لقاء ثلاثي جمع مغنية السوبرانو "رشا رزق" وعازفة البيانو الدكتورة "شادن اليافي" والممثلة "ميسون أبو أسعد" في أمسية ثقافية فرنسية على مسرح المركز الثقافي الفرنسي أقيمت لأيام الفرنكفونية، حيث اندمجت الكلمات والموسيقى في غناء حمل روحاً فرنسية ترجمت إلى قصائد عربية.

موقع "eSyria" حضر فعاليات الأمسية التي تضمنت /14/ مقطوعة موسيقية لمؤلفين وموسيقيين فرنسيين قرأت نصوصها بالعربية الممثلة "ميسون".

كانت أمسية جميلة وممتعة لها أبعاد ثقافية مهمة. وهي تجربة ممتازة في تعريف الجمهور السوري على هذا النوع من الموسيقى والكلمات التي لها معاني عميقة

عن الأمسية وفكرة دمج الشعر والموسيقى والترجمة في أمسية واحدة قالت عازفة البيانو الدكتورة "شادن اليافي" لموقعنا: «كانت الفكرة محاولة البحث عن العلاقة المرتبطة بين الموسيقى والشعر، لأن عملية الدمج بين هاذين الجنسين على مسرح واحد له بعدٌ آخر وهو دمج الجمهور مع الأمسية، وهذا ما حرصنا على تحقيقه من خلال ترجمة كلمات قد لا تبدو مفهومة لشريحة واسعة لا تتقن اللغة الفرنسية وبالتالي الترجمة تساعد على خلق حالة اندماج بين اللغة العالمية الموسيقى ولغة الكلمات التي باتت مفهومة الآن، وهنا أود القول أن عملية ترجمة القصائد إلى اللغة العربية كانت بإصرار مني لما لهذه اللغة الغنية بالمفردات من معاني جوهرية كبيرة، وقد قامت بالترجمة والدتي السيدة "فاطمة عصام صبري».

ميسون أبو أسعد

وعن رأيها بالأمسية قالت الدكتورة "اليافي": «كانت أمسية جميلة وممتعة لها أبعاد ثقافية مهمة. وهي تجربة ممتازة في تعريف الجمهور السوري على هذا النوع من الموسيقى والكلمات التي لها معاني عميقة».

بدأت الأمسية بقراءة مقطوعات من شعر "غابرييل فوريه" الشاعر الفرنسي، صاحبها انتشار أولى النغمات الموسيقية من مفاتيح البيانو القابع تحت أنامل الدكتورة "اليافي" ليظهر من العمق صوت السيدة "رشا رزق" في امتزاج رسم سماء خاصة خيمت فوق رؤوس ضيوف المركز الثقافي الفرنسي لمدة قاربت الساعتين قدمت في جزئها الأول الممثلة "ميسون" مقتطفات من قصدية "أيار، ليديا، على ضفة الماء، الشر، السجن، ورود اصفهان، في المقبرة وضوء القمر"، وبعد الاستراحة عاد الجمهور ليتابع الجزء الثاني كان مخصصاً لقصائد الشاعر الفرنسي "كلود دبوسي"، حيث احتفل بأغنياته المنسية "أغنية المطر، النشوة المضنية، الأحصنة الخشبية، خضرة، وظل الأشجار، السأم"، ومن ثم حلقت صفقات الجمهور عالياً لتشكر جهودهم على إقامة هذه الأمسية الأوبرالية..

حوار بين شادن ورزق

الفنان "جهاد سعد" كان من المشجعين لإقامة هذه الأمسية وعنها يقول: «إنها تجربة مهمة في نقل ثقافة الشعوب من خلال الموسيقى والشعر إلى المسرح السوري، وهؤلاء الشعراء الذين تجسدوا بكلماتهم على المسرح من أبرز الشعراء الفرنسيين القدماء، فالشعر والغناء عندما يلتقيان مع بعضهما على المسرح يكون لهما لذة خاصة، وهو ماشعرت به في هذه الأمسية التي تحمل صدى موسيقي ثقافي عميق».

الموسيقي "جورج متيني" قال: «اعتبر "رشا" من بين أهم الأصوات الأوبرالية العربية الشابة، فهي تملك خامة صوتية نادرة أهلتها لأن تصقل هذه الموهبة وتنميها بالتعليم الأكاديمي والمتابعة الدائمة في مجال الموسيقى، كما أن عازفة البيانو الدكتورة "شادن اليافي" لها تاريخها الموسيقي المعروف على المستوى العالمي، هي من أبرز العازفات العربيات بمجال البيانو والتأليف الموسيقي، أما الأمسية وموضوع إلقاء القصائد المترجمة باللغة العربية فهي ثقافة جديدة تهدف إلى توعية الجمهور السوري للشعر والموسيقى الغربية القديمة والهادفة، وهي تجربة مهمة لتدشين نوع جديد من المسرح الموسيقي والغنائي، استمتعت كثيراً بهذه الأمسية وأرجو أن نكثف مثل هذه الأمسيات لصقل الأذن الموسيقية لدى جمهورنا».

رشا رزق

الجدير ذكره أن الأمسية الموسيقية الشعرية "موسيقى وشعر" ابتكرت خصيصاً لأيام الفرنكفونية، مع مختارات من الأغاني الفرنسية لغابرييل فوريه 1845-1924، وكلود ديبوسي 1826-1918، ورافقها قراءة للترجمة العربية لقصائد للشعراء "فكتور هوغو، بول فيرلين، لوكونت دوليل، جان ريشبان، سولي برودوم وأرمان سيلفستر". ويذكر أن المغنية "رشا رزق" خريجة المعهد العالي للموسيقا بدمشق 2002 حيث تتلمذت على يد الأستاذين "خالد ييفا" و"نتاليا كيريتشينكا" لها مشاركات مع الفرقة السيمفونية الوطنية وأوركسترا شباب البحر الأبيض المتوسط إضافة إلى حفلات إفرادية في فن الأوبرا أهمها دور الساحرة الأولى في أوبرا "دايدو وإينياس" ودور البطولة في أوبرا "ابن سينا" بشخصية جمانة.

أما عازفة البيانو الدكتورة "شادن اليافي" حائزة شهادة الدكتوراه في الموسيقا من جامعة بوسطن إضافة إلى شهادة ماجستير بالعزف على آلة البيانو من كلية لونجي للموسيقا وتحمل إجازة في الصيدلة من جامعة دمشق والفنانة "ميسون أبو أسعد" خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق 2001، عملت في العديد من الأعمال المسرحية المسرحيات، كما شاركت في العديد من ورش العمل حول الصوت وحركة الممثل وعلاقته بالفضاء المسرحي والرقص المعاصر.