلي صلاح عبيد

طالبة الماجستير في كلية الفنون الجميلة، قسم التصوير "منار الشوحة" قالت: «شاركت بأربع لوحات نتاج سنتين ونصف السنة من العمل، وكل لوحة من ورشة مختلفة، وبوجه عام اشتغلت على الخط، وكان هذا تحدّياً بالنسبة لي، فنحن كطلاب اعتدنا أن نرسم "موديلاً" أو موضوعاً معيناً، لكن في ورشة العمل ونتيجة الاحتكاك والنقاش مع الزملاء المشاركين، أصبحت أكثر جرأة في الطرح، لكن بأسلوب خجول؛ لأن الفنان لا يمكن أن يخرج عن شخصيته».

الفنان التشكيلي "علي الطه" من زوار المعرض، قال عن رأيه بالأعمال: «تعدّ ورشات العمل تجربة غنية وفريدة، هناك أعمال جيدة فيها جرأة في اللون والطرح والتشكيل، وهناك أعمال تحتاج إلى المزيد من الجهد، وهذا طبيعي، فهم مازالوا في مرحلة التحضير، لكن ما لفتني غياب الهوية السورية عن المعرض، عدا قلة قليلة من الأعمال النحتية، فمعظم أعمال الشباب اتجهت نحو الحداثة، علماً أننا نملك مدرسة للفن التشكيلي عمرها أكثر من 100 عام».

الفنانة التشكيلية المشاركة بورشة العمل منار الشوحة

المشرف على ورشة النحت الفنان التشكيلي "عيس قزح"، قال: «تكمن أهمية المركز الوطني في أنه الحلقة المفقودة بين كلية الفنون أو المعهد من جهة، وبين الحياة بوجه عام وكيفية اندماج الفنان ودخوله هذا المعترك من جهة أخرى، ومن هنا تأتي أهمية الورشات، أولاً بكيفية الانتقال من الحالة الأكاديمية إلى حالات ومستويات أكثر حرية وراحة للفنان، والبدء بإطلاق فكره وفنه في فضاء واسع، الحوار مع الفنان بعيداً عن التلقين كافٍ لجعل الشباب أكثر مرونة وتحفيزاً لإنتاج فنّ جاد من جهة، وعصري من جهة أخرى، وأنا تسلمت الإشراف على فناني النحت منذ عام، وفي البداية كان هناك ضعف، لكن بالحوار والتحفيز توصلنا إلى إنتاج جميل ضمّ غنى لونياً وفكرياً؛ وهناك اختلاف كبير بين الأعمال المعروضة، فهنا لا نتبع مدرسة معينة، بل الفكر؛ صحيح أن حرية العمل هي الأساس، لكن يجب أن يخضع لشروط الفكرة، لأننا نؤمن بأن الفكر هو الفن، ثم يأتي التكوين ليتناسب مع الرسالة أو القصة أو الحالة، وبوجه عام طابع المعرض تغلب عليه الحداثة بعيداً عن الواقعية المفرطة، وبرأيي إنه معرض على مستوى عالٍ من شباب تخرّجوا حديثاً».

يذكر أن المعرض افتتح بتاريخ 23 تموز، ويستمر مدة شهر كامل.

الفنان التشكيلي علي الطه من زوار المعرض