عرف القدماء اللغة بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، ولم تستطع التعريفات الحديثة للغة أن تتجاوز هذا التعريف الموضوعي‏،‏ غير أن تعريف اللغة بوظيفتها يختلف عن تعريفها بحقيقتها وعلاقتها بالإنسان‏، فاللغة هي الإنسان‏، وهي الوطن والأهل‏،‏ واللغة التي هي نتيجة التفكير ‏وهي ثمرة العقل.

وفي هذا الصدد موقع "eDamascus" حضر محاضرة بعنوان "اللغة العربية"، أثراها الأستاذ "أحمد الخوص" في ثقافي "أبو رمانة" بتاريخ 23/5/2011 الساعة السابعة مساءً.

اللغة العربية هي لغة سامية، مثل السريانية والآرامية والعبرية والأكادية، وهي لغة العرب، سكان شبه الجزيرة العربية ما بين الخليج العربي وبين البحر الأحمر، وتعتبر من أكثر لغات العالم استعمالاً، لأن عدد متكلميها يربو على 250 مليون نسمة، والعربية لغة رسمية لمجمل دول العالم العربي

والموقع نقل لكم آراء بعض الحضور حول المحاضرة، حيث تحدث الأستاذ "ناصرعلي" أستاذ لغة عربية، قائلاً: «اللغة العربية هي لغة سامية، مثل السريانية والآرامية والعبرية والأكادية، وهي لغة العرب، سكان شبه الجزيرة العربية ما بين الخليج العربي وبين البحر الأحمر، وتعتبر من أكثر لغات العالم استعمالاً، لأن عدد متكلميها يربو على 250 مليون نسمة، والعربية لغة رسمية لمجمل دول العالم العربي».

الأستاذ احمد الخوص

أما الآنسة "سامية الصالح" فقد تحدثت عن أهمية اللغة العربية، قائلةً: «إن أهمية اللغة العربية تنبع من نواح عدة، أهمها ارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي و"القرآن الكريم"، فقد اصطفى "الله" هذه اللغة من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم، ولتنزل بها الرسالة الخاتمة، ومن هذا المنطلق ندرك عميق الصلة بين العربية والإسلام، كما نجد تلك العلاقة على لسان العديد من العلماء ومنهم "ابن تيمية"، وقد أثرى الأستاذ "أحمد الخواص" هذه المحاضرة وأفاض بما يعرفه عن هذه اللغة».

أما عن رأي "مها عمران" المرشدة النفسية لوزارة التربية، فقد قالت: «تعد اللغة العربية أقدم اللغات الحية على وجه الأرض، وعلى اختلاف بين الباحثين حول عمر هذه اللغة، لا نجد شكاً في أن العربية التي نستخدمها اليوم أمضت ما يزيد على ألف وستمئة سنة، وقد تكفّل "الله" سبحانه وتعالى بحفظ هذه اللغة حتى يرث "الله" الأرض ومن عليها، قال تعالى في كتابه العزيز: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، ومنذ عصور الإسلام الأولى انتشرت العربية في معظم أرجاء المعمورة وبلغت ما بلغه الإسلام وارتبطت بحياة المسلمين فأصبحت لغة العلم والأدب والسياسة والحضارة فضلاً عن كونها لغة الدين والعبادة».

جانب من الحضور

واللقاء الأهم كان مع الأستاذ "أحمد الخوص" ليحدثنا لمحة عن اللغة بشكل عام، واللغة العربية بشكل خاص، حيث قال: «لقد مرت علاقة الإنسان باللغة في مرحلتين‏، ‏الأولى‏، مرحلة من قديم الأزمان وهي مرحلة اختراع اللغة على نحو ما بتيسير من "الله‏"‏ وهي مرحلة معقدة بل شديدة التعقيد‏، الثانية‏، مرحلة تلقي اللغة‏‏ وهي مرحلة يعيشها أبناء كل لغة على حدة‏،‏ فنحن نعيش في إطار العربية‏‏ كما عاش أجدادنا منذ مئات السنين‏،‏ لقد تناولوا هذه اللغة بروح التقديس‏، وعالجوا كلماتها كما تلقوها بالكثير من الحفاظ على تراثها‏، والرعاية لأصولها‏،‏ حتى جاءت إلينا معبرة عن تاريخ بعيد‏، وتراث عريق‏، تنطق على ألسنتنا‏،‏ كما كانت تنطق على ألسنتهم دون استغراب منا حيث إن أصواتها وصيغها‏، وتراكيبها هي كما كانت‏،‏ لم يصبها الكثير من التغيير رغم تطاول القرون‏،‏ وتتابع الأجيال‏، وهو أمر نادر الحدوث في عالم اللغات‏،‏ لم يسجله التاريخ إلا للغة العربية‏‏ التي نقرأ نصوصها القديمة فلا نحس بقدمها‏، بل إننا نأنس بها‏،‏ ونستمتع بتكرارها وتمثلها واستخداماتها في أحيان كثيرة‏،‏ على حين أن لغات أخرى قد أصبحت من مخلفات التاريخ ولم يمض على إنشائها قرن واحد فقط».

وأضاف: «لم تعرف الإنسانية على طول تاريخها لغة خلدها كتاب،,‏ إلا اللغة العربية التي بدأت بكتاب "الله"، "القرآن الكريم"‏ مرحلة جديدة في حياتها الخالدة حيث ساعدت قراءة "القرآن الكريم" على توفير قاعدة أدائية في الجانب الصوتي‏، وهو أكثر جوانب اللغة تعرضاً للتغيير والانحراف والتشويه‏، وهكذا شاءت إرادة "الله" أن تكون اللغة العربية لغة الإسلام ومن هنا كانت تلك الحملات الضارية التي انصبت على اللغة العربية بهدف النيل منها بشتى الطرق والصور‏،‏ ما أوجب على أبنائها المخلصين لها ولربهم أن يعملوا جهدهم لتيسير تناولها وتعلمها للأجيال الجديدة من الأمة العربية والإسلامية ومن رغب في تناولها وتعلمها».

المحاضرة