أقيم في مركز "أدهم اسماعيل" للفنون التشكيلية نشاط عبارة عن (معرض، ندوة، احتفال)، تحت عنوان "تحدثي أيتها الذاكرة" وذلك بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسه، وقد تحدث في الندوة عدد من الأساتذة التي كان لهم دور في المركز إن كان على مستوى التدريس فيه، أو على مستوى التعلم فيه والقيام بنشاطات في مرحلة البدايات، أما المعرض فقد تم فيه عرض صور قديمه للأساتذة والطلاب ونشاطاتهم داخل المركز وخارجه.

ثم أقيم الاحتفال بشكل بهيج جمع الفنانين والأساتذة والطلاب الشباب، حيث كان الحضور تعبيراً عن مسيرة المركز خلال نصف قرن من تجربته.

من المهم التواجد في هذه المناسبة التي تجمع عدد كبير من الفنانين، ومن أجيال مختلفة ولكن القاسم المشترك بينهم جميعاً، هو المركز الذي ضمهم طلاباً وأساتذة

موقع eSyria حضر النشاط وسجل جملة من الأحاديث حوله وكان أولها مع الفنان التشكيلي الأستاذ "نذير إسماعيل" الذي كان طالباً في المركز في فترة مبكرة، والذي قال: «هذا المركز مر عليه آلاف الناس، وكلهم استفادوا منه، ليس بالضرورة أن يتخرج فنانون فيه، لقد لعب دوراً هاماً في تعليم الفن في فترة مبكرة من الاهتمام بالفن التشكيلي في سورية، في الدول الأخرى هناك ثانوية فنية، مركز "أدهم إسماعيل" لعب هذا الدور هنا، لأن أكثر الشباب الصغار جاؤوا وتعلموا فيه وذهبوا إلى الكلية، وكانوا متميزين لأنهم تعلموا الأسس الفنية فيه، فقد درس في هذا المركز أهم الفنانين في سورية، وهذا لعب دوراً مهماً في إغناء الحركة التشكيلية السورية منذ البدايات، من تابع فيه بجد أصبح فناناً، بالنهاية لا يوجد مكان يخرّج فنانين، المكان موجود ليهدي الطلاب على الطريق ويجعلهم يفكرون بطريقة مناسبة، إن كان في مركز "أدهم إسماعيل" أو في كلية الفنون أو أي مكان في الدنيا».

عزيز إسماعيل

أما الآنسة "ريم الخطيب" رئيسة مركز "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية، فقد تحدثت: «بالنسبة للنشاط (المعرض والندوة والاحتفال)، مرتبط بالمشروع الذي نعمل عليه على مدار هذا العام بعنوان (تحدثي أيتها الذاكرة) هذا المشروع يعتمد على أن نعمل إضاءات على جوانب مختلفة من تاريخ المركز، والمهم في هذا المعرض أننا استطعنا البحث في أرشيفنا واكتشاف صور ووثائق قديمة من بدايات المركز، أي عندما كان اسمه "متحف توفيق طارق"، هذا معرض توثيقي حافل بالصور وطلبات الانتساب لفنانين مشهورين اليوم في سورية ومنهم من وصلت شهرته إلى الوطن العربي والعالم».

وتابعت: «الهدف الأساسي من المعرض هو فقط أن نعيش في التاريخ، هذا التاريخ مهم جداً، لذلك يهمني أن يرى الطالب في المركز أن الكثير من المهمين في الحياة بدؤوا وانطلقوا من هنا، المركز مثل البيت بعلاقاته مع الناس الذين يحبونه وتنتمي إليه بطريقة إيجابية، ويترك بذاكرة من مر عليه من الناس رصيداً طيباً. هذا جزء من الاحتفالية، والمرحلة الثانية أننا نريد إيصال هذه الصور والحديث الذي دار اليوم من خلال كتيب سنصدره، كوثيقة عن الحقبة الزمنية التي مرت عليها هذه المؤسسة الفنية».

د. حيدر يازجي

بدوره أضاف الفنان التشكيلي "عزيز إسماعيل" شقيق الفنان "أدهم إسماعيل" والذي يسمى المركز على اسمه: «من المهم التواجد في هذه المناسبة التي تجمع عدد كبير من الفنانين، ومن أجيال مختلفة ولكن القاسم المشترك بينهم جميعاً، هو المركز الذي ضمهم طلاباً وأساتذة».

أما الأستاذ الباحث "بشير زهدي" فقد قال: «تأسيس مركز فنون كان شيئاً هاماً جداً، كان الدكتور "عفيف بهنسي" مدير الفنون وكان الهدف هو نشر الثقافة الفنية، لأن الحركة الفنية كانت في بدايتها، وبالفعل تأسيس هذا المركز وكان عملية ناجحة جداً، وأنا كلفت بإلقاء محاضرات عن تاريخ الفن وعن علم الجمال، وكانت هذه المحاضرات في بداية تدريس تاريخ الفن وعلم الجمال في سورية، حيث كانت تدرس في مركز "أدهم إسماعيل" وفي كلية الفنون الجميلة».

ذاكرة نصف قرن طلاب وأساتذة

د. "حيدر يازجي"، رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين قال:

«المناسبة جميلة جداً، مناسبة مرور خمسين عاما على مركز الفنون التشكيلية المسمى "أدهم اسماعيل"، هذا المركز الذي أقامته وزارة الثقافة وأسسته منذ 50 عاماً، والذي يقدم الخدمات بكل معناها التدريسي والتدريبي للمواطنين، هذا المركز إبداعي، ليس بالضرورة أن يكون الطلاب في جامعة، هذا المركز يدرّب كل من يرغب ولديه هواية، يأتي إلى هنا ويأخذ المحاضرات النظرية والدروس العملية، التدريس شبه مجاني، بدورات مخططة ومنظمة حيث إن الطالب خلال سنتين يمر بكل أنواع الفنون سواء بمادة الرسم أو الحفر أو النحت، والألوان سواء بالفحم أو الزيتي أو المائي، سنتين من التهيئة الفنية، بالنسبة للدارسين يمكن أن تكون هذه السنتين تهيئة لمن يود الدخول إلى كلية الفنون الجميلة، ومنهم من يستمر في حياته دون أن يكون بهذا الشكل، ومنهم من تخرّج، وإذا أحصينا عدد المتخرجين نرى معظمهم خريجي مراكز الفنون التشكيلية سواء بدمشق أو في حلب، هذا أمر مهم جداً، أننا في سورية لدينا هذا التدريس مجاناً، والأهم أن الأساتذة المدرسين أكفاء على مستوى عال وخريجون ومعروفون».