احتضن "المركز الوطني للفنون البصرية" معرضاً للتراث الثقافي بعنوان: "معركة سورية للدفاع عن ماضيها"؛ بقصد حماية حضارتنا وآثارنا العريقة، وضرورة الدفاع عنها، حيث ضمّ 70 قطعة أثرية، وصوراً لبعض الأماكن الأثرية التي تعرّضت إلى الأضرار جرّاء الحرب.

مدونة وطن "eSyria" زارت المعرض بتاريخ 16 تشرين الثاني 2016، والتقت الدكتور "غياث الأخرس" مدير المركز الوطني للفنون البصرية، الذي قال: «أقيم هذا المعرض بهدف تعريف الأجيال القادمة بحضارة البلد وماضيه العريق، وضرورة المحافظة على تراثنا وإرثنا الثقافي الذي يمثّل جزءاً من تراث الإنسانية؛ من أجل النهوض بالمجتمع ثقافياً وفكرياً، وخصوصاً في هذه الأوقات الصعبة التي يمرّ بها وطننا، فنحن بأمسّ الحاجة إلى إقامة مثل هذه المعارض للتعريف بالآثار الموجودة في بلدنا، التي تعرّضت إلى الدمار والتخريب جرّاء الحرب الكونية على "سورية"، التي كانت نتيجتها تخريب الأماكن الأثرية وسرقة كنوزها ومكنوناتها بهدف طمس معالمها الحضارية».

خلال المعرض تمّ ترميم لوحة فسيفسائية أمام الحاضرين بهدف إظهار صعوبة ترميم هذا النوع من اللوحات؛ للحصول على عمل تكاملي يوثّق تراثنا، ويربط الماضي بالحاضر والمستقبل

وتابع: «خلال المعرض تمّ ترميم لوحة فسيفسائية أمام الحاضرين بهدف إظهار صعوبة ترميم هذا النوع من اللوحات؛ للحصول على عمل تكاملي يوثّق تراثنا، ويربط الماضي بالحاضر والمستقبل».

صور من المعرض لقلعة الحصن

الدكتور "أحمد ديب" مدير شؤون المتاحف في مديرية الآثار، حدّثنا بالقول: «ضم المعرض 70 قطعة أثرية تمت استعادتها نتيجة الجهود الوطنية المشتركة للدفاع عن حضارتنا؛ وقد تم عرضها لإبراز أهمية هذا التعاون المثمر للدفاع عن تراثنا وتاريخنا، وإظهار جمالية آثارنا، وإيصال رسالة مفادها أن هذا التراث مصدر فخر وعزّ لنا، ويجب الدفاع عنه. كما ضمّ المعرض صوراً لبعض الأماكن الأثرية التي تعرّضت إلى الأضرار نتيجة الحرب، وما خلّفته من دمار للتراث الثقافي السوري كمدينة "تدمر" الأثرية، وغيرها من الرموز الأثرية العريقة. إضافة إلى مجموعة منحوتات من البازلت وعدة ركائز معمارية تعود إلى متحف "درعا"، واحتوى أيضاً مخطوطات للقرآن الكريم تعود إلى عام 400 هجري، ومجموعة من النقود والقوارير الزجاجية والفخارية من الفترة الرومانية، إضافة إلى بعض التيجان المستردة من "لبنان" تعود إلى فترات مختلفة، وتميّز المعرض بلوحة فسيفسائية تعود إلى العصر الروماني وبداية العصر البيزنطي، طولها 7م، وعرضها 6م، أعطت قيمة مضافة ومضاعفة للمعرض».

من الزوار كان لنا لقاء مع "بشرى عيسى" طالبة في كلية الآثار بجامعة "دمشق"، حيث تحدثت عن رؤيتها للعمل، وقالت: «أظنّ أنّنا بحاجة ماسّة إلى إقامة معارض من هذا النوع، لكونه يتيح لنا فرصة التعرّف إلى معالم حضارتنا، وخصوصاً بالنسبة لنا كطلاب خلال فترة الحرب، فلم نستطع زيارة الأماكن الأثرية التي تعدّ من أولويات دراستنا».

الدكتور غياث الأخرس مدير المركز الوطني للفنون البصرية

يذكر أن المعرض يستمر من 16 ولغاية 30 تشرين الثاني، وأقيم بإشراف المديرية العامة للآثار والمتاحف.

منحوتة جنائزية