"الحلم" هو الطريقة الوحيدة لرفض هذا الواقع وقد يكون لعبة إخوة متناقضين ينظرون إلى الحياة كلّ بمنظاره، أبناء يتمردون على القمع والاستبداد وعلى الضغوط النفسية والاجتماعية برأيهم من خلال لعبة حلم غير مضمونة النتائج للوصول إلى حياة يريدونها باختيارهم، كما تملي عليهم قناعاتهم وخياراتهم، مذنبون، ضحايا، لكن اللعب هو الحقيقة الوحيدة الساحرة للخروج من واقع لا يحتمل، كل ذلك من خلال مسرحية "ليلة القتلة" التي عرضت على مسرح "القباني".

موقع "eSyria" كان حاضراً لعرض "ليلة القتلة" في مسرح "القباني" والتقى "يامن علي سليمان" الذي جسد شخصية "بلال" في العرض، عن دوره قال: «"بلال" هو الأخ الكبير الذي يقود الثورة بطريقة دائرية وعبثية منذ البداية حتى النهاية وليس لديه أي أداة من أدوات التغير ولا يعرف كيف يغير، أهله لم يعطوه مفاتيح التغير، ونحن الشرقيين نعاني من هذه الحالة أكثر من المجتمعات الغربية وكل أب يريد من أبنه أن يكون مثله».

أجسد شخصية "هبا" الأخت الصغرى وهي تريد تغير الواقع التي تعيشه مع الأهل عن طريق الهروب منه من خلال لعبة التغير التي تلعبه مع إخوتها

"علا باشا" التي جسدت شخصية "صبا" عن دورها، قالت: «شخصية "صبا" التي ألعبها في هذا العرض هي تحاول إيقاف هذا التمرد العشوائي الذي يتشكل فجأة من الإخوة على الأهل وتحاول إيصال فكرة أن هذا التمرد يؤدي إلى دمار الطرفين الأهل والأبناء، وأن يتفهم الأبناء الأهل ونشرح لهم أوضاعنا، أحلامنا التي نحلم بها لكي يفهمونا وبهذه الطريقة وبلغة الحوار والوعي أكثر من الطرفين يستطيعون أن يصلوا لصيغة معينة إيجابية».

علا باشا

"ندى العبد الله" وعن دورها قالت: «أجسد شخصية "هبا" الأخت الصغرى وهي تريد تغير الواقع التي تعيشه مع الأهل عن طريق الهروب منه من خلال لعبة التغير التي تلعبه مع إخوتها».

وحدثنا مخرج العمل "مأمون الخطيب" عن مقولة العرض الضمنية حيث قال: «النص كوبي يتحدث عن صراع أجيال، الأخوة الثلاث يعيشون صراع مع الأهل بعاداتهم وتقاليدهم، منهم من يريد أن يقوم بثورة ومنهم من هو راضي بالواقع الذي يعيشه ومنهم من يهرب من هذا الواقع، وأنا أحببت أن أقول للجمهور إن الجميع يعتقد أنه على حق، الأهل يعتقدون أنهم على حق والأبناء يعتقدون أنهم على حق وإذا لم نستطيع أن نحقق الحلم فيكفينا الحلم بتحقيقه».

من العرض

وفيما يخص "سينوغرافيا" العرض وإلى أي مدى خدمة العرض، قال: «كان هناك تواصل بيني وبين "السينوغرافيا" بشكل يومي ودائم لكي تساعد العرض على إعطاء دلالات بحيث لا يكون هناك شيء مجاني لا لزوم له، والقصة ليست قصة ديكور وإنما نحن نخلق أجواء مع رموز معينة مثل "الطقم" الذي هو عبارة عن الأب والأم، و"الحبال" هي دلالات الربط الرابط ما بين الفراغات المسرحية ككل».

وبالنسبة للتعامل مع الممثل في تحليل الشخصية ومعالجة الخط الدرامي، قال: «كان هناك بحث عن الشخصيات و"كركترها" ودراسة كاملة لكل منها و أنشاء حالة ارتجال ضمن رؤية المخرج تم توظيفها درامياً مع الحدث الذي يجري هنا وهناك وبما يتناسب مع الجو المفترض والظرف المقترح، وعملن بصيغة علمية وتوصلنا إلى قرارات وحلول تم تثبتها».

مأمون الخطيب

والجدير بالذكر أن "ندى العبد الله" و"علا باشا" خريجتي المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2009 و"يامن سليمان" عام 2008 ولهم مشاركات عديدة في المسرح والتلفزيون والسينما، منها في المسرح "نهارات الغفلة، ست شخصيات تبحث عن مؤلف، نحن، المفتش العام، أحلام نجمة، ليلة القتلة، مهاجر بريسبان، ليالي الحصاد، إلى المترجم"، وفي التلفزيون "القعقاع، تخت شرقي، لعنة الطين، وادي السايح، العقاب، فنجان الدم، كليوباترا، ما ملكت إيمانكم، صبايا"، والسينما الفلم القصير "أنفلونزا، مرة أخرى, مقهى الموت"، أما المخرج "مأمون الخطيب" اختصاص دبلوم في الإخراج المسرحي 1994 من جامعة الثقافة "البيلاروسية" قسم المسرح، وقد أخرج للمسرح العسكري "الحب الكبير" وأشرف إخراجياً على مسرحية "صلاح الدين الأيوبي" وأخرج للمسرح القومي"زنوبيا، تلاميذ الخوف".