افتتح مساء السبت 27/11/2010 على مسرح دار الأوبرا فعاليات مهرجان "دمشق المسرحي" الخامس عشر والذي تم بحضور عدد من الفنانين السوريين والعرب. حيث بدئ الحفل بكلمة وزير الثقافة الدكتور "رياض عصمت" الذي أعلن افتتاح المهرجان وشكر جميع الداعمين له مؤكداً دور المسرح في الإصلاح والبناء وطرح قضايا كبيرة فهو أبو الفنون يستطيع تحقيق التوازن بين الحداثة والأصالة.

بدوره مدير المسارح والموسيقا "عماد جلول" أكد أن هذا المهرجان لم يكن لولا دعم القائمين عليه وإيمانهم بأهمية المسرح ودوره الفعال في المجتمع والتأثير على الشعوب والتخاطب معهم.

أتمنى أن تبقى هذه التظاهرة الجميلة بهذا المهرجان لأنها فعلاً جميلة، ورائعة رؤية هذا التجمع الحضاري وإذا لم يجمعنا رأي جمعنا المسرح

ومن ثم كرّم المهرجان عددا من رواد المسرح السوري والعربي منهم الكاتب والمخرج المسرحي الإماراتي "اسماعيل عبد الله" والفنان" أيمن زيدان" والدكتور "سامح مهران" رئيس أكاديمية الفنون في "مصر"، الممثلة "فايزة شاويش"، المخرج والفنان "نضال سيجري"، الأستاذ "عبد الغني طارة" من "تونس" والفنانة "ندى الحمصي" من سورية، إضافة إلى تسليم درع تكريمي للفنان الراحل "ناجي جبر" تسلمه "مضر جبر".

من الحضور

كما شهد الافتتاح عرض "الإلياذة الكنعانية" لفرقة "أورنينا" للمسرح الراقص حيث تناول العرض نشأة "الأسطورة الكنعانية" على أرض كنعان ودخول اليهود وبدايات الفتح الإسلامي، كما تضمن بعض الأغاني الفلسطينية التراثية بصوت "شادي علي".

وعلى هامش الافتتاح كان لموقع "eSyria" وقفة مع بعض الفنانين السوريين منهم الفنان "فايز قزق" الذي قال عن المهرجان: «نحن سعيدون بالمهرجان لأنه عبارة عن نقل ثقافات الدول والتعرف عليها من خلال العروض المسرحية التي ستقدم، وغاية المهرجان هو جمع أكبر عدد ممكن من الجمهور في صالات المسرح أي الاجتماع ونحن بحاجة له وأرجو ألا يقتصر على "دمشق" ومناسبة واحدة وأن يكون دوماً في محافظات فيها عدد كبير من المتعطشين للمسرح ويسألون دائماً أين هو وأين الفرق المسرحية؟ والشيء المهم كيف نستطيع أن نطور هذا الاجتماع الحضاري، والمسرح هو هذا الكائن الحي الذي نأتيه بإرادتنا ونتمنى أن نجد فيه الجمال الراقي من خلال أسئلة محرجة في حياتنا تجسد الإجابة على خشبة المسرح بأرواحنا وعرقنا وعطائنا رغبةً في اكتشاف هذا الجمال فينا، وأنا منذ ثلاث سنوات لم أكن مشاركا في المهرجان كنت مجرد مشاهد أو تستطيع القول مراقب من بعيد لأسباب متعددة لا داعي لأذكرها الآن لأنه يوجد شيء جديد يجب أن يبدأ وجمهور شاب أتى من الجامعات بكثافة وهذا الشيء الجميل الذي يبقيني دائماً متفائلا وأعتقد أن المسائل يجب أن تدرس من زاوية جر أكبر عدد ممكن من الناس إلى المسرح والبدء بدراسة مسرح المحافظات ومؤسسة المسرح الجامعي وإعادة المهرجان الخاص بها والعودة إلى المسارح العمالية الحقيقة وتنشيط مسارح المنظمات الشعبية واستدراج الشباب المثابرين سواء من المعهد العالي للفنون المسرحية أو غير المحترفين وبرأيي كل شيء جديد ومهم وخلاق يجب أن يكون ضمن هذا المهرجان».

مهرجان دمشق المسرحي

وأيضاً الفنان "مصطفى الخاني" قال عن المهرجان: «بالطبع هو مهرجان "بلدنا" مهرجان "دمشق" ومن المفترض كفنانين أن ندعم أي مهرجان سواء أكان مسرحيا أم سينمائيا من خلال تواجدنا فيه ونحن بالنهاية خريجو المعهد العالي للفنون المسرحية ومن الطبيعي أن نكون هنا، وخلال العام القادم هناك عمل مسرحي نتمنى أن نتوفق بالظروف والأوقات لنكمل هذا المشروع، وآخر عمل مسرحي لي مسرحية "الدونكيشوت" من أخراج الأستاذ "مانويل جيجي" المكرم في هذا المهرجان ولعبت دور "دونكيشوت" وآخر مرة عرضت فيه المسرحية في مهرجان "الجزائر"».

أما الفنان "عمر حجو" فقال عن المهرجان: «المهرجان ضرورة من ضرورات المسرح والحياة، يجب أن يكون فيه ديمومة وليس فقط من سنة لأخرى، هناك مشروع بحلب اسمه "المسرح الدائم" وهو إعادة عرض عدة مسرحيات قديمة مثل مسرحية "المهرج" للكاتب "محمد الماغوط" ومسرحية "مقام ابراهيم وصفية" للكاتب "وليد إخلاصي" ومسرحية "كاسك يا وطن" وأيضاً تفعيل مسرح "الشو" وهي خطوة لإعادة ثقة الناس بالمسرح».

الفن برؤية خاصة

الفنان "تيسير ادريس" قال عن العروض المشاركة في المهرجان: «حسب معلوماتي هي عروض جيدة ومهمة وفيها مراقبة، والأهم هو هذا العرس الذي نحتاجه دائماً والذي انقطع عنّا فترة طويلة، والمعروف أن "مهرجان دمشق المسرحي" من أعرق المهرجانات بالوطن العربي وأهميته تأتي من أنه لا يوزع جوائز».

الفنانة "نادين خوري" قالت أيضاً عن المهرجان: «أي مهرجان وأي فعالية تقام على أرض سورية لابد أن يكون لا نتائج إيجابية وجميلة لهذا التلاقي الإبداعي والفني، إن كان مسرحيا أو سينمائيا أو تلفزيونيا والمسرح في سورية تقريباً في حالة انحصار وبحاجة لإعادة تنشيطه من خلال الحركة المسرحية وهذه الفعاليات تساعد على تنشيط المسرح وتساعد على تقديم أفكار جديدة تقدم على خشبة المسرح ومجرد اللقاء بهذا المهرجان هو نتيجة إيجابية للارتقاء بالفكر والأعمال والتكريم الذي يتم في هذا المهرجان هو بمثابة كلمة شكر للممثل الذي له بصمات واضحة على خشبة المسرح وهو شيء إيجابي وتحفيز وشكر له على ما قدمه وما سيقدمه لاحقاً».

الإعلامية "عزه الشرع" من وجهة نظرها المهرجان «عريق رغم توقفه لسنوات بسيطة وهو مهرجان مسرحي عريق ومن أعرق المهرجانات المسرحية بالمنطقة العربية ونحن نملك من الكوادر الفنية من ممثل ومخرج وسينوغرافيا وهناك طاقات أبداعية تحفزنا جمعياً وتحفز أصحاب هذا المهرجان لإقامة مثل هذه المناسبات على الأقل لنطلع على أعمال الآخرين من خلال هذا المهرجان».

مدير فرقة "إنانا" "جهاد مفلح" كان سعيداً بهذه التظاهرة حيث قال: «أتمنى أن تبقى هذه التظاهرة الجميلة بهذا المهرجان لأنها فعلاً جميلة، ورائعة رؤية هذا التجمع الحضاري وإذا لم يجمعنا رأي جمعنا المسرح».