بحضور إعلامي وفني، انطلقت فعاليات معرض "وطن في امرأة" للفنانة التشكيلية المغتربة "رنا لطفي" في صالة "art house" في "المزة"، لعرض مجموعة من اللوحات بأسلوب الفن الحديث والتعبيري، الممزوجة بحسّ صوفي استطاعت ترجمته بكتابات مرافقة في لوحاتها.

مدونة وطن "eSyria" حضرت الافتتاح بتاريخ 10 تموز 2017، والتقت من الحضور "ميساء نعامة"، التي قالت: «تتجسد في اللوحات صورة المرأة بأكثر من تشكيل، وتعبر عن حالات متنوعة، مثل: (العنفوان، الخروج من العتمة، الحالة الضبابية، وبعض الإسقاطات التراثية المضمون). ويعبر المعرض عن مشاعر الفنانة المغتربة تجاه الوطن من الحنين والاشتياق، محاولةً اختصاره في امرأة، والمبهر في اللوحات حضور الخط العربي، والكتابة الشعرية التي أعطت زخماً للعمل التشكيلي وانعكاساً للحالة الفنية».

تتميز اللوحات بلمسة أنثوية مستوحاة من العنوان، لأن الوطن هو أم، وتشدني كمتابعة اللوحات التي تتحدث عن المرأة، كما أن استخدام الألوان الصارخة أضفى عليها كثيراً من التنوع، وانعكس في إضاءة اللوحة، ولا سيما اللون الأحمر

"لمى زعرور" من الحضور أيضاً، قالت: «تتميز اللوحات بلمسة أنثوية مستوحاة من العنوان، لأن الوطن هو أم، وتشدني كمتابعة اللوحات التي تتحدث عن المرأة، كما أن استخدام الألوان الصارخة أضفى عليها كثيراً من التنوع، وانعكس في إضاءة اللوحة، ولا سيما اللون الأحمر».

الفنانة "رنا لطفي" مع لوحاتها

وعن موضوع اللوحات حدثتنا الفنانة التشكيلية المغتربة "رنا لطفي" قائلة: «يضمّ المعرض ثلاثاً وثلاثين لوحة تشكيلية أنجزتها في "الولايات المتحدة الأميركية"، وترتبط بأهم موضوعين بالنسبة لي: (الوطن، والمرأة)، ولا أستطيع التفريق بينهما لأن الوطن هو امرأة، وهي بدورها وطن، والخط في اللوحات هو جزء من كتابات لا تتجزأ عنها، لكل لوحة الشعر أو النثر الخاص بها، لتنعكس مشاعري فيها رسماً وكتابةً، واستخدمت الألوان الصارخة، لأنها تعبر عن موقف واضح وصريح، ومنها: الأخضر، والأحمر، والبرتقالي، وعبّرت عن المرأة بما يخدم الرسالة التي أريد إيصالها إلى الجمهور، وفي كل لوحة قصة تتناول نموذجاً من نماذج المرأة في المجتمع، مثل لوحة "نون النسوة"، وهو حرف مهم يجب إعادة ترتيبه في الحروف الأبجدية، لأنه مغيّب نوعاً ما، وأستطيع القول إنني فخورة بما حققته المرأة السورية في الحرب من صبر على المعاناة، ووقوفها إلى جانب الرجل، واحتضانها لعائلتها على الرغم من الصعوبات، وأظن أن هذه الفكرة ظهرت جلياً في اللوحات، وهنا أوجّه رسالة إلى المغتربين بضرورة العودة إلى الوطن للمشاركة في بنائه، كل في مجاله».

بدورها الفنانة "ميسون أبو أسعد" التي حضرت الافتتاح تقول: «اللوحات جميلة جداً، ومعبرة يحضر فيها العديد من العناصر؛ كالعنصر البشري وأحياء المدينة القديمة، وحالات روحانية متنوعة، كالفرح، والطرافة، ويظهر ذلك في لوحة الفتيات اللواتي يرقصن مرتديات الطربوش، وتميزت الفنانة بالجرأة في استخدام الألوان، والقدرة على التعبير عن المساحات الضيقة بسلاسة، ولفتني استخدام الشعر في اللوحات التشكيلية، وأعدّه خطوة جريئة لأنها تقوم على المزج بين الخط العربي، واللوحة الفنية، كما استطاعت إسقاط كل ما تشربته من مشاعر تجاه الوطن على اللوحة بشكل منظم، وأحييها كفنانة مغتربة على إقامة المعرض بعد غياب خمسة عشر عاماً عن الوطن، وأتمنى من الفنانين التشكيليين المغتربين التواصل مع الجمهور في الوطن، لأننا نتشوق لرؤية إبداعاتهم».

الفنانة "ميسون أبو أسعد" من الحضور

من جهته الفنان التشكيلي "نوار اسمندر" يقول: «يظهر في اللوحات إحساس الفنانة "رنا" المغتربة، والتكنيك الذي يعتمد الطباعة والرسم عليها، واللوحات متنوعة، منها ما يرتبط بعنوان المعرض، وأخرى عن أحياء "دمشق القديمة"، وبعض لوحات التجريب الصغيرة، وأتوقع لتجربتها مزيداً من التألق مع مرور الوقت».

الجدير بالذكر، أن المعرض يستمر لغاية 31 تموز الجاري، والفنانة "رنا لطفي" تخرجت في كلية الفنون الجميلة، قسم "اتصالات بصرية" عام 2000، وكان لها العديد من المشاركات في معارض، كان آخرها معرض "تصوير ضوئي ، أبيض وأسود" عام 2001، انتقلت بعدها للعيش في "الولايات المتحدة الأميركية"، وأسست فيها شركة "دماسك" للفن والتصميم، عام 2013.

لوحات أنثوية فيها حس صوفي