بمشاركة مئة طفل من جميع مدارس "سورية"، أقيمت احتفالية خاصة لتوزيع الجوائز على الأطفال الفائزين بمسابقة "ألوان وأفكار من أجل السلام لسورية" في المركز الثقافي بـ"كفرسوسة"، برعاية وزارة التربية، وبالتعاون مع صالة "ألف نون" للفنون، وتضمّنت عرضاً مسرحياً راقصاً للأطفال، ومعرضاً لرسوماتهم.

مدونة وطن "eSyria" حضرت الاحتفالية، بتاريخ 22 تموز 2017، والتقت من الفائزين "هبة جمعة النزهان" 13 عاماً، وتقول: «يهمني في هذا المعرض تمثيل محافظتي "دير الزور" من خلال رسم لوحة بعنوان: "ما مات كل الموت من عاش له اسم"، التي حاولت أن أعبر من خلالها عن ضرورة أن يعيش الإنسان فاعلاً في مجتمعه، ويكون يداً بيد مع أخيه الإنسان، وأن الموت ليس نهاية الإنسان المعطاء الذي يبقى اسمه يذكر بعد موته».

يهمني في هذا المعرض تمثيل محافظتي "دير الزور" من خلال رسم لوحة بعنوان: "ما مات كل الموت من عاش له اسم"، التي حاولت أن أعبر من خلالها عن ضرورة أن يعيش الإنسان فاعلاً في مجتمعه، ويكون يداً بيد مع أخيه الإنسان، وأن الموت ليس نهاية الإنسان المعطاء الذي يبقى اسمه يذكر بعد موته

بدوره "محمد سعيد الشطة" 10 سنوات، يقول: «أردت أن أحاكي في لوحة "أنا الدمشقي" المهرجان الذي أقيم في "ساحة الأمويين" أثناء وضع مجسم "أحب دمشق"، حيث استخدمت الألوان المفرحة للتعبير عن الحب والفرح، ورسمت فيها (عائلتي؛ أمي وأبي وأختي، والجندي الذي يدافع عن الوطن، والفلاح، وعامل الدفاع المدني، والطبيب)، حيث جمعت فيها بين عائلتي الصغيرة، ووطني الكبير، لأن ما يجمعنا هو حب الوطن، ومعاً سنبنيه».

رسم الطفلة "هبة جمعة النزهان"

من الأهالي التقينا "كمال المنجد"، الذي يقول: «هذه الفعاليات تشجع الأطفال على تنمية مواهبهم، وتشعرهم بقيمة العمل الذي يقومون به، وأن الرسومات التي يقومون بها يمكن أن توصل رسالة إلى العالم، وابنتي "ماسة المنجد" 14 عاماً، لديها ما يقارب المئة رسم، ونحاول دائماً تشجيعها لتطوير موهبتها، بالتدريب وقراءة كتب عن تعليم الرسم بأنواعه، وشاركت في هذه المسابقة عن طريق مدرستها "ساطع الحصري"، وحاولت من خلال لوحتها "المسامح كريم" أن تعبر عن أهمية الصداقة بين الأطفال؛ فعلى الطفل أن يسامح صديقه، ويبادر إلى مصالحته حتى ولو كان على خطأ لتدوم المحبة».

من الحضور التقينا المحامية "إحسان الزعبية"، التي تقول: «نشعر في هذه الرسومات بأن الأطفال يعيشون الحدث، وتفكيرهم يتمركز حول الأزمة التي تعيشها "سورية"، ويتطلعون في لوحاتهم إلى إنهائها، وأفكارهم جداً معبرة وفوق مستواهم الطفولي، وهذا دليل على المعاناة الداخلية التي يعيشونها، وإصرارهم على العيش، واللعب على الرغم من كل شيء، وهذا يظهر جلياً في الألوان الزاهية المستخدمة في اللوحات والرموز المستخدمة، مثل: (الورود، الأشجار، الحديقة، الطيور)».

"ماسة المنجد" مع لوحتها

الفنان "بديع جحجاح" منظم الاحتفالية، يقول: «يتضمن المعرض مئة لوحة، لمئة طفل، وهو عبارة عن شراكة بين صالة "ألف نون"، و"وزارة التربية"، والغاية من هذا الجسر دعم الثقافة الجمالية والفكرية لدى التلاميذ، من خلال تكريس مفاهيم إنسانية لها علاقة بالتسامح والرحمة والمحبة، ليكررها الأطفال ويعبرون عنها في لوحاتهم. وتضمنت الاحتفالية توزيع جوائز مالية للفائزين مقدمة من صالة "ألف نون"، تتراوح ما بين عشرة آلاف وخمسة آلاف ليرة سورية؛ وزعت مناصفة بين الفائزين لتكفي العدد بالكامل، وهذا المشروع يعكس قدرتنا كسوريين على مواجهة المفاهيم السلبية بقيم إنسانية لها علاقة بالفن والثقافة».

الفنان "بديع جحجاح"