ضمن حميمية شعرية وعفوية واضحة ارتكزت على التنوع في المواضيع وطرق الإلقاء، أحيا الشعراء "سميح الشيخة" و"نايف قدور" و"عصام شعبان" أمسية شعرية في المركز الثقافي في "كفرسوسة" وذلك بتاريخ 28/11/2010.

حيث افتتح الشاعر "سميح الشيخة" هذه الأمسية بقصيدة تحمل عنوان "دمشق أمي"، لينتقل بعدها من الكل إلى الجزء حيث ألقى قصيدته الثانية بعنوان "كفرسوسة"، ليختم بقصيدة "لكي أنسى"، معتمداً على رزانة لغوية وإبداع متقن استطاع بلورته ضمن قالب شعري أجاد إلقاءه.

تعتبر المراكز الثقافية بالنسبة للشعراء المنبر والانطلاقة الأولى لأي شاعر فهي تنوب عن الإعلام المرئي

فريق eSyria التقى الشاعر "نايف قدور" والذي حدثنا عن القصائد التي ألقاها في الأمسية فقال: «شاركت بثلاث قصائد في أمسية اليوم تتناول مواضيع مختلفة ومتنوعة ولكل منها حكايتها وطقس كتابتها الخاص، فألقيت قصيدة بعنوان "كأس عينيك" والتي تحدثت فيها عن الأم، كما تطرقت إلى ضرورة الاهتمام بالمرأة في المجتمع».

سميح الشيخة

وتابع: «كما تحدثت عن البيئة في القصيدة الثانية التي ألقيتها متطرقاً إلى المرسوم التشريعي بمنع التدخين، مروراً إلى ضرورة الاهتمام بالياسمين الدمشقي ومكافحة التلوث الذي تتعرض له البيئة وذلك ضمن قالب شعري».

وأشار "قدور" إلى أهمية المراكز الثقافية في إحياء الحركة الشعرية التي تعتبر الغذاء الروحي للإنسان.

نايف قدور

وفي نفس السياق حدثنا الشاعر "عصام شعبان" حيث قال: «تعتبر المراكز الثقافية بالنسبة للشعراء المنبر والانطلاقة الأولى لأي شاعر فهي تنوب عن الإعلام المرئي».

وعن قصائده أضاف: «تناولت في قصائدي الغزل ولاسيما أن هذا النوع من الشعر يلقى آذاناً مصغية وإقبالاً أكثر لأنها أقرب إلى القلوب، ثم قدمت قصيدتي الثانية بعنوان "حطم قيودك" منتقلاً بذلك إلى الشعر القومي».

عصام شعبان

وعن "يا بنة العربي" القصيدة الثالثة لـ"شعبان" قال: «عالجت في هذه القصيدة مشكلة القراءة والثقافة بأسلوب لا يخلو من الفكاهة، مستنداً على النمط الشعري المعتمد في العصر العباسي، إضافة إلى القصيدة الأخيرة التي حملت عنوان "مذهبي في الشعر"».

كما أوضح لنا "شعبان" ضرورة أن يكون الشاعر موفقاً بإيصال فكرته إلى الجمهور بغض النظر عن القالب الشعري المعتمد سواء أكان من العصر القديم أو الجديد، كما أشار إلى أن استخدام العروض والقوافي في هذا العصر لا تشكل عائقاً أمام الشاعر، لكن يجب الاعتناء بنوعية الموضوع وطرائق الطرح، ولاسيما أن أغلب القصائد التي يحفظها الجمهور هي قصائد موزونة التي لا يمكن أن تتعارض مع الحداثة.

كما حدثنا "ابراهيم السعيد" أحد الحضور عن الأمسية حيث قال: «جميل أن نجد شعراء من أجيال مختلفة يعرضون نتاجهم الشعري من على منصة واحدة، وأكثر ما لفت انتباهي في أمسية اليوم قصيدة "يا بنة العربي" للشاعر الشاب "عصام شعبان"».

وقال هيثم الفارس: «رغم قلة عدد الحضور إلا أن الجو العام كان لطيفاً، وأنا من متباعي الأمسيات الشعرية وأتيت اليوم لأستمع لقصائد شاعر القلمون الذي أجده ملقياً بارعاً وشاعراً مبدع».

يذكر أن الشاعر "نايف قدور" من مواليد "قارة" عام 1938 والملقب بشاعر القلمون، وقد أخذ الشعر عن والده الشاعر الراحل محمد نايف قدور الذي كان يقول شعراً عامياً وشعراً فصيحاً ارتجالياً ينافس به الكثير من شعراء ذلك الوقت، وله شعر للأطفال إضافة إلى ديوانين الأول يحمل عنوان "فرحة الجلاء" والثاني بعنوان "المديح بين أحمد والمسيح، وخمسة دواوين أخرى قيد الطباعة من بينها ديوان يحوي قصائد وطنية عن حرب تشرين.

أما الشاعر "عصام شعبان" فهو من مواليد "القدموس" عام 1982، له مشاركات دائمة في المجلات الثقافية، أحيا العديد من الأمسيات الأدبية، له ديوان بعنوان "رسالة من دمشق" وقصائد أخرى لم تطبع.