من "دمشق" إلى "رام الله" سماء واحدة لا يمكن للحدود فصلها ولا للقيود أن تحرمهم من لقاء الفنانة "لينا شاماميان"، جمهور كبير من كلا المدينتين حضر الحفل الحدث بنفس الوقت وذات الإحساس والتفاعل، شعب "رام الله" عبر الأقمار الصناعية، والشعب السوري والعديد من الإخوة الفلسطينيين جاؤوا لقلعة دمشق، ليرووا عطشهم للأغنية الأصيلة والتراثية.

بدأت "شماميان" الحفل بأغنية "زهرة المدائن" فكانت بمثابة صرخة أثمرت جسراً امتد من قلب سورية إلى مدينة "رام الله" في فلسطين المحتلة، وأتبعتها بـ"دعوني أجود" و"لما بدا يتثنى" و"يا محلا الفسحة" و"حول يا غنام" وأغنية أرمنية و"يما لالا" و"شآم" ومن التراث الفلسطيني "يما مويل الهوى" وغيرها من الأغاني.

كانت "لينا" مذهلة وهي تملك خامة صوت رائعة ونمطاً غنائياً مميزاً وأداء جميلاً ونحن بحاجة له دوماً

موقع "مدونة وطن" eSyria حضر الحدث وكان له أن التقى من الحضور السيدة "رحاب سواح" وهي مغتربة في أميركا لتحدثنا عن الحفل بقولها: «إن "لينا" إنسانة راقية جداً، والشيء الذي يعجبني بها أنها تجمع بأغنياتها بلداناً مختلفة وثقافات مختلفة وأدياناً مختلفة، وأنا أعتبر أن الفن هو جسر يصل الناس بعضهم ببعض، والأشخاص أمثال "لينا" يفرضون علينا أن ننظر إلى داخلنا ولحقيقتنا، خاصة أن الوهم كثيراً ما يسيطر علينا ويفرقنا».

السيدة رحاب سواح

ومن الحضور أيضاً حدثتنا السيدة "سهام الشهابي" عن التواصل الذي حدث ما بين الجمهورين في "دمشق" و"رام الله": «إن هذه التجربة مميزة، خاصة أننا هنا في سورية استطعنا أن نلامس أحاسيس الشعب الفلسطيني المكافح ونشعر بنفس الشعور، عندما نتابع أغنية واحدة تحت سماء واحدة، فهو أمر رائع».

وأضافت السيدة "سهام": «كانت "لينا" مذهلة وهي تملك خامة صوت رائعة ونمطاً غنائياً مميزاً وأداء جميلاً ونحن بحاجة له دوماً».

السيدة سهام الشهابي

أما السيد "باسل سويطي" مغترب في كندا فأوضح لنا: «جئت لأول مرة منذ ولادتي إلى سورية ولا أعرف الأغاني العربية ولا حتى النمط الذي يؤدونه، ولكني تفاجأت بهذا الحفل وبـ"لينا شاماميان" لأن صوتها "بجنن"، و"الدويتو" الذي حصل مع عازف الغيتار "إياد ريماوي" كان جديداً خاصة أنني سمعت أن لكليهما نمطاً مختلفاً بالأداء، إلا أنهما قدما شيئاً جميلاً».

كما التقينا مدير فرقة "كلنا سوا" وضيف "لينا" في الحفل السيد "اياد ريماوي" ليوضح لنا بقوله: «اليوم أنا سعيد بهذه المشاركة، لأن العمل لفلسطين ويبث مباشرة لرام الله، فلا يمكن أن أتأخر أبداً بتلبية دعوة "لينا" للحفل، إضافة إلى أنها أحبت تقديم أغنيتين واحدة من ألحاني والثانية من توزيعي هما "أم الشهيد" و"وين ع رام الله" المعدلة التي أعدت توزيع ألحانها من جديد، وهذا شرف كبير لي ولا يمكن أن أتأخر عن مثل أحداث كهذه، وبالنسبة للعمل الذي أديناه اليوم كان جيداً خاصة أنني لعبت على توزيع جديد للأغنيتين لكي تتناسب مع الآلات الموجودة ونمط الأداء في فرقة "لينا شاماميان" وبالمحصلة أعتبر أن هذه الأعمال تندرج بتيار موسيقي واحد».

لينا شاماميان واياد ريماوي

من جانبها قالت الفنانة "لينا شاماميان": «الحقيقة أنني كنت مغمورة بالفرح والألم، ولا يمكن أن نشعر بأحاسيس جمهور "رام الله"، خاصة أننا غنينا الوطن والألم والفرح، وهم تحت النار، ولكن قلوبنا كانت معهم وأرواحنا تتواصل، وحفل اليوم أعتقد أنه كبير واستطعنا أن نكون معهم وأن يكونوا معنا بشكل رائع، ليتفاعلوا معنا بنفس اللحظة ولنفس الحدث، رغم كل العوائق وكل الصعوبات التي توضع لمثل هذه الأحداث، للحظة شعرت بأنهم في دمشق أو بأنني أنا عندهم».

تضمن برنامج الحفل أغانٍ وطنية وأخرى من التراث الفلسطيني قدمتها "شاماميان" برؤيا موسيقية جديدة، بالإضافة لمجموعة أغانيها الخاصة من "أسمر اللون"، "شامات"، وألبومها القادم "رسائل".

وقد شارك في الحفل- إضافة إلى "إياد ريماوي"- كل من العازفين: "حازم العاني": بيانو، "عمر حرب": غيتار بيس، "فراس الحسن": إيقاع شرقي، "مضر سلامة": درامز، "نزار عمران": ترومبيت، "أمير قرجولي": كمان.

الجدير بالذكر أن حفل "موسيقا ترسم ملامح وطن" أقيم في قلعة دمشق برعاية وزارة الثقافة، ووزارة الإعلام، ومحافظة دمشق.