تعيد الفنانة التشكيلية "نهى جبارة" في معرضها الأخير بناء الشخوص في لوحاتها بطريقة تثير المشاعر، حيث تعمل على التنظيم والبناء من جديد للصورة الرومانسية بألوانٍ قاتمة.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 آب 2015، الفنانة "جبارة" في معرضها الفردي بدار "الأسد للثقافة والفنون - أوبرا دمشق" وبدأت حديثها قائلةً: «تجسد لوحات هذا المعرض مراحل مختلفة من مسيرتي الفنية، حيث بدأت بالبورتريه ثم العلاقات بين الجنسين بجوانبها المختلفة، واعتمدت البورتريه لأنها تنقل كل المشاعر والأحاسيس المختلفة عند الإنسان من الحزن والفرح والأمل، ومن خلاله تستطيع أن تعبر عن الكثير من القصص والحالات عن طريق العين أو الوجه».
تقنية الإكريليك تعطيني الإحساس التعبيري الذي اشتغلت عليه وساعدتني على إيصال الإيحاءات التعبيرية أكثر من الألوان والتقنيات الأخرى
وعن استخدامها لتقنية الإكريليك قالت: «تقنية الإكريليك تعطيني الإحساس التعبيري الذي اشتغلت عليه وساعدتني على إيصال الإيحاءات التعبيرية أكثر من الألوان والتقنيات الأخرى».
أعطت "جبارة" مساحة واسعة للون الأسود عكس ما نجده عند العديد من الفنانين؛ حيث يستخدمون المساحة البيضاء، وفي هذا السياق قالت: «يضعك الظلام أو المساحة السوداء أمام أسئلة كثيرة لأننا لا ندرك الأشياء الموجودة في الظلام، أما البياض فهو واضح، في الظلام يكون لديك خيال أوسع وعمق أكبر، وكلما تقربت من هذا العمق تجد شخوصاً وأجساداً لا تراها من قرب، وهذا ما قصدته من اللون الأسود، العمق والبعد».
"فاديا عزمي" من الحضور ولها اهتمام بالفن التشكيلي، قالت: «استطاعت الفنانة "نهى جبارة" أن تنقل موضوعاً جمالياً، علاوة على المشاعر الإنسانية من خلال لوحاتها، وجذبت المتلقي بأسلوبها الإبداعي المفعم بالعاطفة، وجسدت أحاسيسها الباطنية عبر صور معاناتها وأحلامها، واتخذت المدرسة التعبيرية التي ترتكز على ما يدور داخل النفس الإنسانية، حيث اعتمدت على الأحاسيس البصرية وتحليل الألوان النابع من انفعال باطني وتوتر داخلي، ولعبت ببراعة على الإسقاط بخيال واسع».
تجدر الإشارة إلى أن "نهى جبارة" تحمل إجازة في الفنون الجميلة عام 1989 "قسم الاتصالات البصرية"، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، شاركت في عدة معارض جماعية، ومعرض فردي في مركز جبارة التخصصي.
يستمر المعرض لغاية 26 آب الجاري؛ في صالة المعارض بدار الأسد للثقافة والفنون.
