استثمار أوقات الفراغ مع امتلاك حسّ الألوان والصبر والتحدي؛ قاد الحرفية "خالدية كلاس" إلى ابتكار فن جديد من خلال المزج بين الجلد والقماش بتصاميم مبتكرة.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 23 آب 2015، معرض "الإبداع على القماش" في المركز الثقافي "أبو رمانة"، والتقت الحرفية "خالدية كلاس" مؤسسة فن تطعيم القماش بالجلد، وحدثتنا عن تصاميمها المبتكرة بالقول: «بدأت تطعيم القماش بالجلد منذ خمس سنوات، وكان الهدف الأساسي هو استثمار أوقات الفراغ بشيء مفيد، ولأنني أحمل شهادة المعهد الهندسي قمت بتناول الأشكال الهندسية من مثلثات ومربعات ومعينات وغيرها لصنع أشكال هندسية جلدية تزين القماش؛ مكونة مفارش للطاولات وأغطية وغيرها».

يجب أن يتم تداول هذه الحرفة لتصبح مستقبلاً حرفة تراثية دمشقية، ويستفيد منها أبناء المجتمع، لتأمين دخل معيشي ومورد رزق للمهتمين بكل جديد في الصناعات اليدوية

وتابعت: «عملي أشبه بالموزاييك أو الفسيفساء لكن على القماش مباشرة من دون رسم، وأستخدم الخط المستقيم أغلب الأحيان في أعمالي، وأولى خطوات العمل تتم بتحضير الجلد وقصه بالأشكال التي أريدها مباشرة من دون رسم، وأنا أول من قام بقص الجلد على شكل مثلثات صغيرة ضلع كل منها نصف سنتيمتر، وبكميات كبيرة، وذلك لعدم توافرها بالأسواق المحلية، ثم أقوم باستعمال لاصق خاص بالقماش لتثبيت القطع الهندسية الجلدية على القماش مكونة أشكالاً تزيينية، وأستعمل أنواعاً من الأقمشة لا تحتاج إلى الكيّ عند غسيلها، والأهم هو نظافة القطعة لأن القماش حساس جداً، والنظافة هي الميزة الأساسية للقطعة، وقطعة واحدة بطول متر واحد وعرض متر واحد قد تحتاج من خمسين إلى ستين ساعة عمل وأحياناً مئة ساعة؛ حسب كمية التزيين عليها، والعمل يدوي بالكامل من دون استعمال أي آلة».

الحرفي فؤاد عربش

وأضافت: «أنوي تعليم هذه الحرفة لغيري كي لا تموت، ويجب على من يريد العمل بها أن يملك حسّ الألوان والصبر والمثابرة والتحدي ليصل إلى الإبداع، ومعظم أعمالي السابقة كانت ذات أشكال هندسية، والقليل منها حمل نقوشاً فاطمية، وهذا ما سأتوسع به في المرحلة القادمة، إضافة إلى زيادة مشاركتي في المعارض واللقاءات لأنها تعزز ثقة الحرفي بنفسه وتسلط الضوء على إنتاجه؛ وبالتالي إيجاد أسواق لهذا المنتج، وتحقيق الانتشار وتأمين الدخل».

وفي المعرض التقينا "فؤاد عربش" رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية، وعن الحرفية "خالدية كلاس" قال: «أبدعت في حرفة تطعيم القماش بالجلد وابتكرت في التصاميم، فهي فنانة مبدعة وأعمالها مميزة ورائعة، وتطعيم القماش بالجلد فن يدوي يحتاج إلى الكثير من الصبر والإحساس بالجمال، وأعمالها متفردة وليس لها مثيل، ومنذ مدة عندما شاركت بمعرض طهران الدولي كانت أعمالها ذات جودة عالية ولها بصمتها الخاصة، ومع أن مدينة "طهران" ملأى بالصناعات والإبداعات اليدوية إلا أنها أثبتت وجودها، وأظهرت تميزها ومهنيتها وحرفيتها».

تطعيم القماش بالجلد

وتابع: «يجب أن يتم تداول هذه الحرفة لتصبح مستقبلاً حرفة تراثية دمشقية، ويستفيد منها أبناء المجتمع، لتأمين دخل معيشي ومورد رزق للمهتمين بكل جديد في الصناعات اليدوية».

يستمر المعرض في ثقافي "أبو رمانة" حتى نهاية شهر آب؛ من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثامنة مساء.

نقوش فاطمية