قدم "فضاء التصميم الحر" بدمشق في غاليري "تجليات" ملتقى "بيتشا كوتشا" الإبداعي الثالث لهذا العام تحت عنوان "تلترباع"، حيث أصبح هذا الملتقى محطة ثابتة في المشهد الثقافي الإبداعي للمدينة حضره ما يقارب 400 شخص في المرات السابقة، ما يعني اهتمام الملتقى بما يعرض والرغبة في سبر آفاق إبداعية جديدة على الحراك الثقافي المحلي. ذلك وفق ما حدثنا عنه المعنيون بالملتقى.

موقع "eSyria" بتاريخ 7/10/2010 حضر الدورة الثالثة من الملتقى في غاليري "تجليات" وهناك ومن المشاركين التقينا الدكتور "وسيم القطب" الذي قدم تجربة خاصة به، عن ذلك يقول: «"بيتشا كوتشا" كملتقى يضم كل المبدعين الشباب في مختلف المجالات، حيث يشكل فرصة لهم بأن يعبّروا للناس عن أعمالهم ومشاريعهم التي تحتاج للرعاية والدعم، هي خطوة جميلة لعرضها ومشاركتها من قبل الشباب السوريين، وتأتي مشاركتي اليوم بموضوع المعالجة بالموسيقا خطوة لتعزيز هذه التجربة المميزة، حيث أعرض اليوم تجربتي في موضوع المعالجة بالموسيقا مع مرافقة أمثلة مصورة لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين خضعوا للمعالجة ونجحوا في ذلك، حيث يدخل العلاج بالموسيقا في تعديل السلوك، الطب نفسي، الطب، التربية الخاصة وعلم النفس الموسيقي».

"بيتشا كوتشا" يعرض للجمهور السوري دورته الثالثة بمشاركة شباب سوريين مبدعين من مجالات مختلفة، حيث وصل عدد المشاركين في الدورة الثالثة إلى تسعة شباب وشابات

يتابع "القطب": «أما الغناء فهو أحد الطرق للتواصل مع الأطفال، فهو يشجعهم على التواصل، والغناء كما الكلام يحتاج لتنسيق كبير بين العديد من عضلات الوجه وهذا يتطلب أن يكون الطفل بعمر السنة لينطق ببعض الكلمات وبعمر السنتين حتى يركب جملة كاملة، وهي طريقة لتعليم الأطفال التواصل قبل قدراتهم على الكلام، فيظن أن هذه الطريقة تجعل الطفل كسولاً وتقلل من رغبته في الكلام لكن الأبحاث أظهرت أن الأهالي الذين يستخدمون هذه الطريقة للتواصل تطورت قدرة كلام أطفالهم بشكل سريع ومدهش كما كانت قدرة الأطفال على الحفظ ممتازة».

الدكتور وسيم القطب

تعددت المشاركات من قِبل الشباب السوريين، لكن المصور "هشام زعويط" كان المشارك الأكبر من بينهم، عن مشاركته يقول: «اليوم أعرض تجربتي في التصوير بشكل عام، وبشكل خاص أعرض تجربتي في مشروع الوكالة السورية للصورة مشروعي المحتضن ضمن "روافد"، حيث هذا المشروع له نتائج وأهداف قريبة وبعيدة، وكالة الصورة مشابهة لكل وكالات الصور العالمية مع فارق بسيط، فالوكالات العالمية تعمل بشكل أساسي على الصورة الأساسية، ونحن هنا صورتنا لا ترتبط بالصورة الصحفية فقط، بل هي الصورة المرتبطة بسورية بشكل عام من الناحية الثقافية الاجتماعية الاقتصادية، والغاية منها أن نعرض وجهة نظرنا كسوريين لبلدنا كما نحس».

الفن، الطب، الموسيقا، وأشكال متعددة من المشاريع الإبداعية عرضت في "بيتشا كوتشا" لهذا العام، من بينهم المشاريع المشاركة مشروع باسم "ما هي الذاكرة" للإعلامي والكاتب "عبد الله الكفري"، عن فكرة المشروع يقول: «بعيداً عن مقاييس الحقيقة والصدق والأمانة العلمية، يوصف الكاتب بانفعاله ووجدانه ومشاعره، فالذاكرة مزيج من الألم والشقاء والفرح والسخرية، كلها مجتمعة وإذا فقدت إحداها فقدت القدرة على الحياة، أما محاربة الذاكرة في الحياة فهي تطرح كيف نحد من سطوتها ونوقف فعلها التدميري في وعينا المحاصر، كيف ننجو من ألاعيبها ومكرها؟ وهي تقف أمامنا مشهرة قوتها على مستقبلنا وكيف نقوض سلطتها ونفلت من هجومها على حاضرنا؟ يكمن الجواب عن ذلك من خلال الوهم، النسيان، بين الكتابة المسرحية والذاكرة والتكثيف».

يتابع "الكفري": «أما محاربة الذاكرة بالكتابة المسرحية، يكون حيث نصنع مسرح الذاكرة، بالكتابة عمن يتذكر، بالنظر إلى غضبه وفرحه، إلى فتاة تنتظر شاباً أحبته قبل أن ترحل عن الوطن، عن زوجة تعيش في إحدى العشوائيات وتحاول أن تحمي أولادها من خطر الصدفة. عن رجل أحيل إلى التقاعد وعليه أن يبدأ رحلة البحث عن لقمة العيش مجدداً، عن كهل تقوس إلى عكازه التي أصبحت قدرته الوحيدة على الحركة والتنقل».

"وائل أبو عيّاش" نحات ومصمم ديكور في التلفزيون السوري تحدث عن المشاكل التي تعيقهم في تصميم الديكور والاكسسوارات، عنها يقول: «فكرتي تدور حول مجموعة أعمال متنوعة داخل الاستديو وخارجه، وكيف يتم تنفيذ الديكور وتصميمه، إضافة إلى التنقل بين أنواع مشاكل الديكور الحديث والقديم والتنقل بينهما، كلها أفكار أطرحها في مشروع "بيتشا كوتشا" لأبحث عن الأذن المصغية التي تشجع هذه المشاريع».

"سامر يماني" المشرف على مشروع "بيتشا كوتشا" في سورية يحدثنا عن المشاركين، فيقول: «"بيتشا كوتشا" يعرض للجمهور السوري دورته الثالثة بمشاركة شباب سوريين مبدعين من مجالات مختلفة، حيث وصل عدد المشاركين في الدورة الثالثة إلى تسعة شباب وشابات».