امتلك موهبة الرسم كغيره من الفنانين التشكيليين، لكنه تفرد بالأسلوب، حيث شكّل لوحاته الفنية من المواد الأولية التي تعطيها الطبيعة بسخاء؛ كالقش، وأوراق الشجر، وسنابل القمح؛ وهو ما أعطى للوحة بساطة وحميمية.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 22 أيلول 2016، المعرض الذي شارك فيه الفنان "علي يوسف عجيب"، الذي حمل عنوان: "حرفتي هويتي - لوحات من سنابل بلادي"، وفي لقاء معه تحدث عن معرضه وعلاقته مع الرسم، ويقول: «منذ طفولتي وأنا أعشق الرسم والزخرفة، وعمد أحد أساتذتي بالمرحلة الابتدائية إلى ترغيبي بهذا المجال، وتنمية موهبة الرسم بطريقة غير مقصودة، حيث كان يرسم الخريطة ويشرح الدرس وكأنه قصة، وعندما يشرح درس التاريخ يعمد إلى رسم البطل، شغفت بالرسم بما أن الذاكرة البصرية أقوى من السمعية، ومن الصف الخامس أشارك بالمسابقات التابعة لرواد الطلائع، وحصلت على المرتبة الأولى على مستوى محافظة "دمشق"، وعرضت لوحاتي بعدد من المدارس إلى أن كبرت وأصبحت شاباً، كما أنني شاركت بالمعارض التابعة لمنظمة "شبيبة الثورة"، وحققت العديد من الإنجازات سواء بمجال الرسم أو الزخرفة، وبما أن دراستي صناعة ساعدتني موهبتي لأكون من المتفوقين بمجال الرسم الهندسي أو الصناعي».

علينا إقامة معارض دورية لإحياء التراث، والفنان "عجيب" تميز عن غيره من الفنانين بعودته إلى التراث؛ فهو يحاكي التراث بأكثر من طريقة؛ إذ يجمع مخلفات الطبيعة ويحولها إلى لوحات فنية بطريقته الخاصة، فلوحاته مشغولة من عيدان القش التي طوّعها بطريقة فنية جميلة ومعبرة، ورسوماته مستوحاة من البيوت الريفية القديمة، وهذا الأسلوب الذي يعمل به نادر، وقد نال إعجاب وتشجيع العديد من الشخصيات الإعلامية والفنية والحضور المتابعين لمثل هذه الفعاليات

ويتابع: «منذ طفولتي وأنا أحب الطبيعة ومعجب بالأعمال اليدوية للنساء الريفيات وقدرتهن على تطويع عيدان القش وتحويلها إلى منتجات جميلة، فخطر بذهني تطويع العيدان وإدخالها في لوحاتي مستفيداً من أغصان الشجر وأوراقها وثمارها وقشورها؛ وهذا ما أعطى لوحاتي حميمية وبساطة، من خلال أدوات بسيطة كالمشرط الخاص بالأطباء لتقطيع عيدان القش، والغراء، ومكواة صغيرة لكيّ العيدان، وقلم الرصاص، ولأعطي لوحاتي الإيحاء المطلوب استفدت من الزوائد القماشية كـ"الجنفيص"، والقماش العسكري كخلفية للوحة، كما أنني شكلت من الورق التالف عجينة، وصنعت مجسمات فنية مختلفة تصلح للزينة وللاستعمال».

اللوحات المشغولة من عيدان القش

شاركت في هذا المعرض بـ35 لوحة، و15 مجسّماً، وهي نتاج أربع سنوات، ومتنوعة كـ"بورتريه" لشخصيات معروفة على الصعيد العربي والعالمي كالسيدة "فيروز"، والشاعر "سليمان العيسى"، والبطل "يوسف العظمة"، وشكلت من ثمار البلوط وقشورها لوحات مختلفة لعدد من الحيوانات، كما أنني برعت بتخريم الخشب المستخدم لتشكيل لوحات من الخط العربي».

وفي لقاء مع "نعيمة سليمان" مديرة المركز الثقافي بـ"كفر سوسة"، تقول: «علينا إقامة معارض دورية لإحياء التراث، والفنان "عجيب" تميز عن غيره من الفنانين بعودته إلى التراث؛ فهو يحاكي التراث بأكثر من طريقة؛ إذ يجمع مخلفات الطبيعة ويحولها إلى لوحات فنية بطريقته الخاصة، فلوحاته مشغولة من عيدان القش التي طوّعها بطريقة فنية جميلة ومعبرة، ورسوماته مستوحاة من البيوت الريفية القديمة، وهذا الأسلوب الذي يعمل به نادر، وقد نال إعجاب وتشجيع العديد من الشخصيات الإعلامية والفنية والحضور المتابعين لمثل هذه الفعاليات».

لوحات مشغولة من ثمار البلوط وقشورها

يذكر أن الفنان "علي عجيب" من مواليد "حرف المسيترة" في "جبلة"، عام 1966، ومعرض "حرفتي هوايتي" استمر من 18 إلى 24 أيلول 2016.

نعيمة سليمان مديرة المركز الثقافي في كفر سوسة