"موسيقا من البحر الكاريبي" كان عنوان الأمسية التي أقيمت في "دار الأسد" للفنون، حيث قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة الموسيقار "خوسيه مولينا" مع موسيقيين من جمهورية "الدومينيكان" مجموعة من المقطوعات الموسيقية.

موقع "eSyria" حضر الأمسية الموسيقية التي قدمت مجموعة من المقطوعات ، حيث افتتحت الأمسية بمقطوعة "يايا" للموسيقار "خوسيه أنطونيا مولينا"، وتنوعت المقطوعات التي وزعت بطريقة موسيقية كلاسيكية، منها "فانتازيا ميرينغ، الحركة الثالثة من كونشرتو لآلة الساكسفون آلتو، هي، حبيبتي، مأزق، بابا بوكو، قصب السكر البري" وكلها من توزيع "خوسيه أنتونيو مولينا".

لا حديث بحضور ودمج فرقتين عالميتين هنا في دار الأوبرا، فبمجرد الخوص في غمار تلك الموسيقا يتحلق المستمع مع أمواج تلك الموسيقا لينتشي الحياة مجدداً

وتنوعت الآلات المرافقة بين آلات الكمنجة والطبول التي رافقت الموسيقا الكلاسيكية والرعوية من التراث الدومينيكاني، خلال الحضو التقينا من الحضور السيدة "رهف معين" فقالت: «المميز بالأمسية مرافقة السيمفونية الوطنية السورية الشهيرة لفرقة عالمية بقيادة مايسترو عالمي له خبرة موسيقية هامة فيمجال الموسيقا الكلاسيكية، فهي من الحفلات التي تعطي النتلقي طابعاً موسيقياً خاصاً يرحل بك إلى أهم المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية التي شهرت في مرحلة معينة من المراحل الموسيقية العالمية».

من الفرقة

المايسترو "خوسيه مولينا" من الموسيقيين العالمين الذين قدموا نتاجاً موسيقياً عالمياً واسعاً، هنا يقول "هاني عبد المجيد" طالب في المعهد الموسيقي: «"خوسيه مولينا" قدم اليوم عبر انفعالاته الجسدية بقيادة الفرقة مقطوعات عالمية لها طابعها العالمي المميز، فقد قدمت الفرقة المدمجة بين سوريين وأجانب نموذجاً مهماً من الموسيقا الكلاسيكية والرعوية الخاصة، فحركات المايسترو خلقت جواً درامياً لذيذاً أمتعنا بتلك الموسيقا المحببة لدى المهتمين بمجال الموسيقا العالمية».

أما الأستاذ "جان أليكسان" من الضور فيقول عن رأيه بالأمسية: «"دار الأوبرا" من الصالات العالمية المميزة التي تجذب فرق عالمية لها مستواها الموسيقي الراقي والمعروف عالمياً، واليوم الحفلة امتعتنا لدرجة النشوة الموسيقية التي خلقت جواً إبداعياً بين استخدام الآلات الموسيقية العالمية ورفقة السيمفونية الوطنية لها، تلك السيمفونية التي دمجت كل قدراتها لتخلق للمتلقي السوري مقطوعات ذات روح عالمية تجذب الأذن الموسيقية المطلعة على تلك الموسيقا العالمية، أما وجود المايسترو "خوسيه مولينا" في قيادة الفرقة فهو من الفرص النادرة في الوطن العربي التي تجعل الالتقاء بين الفرقة والمتلقي خاصاً ومباشراً بشكل أرقى».

المايسترو مولينا

السيد "منير عبد الأحد" اكتفى بالقول: «لا حديث بحضور ودمج فرقتين عالميتين هنا في دار الأوبرا، فبمجرد الخوص في غمار تلك الموسيقا يتحلق المستمع مع أمواج تلك الموسيقا لينتشي الحياة مجدداً».

من الجدير بالذكر أن الفرقة "السيمفونية الوطنية السورية" تشكلت بدمشق كضرورة وطنية ثقافية وجاءت نتيجة طبيعية لإحداث المعهد العالي للموسيقا الذي بدأ بتزويدها بالكوادر منذ تأسيسها 1993 بتوجيه ورعاية القائد الخالد "حافظ الأسد"، ما تزال الفرقة السيمفونية جزءاً من المعهد العالي للموسيقا حيث خطا بهما الأستاذ "صلحي الوادي" خطوتهما الأولى والتي جعلت الأوركسترا تظهر ظهوراً لائقاً ومرموقاً في سورية وخارجها.

بمشاركة السيمفونية الوطنية السورية

وتتألف الفرقة السيمفونية الوطنية السورية من خريجي وأساتذة المعهد العالي للموسيقا، إضافة إلى بعض الخبراء الأجانب، مثّلت هذه الفرقة سورية في الكثير من المحافل والمهرجانات العربية والدولية واستطاعت أن تبرز وجه سورية الحضاري في كل من "لبنان، الأردن، العراق، الكويت، عمان، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الجزائر، تركيا، إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا"، والكثير من الدول الأوربية الأخرى.

كما أنه ولد "خوسيه أنطونيو مولينا" في "سان دومينغو" عام 1960، درس العزف على البيانو في المعهد الوطني العالي للموسيقا "الكونسرفاتوار"، في العشرين من العمر انتقل إلى "نيويورك" حيث حصل على إجازة وماجستير من مدرسة "مانهاتن" للموسيقا قبل أن يدرس الـتأليف الموسيقي وقيادة المجموعات الموسيقية في مدرسة "جوليارد" التي شكلت أسطورة في عالم الموسيقا، تلقى "خوسيه أنطونيو مولينا" جائزة جمهورية "الدومينيكان" الرفيعة المستوى التي يقدمها صاحب السيادة، وقد تمت تسميته كبروفسور فخري في جامعة "أوتونومس" بسان دومينغو، وفي العام 1996 منحته حكومة الدومينيكان لقب سفير ثقافي، في عام 2011 منح وسام الاستحقاق "دوارتيه، سانشيز وميلا" وهو عيارة عن صليب كبير من الفضة، كما أن طمولينا" مؤسس ورئيس "الفنانون الشباب اللاتينو- الأميركيون".