تقام في مخيم "خان الشيح" ورشة رسوم على الجدران ضمن مبادرة يقوم بها مجموعة من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في مخيم "خان الشيح" وتشاركهم مجموعة أخرى من "مخيم اليرموك"، كما كان للأطفال النصيب المهم من هذا النشاط.

موقع eSyria زار شارع المدارس في "خان الشيح" في 7/11/2010 ورصد ما يدور وكانت البداية مع أحد الجيران السيد "سعيد خنيفس- أبو عبد الله" والذي عبر عن سعادته بهذا النشاط بالقول: «إن ما يقوم به الشباب والأطفال لهو جميل جداً من حيث الشكل العام، أما على مستوى المواضيع فقد أحسسنا بالرؤية الفلسطينية من خلال اللوحات وكيف عانينا في هجرتنا، الرسومات كلها معبرة عن الواقع الفلسطيني، هذا الأمر يضعنا أمام مسؤولية أن نحاول الاستيقاظ من نوم وسبات عميق، فنحن أمة لها تاريخها وحضارتها، وتفاعل الأطفال مع الفنانين بشكل جيد، وأعطوا حريتهم في التعبير، فالأطفال تخرج منهم الحقيقة ويطبعونها لأنها تعيش في أذهانهم، الشارع أصبح أجمل بكثيرة، فالنظافة حضارة وما بالك إذا اقترنت بالفن؟! الشارع كله أصبح يوحي كأننا نعيش في معرض حقيقي».

سمعنا بالمشروع وشاركنا به، كانت هناك رسومات لفنانين، أخذناها ورسمناها على الجدران، أحياناً يساعدنا أحد الفنانين الكبار في تحديد الخطوط العامة للشكل وكنا نتمم الرسم

أما السيد "محمود عجاج" وهو من القاطنين في ذات الشارع يضيف: «هذه الورشة قامت بعمل ممتاز، غيرت وجه الشارع كله نحو الأفضل، وحسنته بشكل ممتاز، وثانياً أطفالنا قاموا بجهد كبير، وكذلك الشباب أيضاً، من تنظيف الجدران من الكتابات العشوائية التي كانت موجودة عليها، بالإضافة للإشراف على عملية الرسم، ورشة عمل الأطفال كانت أكثر من 40 طفلاً ورسومهم موجودة. والشباب الكبار بذلوا جهداً في الحر والبرد، وأضافوا الجمال إلى المدارس والمنطقة كلها، الموضوعات ممتازة، مفتاح حق العودة أخذ جهداً كبيراً، بالإضافة لعلم فلسطين، الرسومات معبرة جداً».

جانب من الشارع والعمل مستمر

الفنان الشاب "رام سلام" تحدث عن مشاركته: «أنا لدي عملان حالياً، واحد يتكلم عن اللجوء وكيفية خروج أهلي من فلسطين وهو يصور مسيرتهم تحت الشمس، وفوقهم الضغوط هائلة، ومثلته بالمساحات الحمراء، اللوحة الثانية فيها نساء يتطلعن إلى الشمس، وأنا تكلمت عن النساء جميعاً وعن أملي بهم، وليست نساء فلسطين فقط بل كل نساء العالم من حولنا، أحس بأنهن مكان البذرة التي ستعيدنا إلى فلسطين، وسينجبن شباباً قادرين على تحقيق حلم العودة والتحرير، فهن بأملهن يتطلعن إلى الشمس وأنا أتأمل بالعودة».

الطفلة "ورد ناصر الداية" تحدثت: «أنا ساعدت أختي في رسم بعض اللوحات فقط، لأنها كانت دائماً ترسم وتحب الرسم فأنا أحببت مساعدتها من أجل أن نعطي طابعاً جميلاً لشوارعنا، فهي أحلى هكذا من أن تكون غير مرسومة وملونة».

مشاركة الأطفال

وأجابت عن عدم رسمها عملاً يخصها بالقول: «لأني لا أعرف الرسم زيادة، ولا أعرف الرسم مثل أختي. أنا مسرورة جداً بهذا النشاط، وأشعر بأنه يجب على كل الأطفال أن يحضروا ويرسموا، لم يكن الكبار وحدهم يرسمون، ففي أيام الجمعة والسبت الأطفال رسموا في الشوارع أيضاً واستمتعوا بالرسم كثيراً».

أما الطفلة "سعاد الداية" وهي من الأطفال المشاركين بشكل رسمي في الرسم على الجدران فتضيف على حديث شقيقتها الصغرى: «سمعنا بالمشروع وشاركنا به، كانت هناك رسومات لفنانين، أخذناها ورسمناها على الجدران، أحياناً يساعدنا أحد الفنانين الكبار في تحديد الخطوط العامة للشكل وكنا نتمم الرسم».

رسمن التراث

وعن الصعوبات التي واجهتها في العمل، تابعت حديثها: «الرسم في البيت أريح من الرسم في الشارع، بسبب الخجل من الرسم في الشارع والمارة يشاهدونك وتتعرض للملاحظات والتعليقات، ولكن فيما بعد تعودنا، بعد أن كنا مترددين في البداية، الكثير من البنات والشباب خرجوا ورسموا، ورفيقاتي أتوا ورسموا أيضاً وساعدونا، أنا رسمت مربعات فيها رموز فلسطينية "القمح، البرتقال، التطريز الفلسطيني، خارطة فلسطين، والعصفور، وأبعاد العمل 350×270سم، وكنت أستخدم "السيبة" للصعود ورسم الأماكن العالية في اللوحة».

بدوره تحدث الفنان "فادي عبد الهادي" أستاذ مدرسة ومتطوع في النشاط: «طرحت مواضيع عن حق العودة، النكبة، حقوق الطفل، والبيئة، أنا عملت لوحتين عن حق العودة والأمومة والأطفال، وساعدت بعض الأطفال في تحديد الخطوط العامة لبعض اللوحات المعروفة لفنانين، وهم بدورهم قاموا بنسخها».

أما الفنان "عطا محمد" أحد المشرفين على الورشة، فيقول عن مشاركته: «وأما عملي فقد تحدث عن اللجوء الفلسطيني في الـ48، وكيفية خروج أهلنا من فلسطين، فقد صورت هذه الحالة على جدار مساحته 12 متراً مربعاً، وعبرت عنه من خلال عائلة تحمل متاعها وتسير نحو المجهول».

أما السيد "رامي أبو الهيجاء" الذي يعمل في مركز دعم الشباب التابع لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في "خان الشيح" ومن المشرفين المباشرين على المشروع فيقول: «النشاط اسمه "ملتقى الرسم الجداري" هذه الفكرة كانت موجودة لدى أكثر من جهة في المخيم، كان هناك عدة عوائق في تنفيذها وأهمها العائق المادي الموافقات الرسمية، لكن بعد افتتاح المركز والذي يهدف إلى تنفيذ مبادرات الشباب وتطوير مهاراتهم، أحد الشباب ذكرنا أن هناك مبادرة فعملنا خطوة بخطوة لتحقيقها، نسقنا مع الفنانين التشكيليين "عطا محمد" و"عماد رشدان" وجهزوا لنا قائمة بالفنانين المشاركين، بدأنا نبحث عن الدعم المطلوب، خاطبنا وراسلنا عدة شركات، فجاء الرد الإيجابي من شركة "البزرة" للدهانات وقدمت لنا كل المواد اللازمة».

والجدير بالذكر أن عمليات الرسم تركزت في جانبي شارع المدارس وبعض تفريعاته الممتد بحوالي 250 متراً طولاً وبمعدل وسطي للارتفاع 275 سم.