دعت "المركز الثقافي بالمزة" في "دمشق" الخميس 23شباط 2012 إلى الاستماع إلى أمسية زجلية أحياها كل من الشاعر "مروان البحري" والشاعر "مزاحم الكبع" والشاعر "فؤاد حيدر" رئيس "جمعية الزجل" في "سورية".

حيث ألقى فيها العديد من القصائد باللغة المحكية تمجد "الوطن والشام والحبيبة".

أن الشعر الزجلي أو العامي أو المحكي -لن نختلف على التسمية- عرّف بأنه كل ما هو مكتوب بالعامية وله وزن وإيقاع موسيقي، هو زجل، وهو شعر شعبي، ولكن لماذا لا يكون الشاعر الذي يكتب بالفصحى شاعراً شعبياً، فمثلاً نزار قباني صنّف كشاعر شعبي لماذا؟، لأنه كتب بلغة يفهمها الشعب، رغم أنها فصحى، إذاً الموضوع هو المضمون وليس الشكل

والبداية كانت مع الشاعر "مروان البحري" ونقتطف من قصائده:

مزاحم الكبع

تْعمشقت مرّه لْفوق عَ حدود السّما

تْطاولت حتّى كمشت نجمات الخيال

فؤاد حيدر

قطّفت من ورد الأفق جوري حَـمَـا

وْمن عطر عطر المجد لبّست الجبال

مروان البحري

وغْزلت توب الشّعر من حكي وْ وَما

بْأجمل عبايِه مزيّنِه .... عزّ وْ دلال

وْ زتّيتها من فوق عا أرض الحِـمَـا

طلعت لشعر المنتدى .. بدلةْ جَـمَـال

ومن جاء دور الشاعر "مزاحم الكبع" الذي أتحفنا بنمطه "الأبوذية" وقد إخترنا هذه القصيدة:

الوطن أسوار تحمينا وخيمة

أظلل ساتره بروحي وأخيمه

وعاقبة اليخون أرضه وخيمة

مصيره الظيم والذل والأسية

الوطن يا صاحبي قصة عشق مفضوح

لا هو عنا يبتعد ولا يمكن إحنا نروح

وما همنا بها العمر مهما امتلينا جروح

بس جرح واحد بالوطن يدمي القلب والروح

الوطن يا صاحبي خيمة وعلم وشراع

فرحة الأم بطفلها بأول حبو عالكَاع

عن حبو لا ما تنثني لو قسموها ارباع

ومن ثم اعتلى الشاعر القدير فؤاد حيدر المنبر ليلقي العديد من قصائده وقد اخترنا من قصيدته "يا شام" مايلي:

ياشام مهما الشعر فيك هام

وجن بسماكي وجوك السامي

بيضل وصفك ع الفكر أحلام

ويوم المنى تحقيق أحلامي

للشعر إنتي الفكر والإلهام وللحب قلب من الوفى دامي

وأي حكي بيرقى إلك مدام

من قاسيونك للسما قامة

ضلوا بمدحك يغلطوا أعوام وجدي حكيها كتير قدامي يقلي على خد الزمان الشام شامة جميلة والحلى شامي

واليوم اللي في كبرت الأيام وعشت بربوعك كل أيامي طلع الحكي معكوس بالأرقام وطلعت الشام الكون ع حلوا وطلع الزمن ع خدها شامة..

من قصيدته "البحر والتلج":

قلو البحر للتلج مهما تعتلي

روس الجبال وصرت عالي المنزلي

بكرا على فراقي أنا بدك تدوب

ويصير دمعك نهر وبترجع إلي

ومنك إذا شي قسم بالعالي بقي

وشفت بغرورك لونك الأبيض نقي

رح ضل إدعي عليك تا قلبك يصير

أبيض متل لونك تا نرجع نلتقي

يقول "الكبع" عن القصيدة: «القصيدة قبل أن تكتب تكون مثل الجنين لا نعرف كيف ومتى سيولد، وإن كان العلم الحديث استطاع أن يحدد جنس المولود (ذكراً كان أم أنثى) وهو لا يزال في بطن أمه فإنه لا يستطيع تحديد لون بشرته ولون عينيه وشعره، وكذلك القصيدة ربما نستطيع سلفاً أن نحدد موضوعها (وطنية، عاطفية، اجتماعية..) لكن الشاعر (الذي يحترم نتاجه) لا يمكن له أن يحدد مسبقاً كيف ستكون القصيدة، هل هي فصيحة (موزون، تفعيلة، نثر..) أم هي شعبية».

وبدوره قال "حيدر": «أن الشعر الزجلي أو العامي أو المحكي -لن نختلف على التسمية- عرّف بأنه كل ما هو مكتوب بالعامية وله وزن وإيقاع موسيقي، هو زجل، وهو شعر شعبي، ولكن لماذا لا يكون الشاعر الذي يكتب بالفصحى شاعراً شعبياً، فمثلاً نزار قباني صنّف كشاعر شعبي لماذا؟، لأنه كتب بلغة يفهمها الشعب، رغم أنها فصحى، إذاً الموضوع هو المضمون وليس الشكل».

ومن الحضور قال الشاعر والناقد "عمر كوجري" عن الأمسية: «رغم الأجواء المكفهرة التي تتصف بها بلادنا في هذه الأيام، ورغم الآلام الكبيرة إلا أن على الشعر في لحظة تجل أن يعيد الصفاء إلى أرواحنا، والنور والإبصار إلى المآقي.

لقد استمتعت حقاً بما جادت بها قرائح الشعراء الزجالين والمحكيين في المركز الثقافي بالمزة، وكانت الأسماء الثلاثة لها صولاتها وجولاتها في كتابة الشعر المحكي والزجلي، وكان الوطن حاضراً بقوة في قصائد الأساتذة الأفاضل فؤاد حيدر و مروان البحري، ومزاحم الكبع، حيث تغنوا بأمجاد الوطن، وبالشهداء الذين رووا ويروون بدمائهم العطرة أرض بلادنا الجميلة سورية، كما لم تغب الأنثى العاشقة عن أقلام الشعراء، فقد رأوا فيها ذلك الكائن الذي يستحيل العيش وتتوقف نبضات الحياة دونها، واختلفت طرائق التعبير عند الثلاثة، لكنها صبت في نهاية المطاف في نهر الإبداع العظيم».