رغبة منهم ليكونوا الجسر الذي يربط الماضي بالحاضر والمستقبل؛ بادر فريق "جسر" بتعريف أكثر من 120 مستفيداً إلى أهمّ معالم "سورية" وتراثها، ليتوّج عملهم بمعرض حمل اسم: "تحت كل حجر حكاية"، ويضمّ مجسّمات لأهمّ معالم "سورية" الأثرية.

مدونة وطن "eSyria" زارت مبادرة "تحت كل حجر حكاية"، بتاريخ 17 كانون الأول 2016، المقامة في "خان أسعد باشا"، والتقت إحدى زوار المعرض الباحثة الاجتماعية "ندى رزق"، وعن رأيها بالمعرض قالت: «لفت انتباهي الفئة العمرية المشاركة بالمبادرة، فهم الجسر الممتد بين الماضي والحاضر والمستقبل؛ حُرموا من زيارة مناطق كثيرة بسبب الحرب، وهذه المبادرة جمعتهم ليتعرّف كل واحد منهم إلى محافظة الآخر؛ فابن "السويداء" يحكي عن "حلب"، وابن "حلب" يحكي عن "حماة"... وهكذا. ومشاركتهم بالعمل التطوعي دليل على حبهم للبلد، ورغبتهم بتبادل المعلومات والتجارب فيما بينهم».

لفت انتباهي الفئة العمرية المشاركة بالمبادرة، فهم الجسر الممتد بين الماضي والحاضر والمستقبل؛ حُرموا من زيارة مناطق كثيرة بسبب الحرب، وهذه المبادرة جمعتهم ليتعرّف كل واحد منهم إلى محافظة الآخر؛ فابن "السويداء" يحكي عن "حلب"، وابن "حلب" يحكي عن "حماة"... وهكذا. ومشاركتهم بالعمل التطوعي دليل على حبهم للبلد، ورغبتهم بتبادل المعلومات والتجارب فيما بينهم

المشاركة عن محافظة "حماة" "رهف قبلان"، حدّثتنا قائلة: «تعرّفت إلى المبادرة من أصدقائي القاطنين بمنطقة "الدويلعة"، وأعجبتني الفكرة؛ فهي تهدف إلى التعريف بالتراث والتاريخ السوري بطريقة تفاعلية مختلفة عما اعتدناه من دراسة المعالم الأثرية لبلدنا. تم توزيع المناطق السورية إلى جلسات، الجلسة تتألف من قسمين: تضمن الأول إعطاء معلومات تاريخية عن المنطقة بطريقة تفاعلية، حيث تقدّم المعلومات النظرية إما على طريقة أسئلة وأجوبة، أو تسرد كحكاية من قبل شخصيتين خياليتين، هما "عهد ونور" اللذان يمثّلان شاباً وفتاة يملكان الشغف وإرادة البحث في التاريخ.

ممثلة محافظة حماة

وتضمن القسم الثاني تطبيق المعلومات بأسلوب عملي؛ وذلك بصناعة المجسّمات والحرف اليدوية والبحث والتوثيق. وكممثلين عن محافظة "حماة"؛ صمّمنا مجسّماً لنواعيرها الأثرية من مواد بسيطة كـ"الفلين والعيدان الخشبية"، ومن الصلصال شكلنا خزنة الأموال و"دقاقة الكبة" والتنور. أتمنى أن يزور المعرض عدد كبير من طلاب المدارس لنحكي لهم عن تاريخ بلدنا».

ومن المنطقة الساحلية بادرت ممثلتها بالمعرض "ريتا محفوض" بسؤالنا: "ما السرّ الذي تخبّئه جزيرة "أرواد" لتشد أبناءها للعودة إليها مع آخر قارب يبحر من شاطئ طرطوس؟" وتابعت قائلة: «من خلال مشاركتي مع فريق "جسر" تعرّفت إلى تاريخ "سورية" وأهم المعالم الأثرية، وكتتويج لعملنا أقمنا هذا المعرض؛ فنحن عرفنا الحكاية المخبأة لتاريخ بلدنا تحت كل حجر، وسأحكي لكم جزءاً من الحكاية عن جزيرة "أرواد"؛ فهذه الجزيرة الواقعة وسط البحر، التي يمتهن معظم سكانها الصيد لثقتهم بعطاء البحر، ويتكلفون مشقة السفر عبر البحر لشعورهم بدفئه؛ فهو يحيط بهم من كل الجهات. عملنا مجسّماً من الكرتون للجزيرة، وصنعنا القوراب من عيدان خشبية بسيطة».

وسام عبد الله المسؤول عن الفعالية

قابلنا منسق المبادرة "وسام عبد الله"، وقال: «فريق "جسر" يسعى إلى المساهمة بتماسك البنية الاجتماعية، من خلال تعزيز مفهوم الهوية السورية لدى المجتمع بوجه عام والشباب بوجه خاص، لكونهم الشريحة التي يعدّ تعافيها المبكر من نتائج الحرب ضمانة مهمة في مستقبل البلاد. الخطوة الأولى للفريق مبادرة "تحت كل حجر حكاية" تتويجاً لرحلة "عهد ونور" للبحث في التراث والتاريخ السوري. شارك معنا 120 مستفيداً، وأغلبهم طلاب مدارس، وأشرف على تدقيق المعلومات المدرّس في جامعة "حلب"، قسم التاريخ "سهيل لاوند". وفي اختتام شهرين من الجلسات أقمنا هذا المعرض بكافة المجسّمات التي أنتجها المستفيدون، وهي تتويج لعملهم ومتابعتهم. ورحلة الفريق ستكمل عملها مع انتهاء رحلتها الأولى في منطقة "الدويلعة"، لتبدأ توسيع عملها ضمن بقية المناطق وبأساليب وأفكار متجددة».

يذكر أن الفعالية أقيمت ما بين 16-17 كانون الأول، برعاية هيئة "مار أفرام السرياني البطريركية للتنمية"، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.