"جينا الدار، جنّات ع مدّ النظر، الله معك يا بيت صامد، وهالأرض إلي عليها ربينا" كلها كانت مقطوعات فنية وغنائية غنّتها "جوقة الفرح" احتفالاً وتكريماً للفنان اللبناني "وديع الصافي" الصديق الذي ارتبط روحياً بهذه الجوقة منذ عشرات الأعوام.

موقع "eSyria" بتاريخ 27/10/2010 حضر حفل التكريم الذي أقامته "جوقة الفرح" في دار الأسد للثقافة والفنون تكريماً للفنان "وديع الصافي" لدخوله عامه التسعين، هذه الحفلة التي امتازت بتقديم أغاني فلكلورية واسكيتشات فنية من تقديم فرقة "سمة".

ماذا عساني أقول في فنانٍ أتاح لجوقة الفرح أن تسكن قلوب العرب وأن تسلك دروب العالم حتى "واشنطن"

«ماذا عساني أقول في فنانٍ أتاح لجوقة الفرح أن تسكن قلوب العرب وأن تسلك دروب العالم حتى "واشنطن"»، بهذه الكلمات يقدم الأب "إلياس زحلاوي" تكريم "وديع الصافي" في حفلة التكريم، حيث ابتدات الحفلة بموال "عالبال ياعصفورة النهرين" التي قدمها الفنان "الصافي" ومن ثم أعلن عن الاحتفال بدخوله التسعين من عمره من خلال إطلاق البالونات الملونة التي تطايرت في فضاء الدار.

من الحفل

من الجمهور التقينا السيد "أحمد الأحمد" ليقول: «"وديع الصافي" من الفنانين العرب العمالقة الذين مزجوا الفن بالإبداع، كما أن "جوقة الفرح" لها ذكريات قديمة مع هذا الفنان الذي وهب كل طاقاته لإنجاح الجوقة وتطورها، أما التكريم فهو خطوة نحو تحفيز الجمهور الفني للاهتمام بالقامات الفنية وتكريمهم».

اسكيتشات فنية رافقت أصوات الجوقة التي وزّعت بطريقة محترفة، حيث كان لكل عضو في الجوقة نصيب أن يشارك "وديع الصافي" صوته وحنجرته التي رحبت بالحضور وباحتفال سورية به، هنا تقول "مي أرناؤوط" من الحضور: «"التكريم دائماً يكون للعمالقة والكبار، وتكريم "وديع الصافي" في حفلة تحت عنوان "فرح الصافي" أكبر دليل على اهتمام الجوقة بالقامات الفنية العملاقة التي لها دور في تطوير الموسيقا العربية وترقّيها، كما أن المشاهد الفنية التي رافقت الغناء كانت لها أهمية في إعطاء الحفل طابعاً تراثياً ثقافياً هاماً، فاندماج هذا الفن اللبناني- السوري تحت فضاء واحدة تحفيز كبير لتعميق العلاقات الفنية والثقافية وتبادلها».

بمشاركة المولوية

اسكيتش "رجعت الصيادي" كان من تقديم وأداء المايسترو "حبيب سليمان"، هذا المشهد الذي رجّع الجمهور بذاكرته إلى البحر والصيادة، عن المشهد تقول رونا أريج" من الحضور: «اسكيتش "رجعت الصيادي" رحل بنا إلى عالم البحر المملوء بالمفاجآت والقصص الجميلة، تلك الذكريات التي لها ارتباط شديد بذاكرة ساكني مناطق البحر والصيادة، فالمشهد كان في قمة الاحترافية في الآداء والتشكيل».

"الأب إلياس زحلاوي" مؤسس "جوقة الفرح" انبرى إلى المسرح ليكرم الفنان "وديع الصافي" ويقدم له درعاً كتب عليه "الفرح الصافي"، وفي كلمته قال: «كان حلماً أن التقي الفنان "وديع الصافي" إلى أن جاءتني فرصة على طبق من ذهب بعد أن اجتمعت به وهو يرتل في كنيسة "سيدة الصوفانية" بدمشق بطريقة فريدة خارج أنماط الموسيقا الكنسية المعروفة فعرضت عليه أن أنتقي نصوصاً يقوم هو بتلحينها لتكون جسداً بين أبناء الوطن العربي كله وهذا ما حصل».

وديع الصافي

مجموعة من الأداءات الفردية التي قدمت في الحفل منها، "أنطوان الصافي" في أغنية "لبنان يا قطعة سما"، موال "ما زال القلب عم يضرب ما ساكن"، و"ساري خلاف" في اسكتش "عالهدا"، "جورج حداد" في المزامير وموال "ولو" "حبيب سليمان"، فضلاً عن الأداء المتميز للطفل "فادي الذيب" في أغنية "ها الأرض اللي عليها ربينا" والتي رحب بها الجمهور أحر ترحيب، "ميشيل بربارة"، و"طوني الشامي" في وصلة على مقام البيات لأغنيات "ع اللوما، بالساحة تلاقينا، حبيبي ونور عينيي".

كما أن الفرقة كانت مؤلفة عدة موسيقيين، عازفي الكمان "مروان أبو جهجاه وآندريه معلولي، شادي العلي، ربيع عازر"، وعلى التشيلو "صلاح نامق"، كونترباص "جهاد سكر"، ناي "أمجد جرماني"، قانون "عماد ملقي"، عود "جوزيف مصلح"، غيتار "أيمن بيطار"، كيبورد "فادي خنشت"، وعلى الإيقاع كل من "سيمون مريش، راغب جبيل، طوني الأمير وباسم بطبوطة".

من الجدير بالذكر أن "جوقة الفرح" تأسست عام 1977 على يد الأب "الياس زحلاوي" وتضم قرابة 500 منشد تتراوح أعمارهم بين 7/70 عاماً وهي مقسمة إلى خمس جوقات حسب الأعمار لكل مجموعة لونها الخاص وتوجهها الإنساني الذي يعايش القضايا التي تعيشها الفئات العمرية التي تمثلها كل جوقة وتقدم الجوقة أمسيات غنائية فيها الهم الوطني والإنساني والتراثي في قالب متجدد من الأداء المتقن كلمة ولحناً.