بمناسبة اليوم العالمي للرقص، بدأت مساء أمس على خشبة مسرح "القباني" في "دمشق" عروض العمل الراقص التعبيري لـ"راما الأحمر" الذي حمل عنوان "كيف لي" وذلك في تمام الساعة الثامنة والنصف من يوم الأحد 8/5/2011.

أما عن رأي المخرج المسرحي "هشام كفارنة" مدير المسر التجريبي، بالعمل الراقص، قال:« الرقص حاجة اجتماعية وفنية ودرامية يتطلبها المناخ الثقافي في سوريا راهناً، إلا أن جذوره تمتد إلى التاريخ القديم للمنطقة ابتداءً من الأساطير ومروراً بالرقصات الدينية وانتهاءً بما نشاهده اليوم من العروض الراقصة التي لاتخلو فعالية ثقافية أو رياضية منها، وقد تأسست فرق مسرحية تقدم عروضها على الخشبات أمام الجمهور، حتى أن المؤسسة الرسمية التي ترعى المسرح اهتمت بهذه العروض، وتبنت بعضاً منها، وأنتجت البعض الآخر لصالحها، وهي عروض تعبيرية، وحركية راقصة تعتمد بشكل أساسي على لغة الجسد ومهارة الراقص، وتأسس في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم للرقص التعبيري يقوم بدراسة الراقص تدريبه من أجل إنتاج عروض وإغنائها، أي أننا مقبلون على عروض راقصة في المستقبل القريب، إضافة إلى مشاركة القطاع الخاص في هذا النوع من المسرح التي تشكلت في الفترة الأخيرة «فرقة إنانا، وفرقة رماد، فرقة الكون...»‏‏ .

غمرتنا البهجة عندما رأينا "راما" تحلق بالفضاء المسرحي لتعبر عن انطلاق المرأة للأعلى وتحررها من خجلها وخوفها الذي لازمها منذ كون الكون

وأضاف:«استطاعت "راما الأحمر" في هذا العمل تقديم نماذج راقصة لممثلة وحيدة على المسرح عبر دمج متواصل بين إيقاع الحركة وطموحها للوصول إلى أعلى طاقات التعبير عن الذات الإنسانية حيث استفادت الفنانة "راما الأحمر" من لوحات الجمباز الأرضي في رسم توليفة غنية من السقطات والمراوحات الجسدية دامجةً فيها بين الرقص التعبيري الحديث والمعاصر» .

حالة التحرر

أما عن رأي الراقص التعبيري"عبد الرحمن خربطلي " بالعمل، قال:« استطاع العمل الخروج عن كليشيهات العروض الراقصة بإنتاج صيغة مونودراما راقصة لفتاة تصارع ظلالها وأشباحها وصورها بالاعتماد على ما يشبه الإيقاع الداخلي المركب من خلال عراكها مع أزيائها وذكرياتها خالصة إلى توظيف ردود فعل متراكمة عكست حالات نفسية معقدة في شخصية المرأة وأحلامها الأنثوية بغية الحصول على استقرارها الوجداني مع محيطها الاجتماعي».

أما الآنسة "علا ونوس" ورأيها بالعرض، قالت:« إن الرقص التعبيري "الكريوغرافيا" هو أحد الفنون التي يستطيع الإنسان من خلالها التواصل مع أخيه الإنسان من خلال لغة الحركة والجسد والإضاءة، ونستطيع من خلال الرقص المعاصر إعطاء الحرية للجسد في التعبير عن الأفكار مع مراعاة التنوع بين المدارس الفنية ، مع إدخال الثيمة الخاصة بالمجتمع المحلي وقضاياه المعاصرة، وهذا ما عبرت عنا الفنانة الراقص راما الأحمر" في عرضها الذي طرح قضية المرأة وخجلها الأنثوي، وبرأيي العمل يستحق الاحترام والمتابعة».

خجل المرأة

وعن رأي "هزار العلي"، فقد قالت:« غمرتنا البهجة عندما رأينا "راما" تحلق بالفضاء المسرحي لتعبر عن انطلاق المرأة للأعلى وتحررها من خجلها وخوفها الذي لازمها منذ كون الكون ».

واللقاء الأهم كان مع الراقصة "راما الأحمر" لتحدثنا عن العمل، حيث قالت:« يتناول العمل هواجس المرأة في التحرر والانعتاق من اجل كسر حاجز الخجل الأزلي واكتشاف الذات عبر رحلة طبيعية ولحظة تخبط بين الاستسلام لحالة الخجل أو التخلص منها ».

الانعتاق للروح

وعن التكنيك الذي استخدمته في العمل، أضافت "راما" قائلةً:« حاولت تقديم حلول إخراجية زاوجت فيها بين الضوء والجسد عبر لعبة الحركة على الخشبة، واعتمدت في صياغة تكوينات المشاهد بحيث قاربت بين مفهوم المسرح والجسد في آن واحد حيث لجأت إلى ردود أفعال حركية لامرأة مسجونة بين رغبتها في التحرر وبين عدم قدرتها على التعبير عن النفس التواقة إلى معانقة الحياة والعالم إذ وظفت لغة الجسد من تجاذبات حركية متناغمة على الخشبة».

والجدير بالذكر أن العمل من رؤية وإعداد ورقص وكيركراف "راما الأحمر"، بينما الإعداد الدرامي ل "إبراهيم صموئيل"، والتأليف الموسيقي ل "أثيل حمدان"، وتعاون فني "منصور نصر"، ديكور "مراد رشيد"، إضاءة "بسام حميدي"، مكياج "هناء برماوي"، مدير منصة "يوسف النوري"، تنفيذ موسيقى "شادي ريا"، ملابس "علي النوري"، اكسسوار "هيثم مهاوش"، ويستمر لمدة أربعة أيام، والدعوة عامة. ‏

يذكر أن الفنانة "راما الأحمر" هي بطلة "سورية" في الجمباز الإيقاعي لـ 4 سنوات متتالية، وراقصة في فرقة "رماد" من عام 2003، وشاركت في الكثير من العروض المسرحية كان من آخرها العرض المسرحي "كشف" برفقة الراقص المسرحي الراحل "لاوند هاجو". ‏