يقدم المخرج الكبير "نجدت أنزور" في أعماله درساً في الرصانة والبلاغة البصرية والتوازن الدقيق والاستخدام الواعي لمفردات اللغة السينمائية، كأداة توصيل للأفكار والرؤى، من خلال فيلمه الأخير "فانية وتتبدد".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 كانون الثاني 2016، المخرج الكبير "نجدت أنزور" أثناء عرض فيلمه الأخير "فانية وتتبدد" في "دار الأسد للثقافة والفنون- أوبرا دمشق"، وعن الفيلم يقول: «في هذا الفيلم نعرض الفكر التكفيري والظلامي، وما نقدمه ليس صورة طبق الأصل عما نشاهده على المواقع وصفحات التواصل، بل نقدم رؤية فنية سينمائية بصورة عالية المستوى، ولا بد لهذه الصورة أن تخلق نقاشاً وجدالات بين المعنيين بالفن والنقاد».

استطاع المخرج الكبير "نجدت أنزور" توظيف العناصر السينمائية من تصوير ومونتاج وموسيقا وديكور لخدمة الدراما في اختزال وتكثيف يسمح بالإيضاح من دون الحشو، وبعيد عن المباشرة، وقد حرص على واقعية الحدث من خلال أماكن التصوير

ويضيف: «أعدّ الفيلم ضمن السلسلة التي بدأت بها منذ سنوات، والتي ألقيت الضوء من خلالها على هذا الفكر الظلامي الذي يفتت جسد المجتمعات العربية، لذلك علينا جمعياً أن نحارب هذا الفكر بكل وسائل ممكنة ونقتلعه من أساسه.

جانب من الحضور

ومن حيث المضمون لا فرق بين فيلم "فانية وتتبدد" والفيلم السابق الذي حمل عنوان "ملك الرمال"؛ حيث إن الفيلمين يلقيان الضوء على هذا الجرثوم الذي يكبر في أحشاء الجهل والتخلف برعاية من "الوهابية" العفنة».

ويتابع: «لا يمكن أن يعيش فكر "الداعشي" في "سورية"، لأن أفكار هذا التنظيم الإرهابي بعيدة كل البعد عن بلد قدم الأبجدية للعالم وصاحب حضارة تمتد لسبعة آلاف سنة، لذلك هذا التنظيم فانٍ وإلى زوال، والغاية من تقديم الفيلم هي رؤية كيفية محاربة وكشف هذا الفكر التفكيري الوافد إلى الإسلام الحقيقي السمح، وإلى المجتمعات العربية والإسلامية التي لا تؤمن بما يجري من معتقدات لا تمت للإسلام بصلة».

لقطة من الفيلم

وفي لقاء "بشار إبراهيم" (ناقد سينمائي)، عن الفيلم يقول: «استطاع المخرج الكبير "نجدت أنزور" توظيف العناصر السينمائية من تصوير ومونتاج وموسيقا وديكور لخدمة الدراما في اختزال وتكثيف يسمح بالإيضاح من دون الحشو، وبعيد عن المباشرة، وقد حرص على واقعية الحدث من خلال أماكن التصوير».

وفي لقاء "باسل محمود" (طالب جامعي) من الحضور، يقول: «إن أهم ما يميز فيلم "فانية وتتبدد" أن المشاهد يخرج من العرض وهو أكثر قوة، وتفاؤلاً وإيماناً بانتصار "سورية" على الإرهاب، ورغبة بأن السلام سيتحقق ونعود كما كنا وأجمل، وذلك ضمن صورة فنية مبدعة، أعتقد هذا ما يريد المخرج الكبير قوله في عمله هذا والأعمال السابقة، أن يزرع الأمل في قلوب الناس، ويقول للعالم إن "سورية" سترجع كما كانت».

بعد العرض