يجزم الحرفي "فؤاد عربش" شيخ كار حرفة الموزاييك أن حب الإنسان لعمله هو نبع الإبداع، فالحرف اليدوية تحتاج إلى الصبر والأناة في كل جزء منها، فالحب يدفع إلى التغلب على صعوباتها والتميز فيها.

وفي معرض للحرف اليدوية الدمشقية في المركز الثقافي "أبو رمانة" اجتمعت حرفتا الفسيفساء الرخامية والموزاييك، وفي زيارة لمدونة وطن "eSyria" للمعرض بتاريخ 29 أيار 2016، التقت الحرفي "فؤاد عربش" رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية التراثية وشيخ شيوخ الكار لحرفة الموزاييك، فحدثنا بالقول: «أنا أعمل بحرفة الموزاييك الخشبي منذ ما يزيد على خمسين عاماً، وهي مقتبسة من الفسيفساء الرخامي، ولذلك تم جمع الحرفتين معاً في معرض واحد».

أنا أعمل بحرفة الموزاييك الخشبي منذ ما يزيد على خمسين عاماً، وهي مقتبسة من الفسيفساء الرخامي، ولذلك تم جمع الحرفتين معاً في معرض واحد

وتابع: «حرفة الموزاييك سورية ودمشقية بامتياز، لذلك فالسوري سيد الحرفة من دون منافس، والحرفة تتطور؛ فكل جيل يضيف ويبدع أكثر من الجيل الذي سبقه، مثلاً في الماضي لم يكن العظم الصناعي موجوداً فكنا نستعمل العظم الطبيعي للجمل والصدف الأصلي، ومعنى الفسيفساء أو الموزاييك هو تعددية الخشب أو الحجر، والموزاييك الخشبي هندسي، أما الفسيفساء الرخامي فهو غير هندسي، ويستعمل الموزاييك كديكورات للسقوف والقاعات والصالونات والمفروشات المنزلية وطاولات سفرة، إضافة إلى علب الأفراح وطاولات "الزهر"».

طاولة موزاييك متعددة الاستعمالات

وعن تفاصيل العمل قال: «التعامل مع الخشب يختلف عن التعامل مع الرخام، وبلغة أهل المصلحة على طريقة "الأمايات" التي هي عبارة عن تجمع شرائح رقيقة من الخشب بطول معين وزاوية معينة لتشكل شكلاً هندسياً مطلوباً، ويمكن أن تحول من أشكال لأخرى بإضافات خشبية هندسية للزوايا. أما "فن التطعيم بالصدف" فهو عبارة عن حفر مكان الصدفة بالإزميل و"الشاكوش" ثم وضعها، ولم نستعمل أدوات كهربائية أبداً بل أدواتنا التقليدية القديمة.

وفي هذا المعرض قدمت جرتين كل منهما عبارة عن تجمع لشرائح خشبية كونت شكلها، والطاولة الموزاييك المطوية متعددة الاستعمالات فهي طاولة تقليدية، وطاولة "زهر"، ورقعة شطرنج، ورقعة للعبة "الشدة"».

صناديق من الموزاييك

ومن زوار المعرض التقينا الشاعر "إبراهيم الأحمر"، فحدثنا قائلاً: «المعرض فرصة لمشاهدة هاتين الحرفتين المتميزتين، ولتعريف الحضور بأهمية وتفاصيل وتاريخ كل منهما، وكل ما شاهدته في هذا المعرض سواء الفسيفساء الرخامية أو الموزاييك، يدعو إلى الفخر، وأعتز برؤية أعمال سورية بهذه الدرجة من المهارة والإتقان والتفرد».

يذكر أن الحرفي "عربش" من مواليد "دمشق" 1955، والمعرض استمر من 29 أيار حتى 9 حزيران 2016.

جانب من المعرض