أنغام شرقية عربية زيّنت " قصر العظم" بدمشق، حيث عانقت الموسيقا عراقة تلك الأبنية الدمشقية، ذلك خلال حفلة موسيقية سورية- مصرية مشتركة بعنوان "موسيقا من بلادي".

موقع "eSyria" بتاريخ 29/9/2010 حضر الحفلة الموسيقية الفنية التي أقامتها مؤسسة "لقاء" للثقافة والفنون العربية بـ"قصر العظم"، حيث أحيت الحفل المغنية السورية "شمس إسماعيل" التي قدمت أغاني سورية لها مداها الفني والتراثي.

اللقاء بين فرقة "آنا مصري" وفرقة "شمس إسماعيل" هو عمل جماعي بامتياز، وهذا المزج بين أكثر من لون أصبح منتشراً في الوطن العربي، فمن خلال هذا النوع من الحفلات نتعرف على النتاج الثقافي لكل بلد

بدورها قدمت فرقة "أنا مصري" من "مصر" مجموعة من الأغاني المصرية ذات العلاقة المباشرة بروح الشباب المصري، حيث كان نمط الأغاني المصرية موجهة إلى الداخل المصري، من خلال إزالة الفروق بين الطوائف والمذاهب المختلفة بطريقة الإنشاد الديني والموسيقا المصرية الخاصة.

أنا مصري

خلال جولتنا بين الجمهور الذي ملأ ساحة القصر بحضوره التقينا بالفنان العراقي "سعدون جابر" ليحدثنا عن نمط الموسيقا والأغاني المصرية التي قدمتها الفرقة المصرية قائلاً: «"أنا مصري" الفرقة المصرية الشابة على الرغم من صغرها كانت رائعة في تقديمها للأغاني ذات العلاقة المباشرة بالواقع العربي والمصري، حيث قدّمت الفرقة أغاني جميلة تتضمن أهمية التوحد بين الدول العربية والطوائف المسيحية والمسلمة، أما روح الأغاني فكانت أقرب إلى الروح العراقية نتيجة الاختلاط بهم وتواجد عازف قانون ضمن الفرقة».

أنغام مصرية وأخرى سورية انتشرت شذاها بين زوايا القصر تخاطب الروح والإنسان، فرغم أن الحفلة استمرت لأكثر من ثلاث ساعات إلى أن الجمهور كان محافظاً على صمته وحضوره، من الجمهور التقينا بالشابة "مي أرناؤوط" لتقول: «الحفلة هي من اللقاءات المهمة بين الفرق العربية، هذه الفرق التي لكل منها نوع خاص ينبع من حضارة المنطقة وعلاقة الموسيقا ببعضها البعض، مشاركة الفرقة المصرية كانت مختلفة ومميزة، وذلك لعدم اطلاعنا على الموسيقا والأغاني المصرية كثيراً، أما المغنية السورية "شمس إسماعيل" فقد وفّقت ببعض الأغاني ذات الطابع التراثي المتعلق بالمنطقة، بالرغم من أن أغنية "سليمى" كانت تحتاج إلى حنجرة أقوى لتلاوتها وتقديمها للجمهور السوري الذواق».

من الحضور

"نغم حسن" المسؤولة الإعلامية في مؤسسة "لقاء" تقول: «أهمية هذا اللقاء بالنسبة للمؤسسة تأتي من أنه أول حدث لنا، فالفكرة منها الحوار بين جيلين من خلال جلب فرق سورية وأخرى عربية ليقدموا نتاجهم الموسيقي والفني تحت عنوان "موسيقا من بلادي"، أما سبب اختيار المغنية "شمس" لهذه الحفلة فلأنها تملك طابعاً سورياً خاصاً وتغني للتراث، كذلك الأمر بالنسبة لفرقة "آنا مصري"، فهم عبارة عن مجموعة من الشباب يقومون بالتلحين والكتابة لفرقتهم، فهذه الحفلة هي الأولى لهم في سورية يحاولون من خلالها أن يوصلوا رسالتهم إلى الشعب العربي عن طريق الحوار بين جيلين والتمازج بين الطوائف المسيحية والمسلمة، والفكرة من المشروع المسمى بـ"موسيقا من بلادي" هو الحوار بين المشرق العربي والمغرب العربي».

أما "شمس إسماعيل" فتقول عن مشاركتها بهذا اللقاء: «إن خلق الحوار الفني والموسيقي بين الفرق الموسيقية لها أهمية كبيرة في دعم الموسيقيين الشباب لتقديم إبداعهم الموسيقي على المسارح الفنية، فالمؤسسة الراعية اسمها "لقاء" ويتواجد فيها تبادل بين الدول العربية وخاصة الفرق الشابة، ومن خلال هذا المشروع الثقافي الكبير نقدم أول خطوة من خطواتها التي ستكمل بالندوات والمحاضرات الثقافية المختلفة، كما أن لهذه الحفلة أهميتها من خلال اللقاء بفرقة مصرية شابة بذلوا كل جهدهم لتأليف أغاني خاصة بهم من تلحينهم وتوزيعهم، ومشاركتي هي من خلال تقديم عدة أغاني من الفلكلورالسوري، وإضافة لمقطوعات لـ"الرحابنة، فيروز، اسمهان، زكي ناصيف، السيد درويش"».

"فراس حسن" موسيقي سوري يقول: «اللقاء بين فرقة "آنا مصري" وفرقة "شمس إسماعيل" هو عمل جماعي بامتياز، وهذا المزج بين أكثر من لون أصبح منتشراً في الوطن العربي، فمن خلال هذا النوع من الحفلات نتعرف على النتاج الثقافي لكل بلد».

الجدير بالذكر أنّ فرقة "أنا مصري" أسسها الفنان "إيهاب عبده" عام 2007، وتقدم الإنشاد الديني، الترانيم والأغاني المعاصرة، وكل أعمال الفرقة من تأليف أعضائها وألحانهم، وقد قدمت عدة حفلات مميزة في "مصر"، أما المغنية "شمس إسماعيل" فتؤدي أغاني للفنانين "فيروز، أم كلثوم، ليلى مر اد، سيد درويش"، وتهتم بالتراث الغنائي والموسيقي العربي، وقد قدمت عدة حفلات ضمن سياق مهرجانات ومناسبات هامة في سورية.

أما مؤسسة "لقاء" فهي مؤسسة ثقافية خاصة تعمل على المشاركة في تفعيل دور الثقافة داخل المجتمع من خلال إقامة الفعاليات والأنشطة التي لها علاقة باهتمامات الأفراد وتصوراتهم وتشجيعهم ليكونوا شركاء في عملية إنتاجها.