تسعى الفنانة التشكيلية "علا المرعشلي" من خلال مشروعها "شوية فن" إلى رسم البسمة على وجوه الأطفال، ومساعدتهم في التعبير عن أنفسهم عن طريق تعليمهم الرسم.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الفنانة "علا المرعشلي" المقيمة في "دمشق"، بتاريخ 15 تشرين الأول 2016، للتعرف إلى دوافعها بالتوجه نحو الأطفال، فقالت: «تعاملت مع الأطفال في مجالات عدة؛ أكاديمية وفنية، سواء في المدرسة، أو المسرح، أو عبر الموسيقا، إضافة إلى عملي مع عدة جمعيات أهلية ومجتمعية بتقديم الدعم النفسي للطفل، عبر دروس تقوية قمنا بها لطلاب المرحلة الابتدائية، عندها بدأت الفكرة تلمع في ذهني، ولفت نظري حجم الطاقات الكامنة لديهم، وبحث الأهالي عن أماكن ترفيهية تحتضن إبداعات أطفالهم خلال العطلة الصيفية، وبدأت تطبيق فكرة المشروع في صيف عام 2013-2014، بالتنسيق مع عدد من المدارس الخاصة التي رحبت بالفكرة، ووضعت خطة برنامج تقوم على تعليم الأطفال الرسم، والخط، والأشغال، إلى جانب أنشطة وألعاب ترفيهية بهدف تطوير مهاراتهم المختلفة».

في كل عام تتسع الرقعة التي تتطلب مني إقامة أنشطة مشروعي، ويزيد الإقبال على تعلم الرسم والفنون المختلفة، و"شوية فن" يمكنه أن يحتضن كل إنسان موهوب صغيراً كان أم كبيراً، لكنني مازلت أقف مكتوفة اليدين أمام توفير مكان مستقر للأنشطة، يحتضن بقاعاته جميع أنواع الفنون

عن أهمية الرسم لنفسية الطفل وأعمار الفئات المستهدفة، تتابع: «الطفل لا يملك مفردات لغوية كافية للتعبير عن مكنونات نفسه أو ما يجول في خاطره، خاصة فيما يتعلق بالأزمات التي نعيشها في ظل الحرب، ويلجأ إلى الرسم للتعبير عن مخاوفه ورغباته وحالاته النفسية المختلفة، ويفرغ بواسطته آلاف كلمات التي لم تسعفه بها اللغة، فهو ضرورة وليس ترفاً، وأتعاون مع اختصاصيين نفسيين لقراءة لوحات الطفل التي أجد فيها شيئاً مختلفاً. نستقبل الأطفال من عمر سبع سنوات فما فوق، إلى جانب دروس الكبار من ربات بيوت وطلبة جامعات الذين يتعلمون من خلال دروس إضافية.

الفنانة "علا المرعشلي"

وأسعى في السنوات القادمة إلى إضافة فئة الروضة تلبيةً لرغبة عدد من الأهالي، حيث يتبع تعليم الرسم لعاملي العمر والموهبة، وحتى عمر 12 عاماً نطرح مواضيع عامة يرسمها الطفل ونسرب له من خلالها بعض الملاحظات التعليمية بأسلوب غير مباشر. وفيما يتعلق بالأطفال الأكبر سناً نعمد إلى تقنيات الرسم بقلم الرصاص، لنبدأ التوجيه الأكاديمي ويتطور إلى استخدام الألوان المائية أو الخشبية، وفي مراحل متقدمة نستخدم الزيتية منها، غير أن ذلك يحتاج إلى مساحة مخصصة، ومراسم، وطاولات لا توفرها المدارس الخاصة في صفوفها».

فيما يتعلق بتوسيع مشروعها والمعوقات التي تعترضها لتحقيق ذلك، تقول: «في كل عام تتسع الرقعة التي تتطلب مني إقامة أنشطة مشروعي، ويزيد الإقبال على تعلم الرسم والفنون المختلفة، و"شوية فن" يمكنه أن يحتضن كل إنسان موهوب صغيراً كان أم كبيراً، لكنني مازلت أقف مكتوفة اليدين أمام توفير مكان مستقر للأنشطة، يحتضن بقاعاته جميع أنواع الفنون».

التشكيلية "علا المرعشلي" مع الطفلة آية

"باسمة الحلو" والدة لطفلين مشاركين، تقول: «لدي طفلان، أحدهما في الثامنة، والآخر في الثانية عشرة من العمر، ولاحظت ميلهما إلى الفن منذ الصغر، وأردت مساعدتهما على تنمية موهبتهما وتعليمهما أسس الرسم والتلوين، فالفنون تعكس شخصية الطفل وتفرغ طاقاته السلبية، وبعد أن بدأا تعلم الرسم لمست الفرق في رسوماتهما، حيث تعرفا إلى تدرجات الألوان وتعمقا أكثر في رسم الشخصيات الكرتونية إلى جانب الأنشطة الأخرى التي استمتعا بها؛ كالرسم على الوجه، والرسم ببصمة اليد والطعام، إلى جانب الألعاب الحركية، كلعبة الكراسي، والتنكر، حيث أصبحا ينتظران قدوم الصيف للمشاركة بأنشطة المشروع من جديد».

من جهتها تقول "ربا الخياط" والدة الطفل "كريم غازي" في السابعة من العمر، إن ابنها حصل على الترفيه والفائدة معاً عندما بدأ تعلم الرسم، والخط والأشغال، وذلك ترك آثاراً إيجابية على نفسيته، حيث أصبح أكثر قدرة على التعبير عما بداخله، وستقوم بإلحاقه بأنشطة المشروع في كل صيف.

صورة جماعية مع الأطفال

الطفل "عمر العجوز" في الثانية عشرة من العمر يذكر عن تجربته في تعلم الرسم قائلاً: «في السابق كنت أحاول رسم الشخصيات الكرتونية أو أي شيء يخطر في بالي، لكن والديّ كانا يشعرانني بنقص ما في رسوماتي، على الرغم من الموهبة الموجودة لدي، فأنا أحب الرسم، لكنني لا أستطيع أن أعبر به عما أريد، وبعد أن بدأت تعلمه، وتعرفت إلى أسسه من خطوط، وتناظر، وتظليل، إضافة إلى رسم الإنسان، وأنواع الألوان وكيفية استخدامها بالطريقة المناسبة، أصبحت رسوماتي أكثر إبداعاً، والفنانة "علا" أدخلت الفرح إلى قلوبنا وشجعتنا، وسأكمل تعلم الرسم معها».

الجدير بالذكر، أن التشكيلية "المرعشلي" حصلت عام 2015 على المرتبة الأولى لخريجي مركز "أدهم إسماعيل" بدورته الأولى، وشاركت بعدة معارض فنية، منها: معرض "من صنع النصر يصنع الجلاء" عام 2014، حصلت من خلاله على شهادة تقدير من قبل وزيرة الثقافة حينئذ الدكتورة "لبانة مشوح"، ومعرض فردي في الأردن عام 2013، وهي من مواليد "دمشق" 1977، وحاصلة على إجازة في الترجمة من جامعة "دمشق" عام 2007.