انطلقت فعاليات ملتقى التصوير الزيتي الدولي الثاني الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة في 22 تموز /2009/ في حديقة "قلعة دمشق"، وشارك في الملتقى الذي استمر ستة أيام فنانون من دول عربية وأجنبية وسورية التقوا جميعاً تحت شعار "الحوار الثقافي الفني" ومنهم: "حيدر يازجي"، "سهيل بدور"، "غسان السباعي"، "عبدالله أبو عسلي"، "أحمد إبراهيم" ، "أنور الرحبي"، "ريم العقاد"، "عصام درويش"، "شفيق أشتي".

"eSyria" زار الفنانين في موقع العمل "بقلعة دمشق" 25/7/2009.

إن اللوحة العربية الحديثة لاتقل أهمية عن أية لوحة أجنبية وقد تضاهيها

الأستاذ "أحمد ابراهيم" قال: «الملتقى ظاهرة جميلة تعرفنا من خلالها على فناني العالم، ورغم أن هذه الظاهرة قديمة في "أوروبا" إلا أنها جديدة في بلادنا العربية وهي حتماً مفيدة لتبادل الخبرات، ونأمل أن تتكرر كل عام مع الشكر لوزارة الثقافة على جهودها في هذه المبادرة».

الفنان احمد ابراهيم

الأستاذ "عصام درويش" رأى أن الملتقى كفكرة هو بادرة مهمة جمعت الفنانين ليرسموا بمكان واحد وهو أمر لايتوفر عادة للفنانين: «لأننا نعلم جميعاً أن الفن عمل فردي، وهذه التجربة كانت فرصة ممتازة للاطلاع على عمل المشاركين وتوفير مناخ جديد تختفي فيه الفردية "مؤقتًاً" لصالح الحوار بين الثقافات والاتجاهات الفنية المختلفة، وهي أيضاً فرصة للاطلاع على تجارب عربية وعالمية، وبنفس الوقت لإظهار تطور الفن التشكيلي السوري وقدرة "سورية" على استضافة نشاطات من هذا النوع، إضافة إلى تغيير الصورة السلبية للغرب عن العرب حيث سيشاهدون نموذجاً عن التعايش وقبول الآخر ومحبة الجمال الذي هو لغة عالمية بين البشر».

أما الأستاذ "أنور الرحبي" فقال: «الملتقى مشهد بصري لمجموعة تجارب الفنانين السوريين والعرب والأجانب مايعني التلاقح الواضح بالرؤية والأفكار والحوار المطلق، فلكل منهم تجربته الطويلة التي تشكل مساحة في مجال عمله فكان الحوار استضافة للكثير من الأفكار والمواضيع التي كانت ممرات حقيقية لإغناء المشهد التشكيلي السوري، ونحن بحاجة لهذه الملتقيات لأنها تعمل على تكثيف المشهد التشكيلي وتخلق حالة من الانفتاح على الآخر الذي قد يحمل هماً وموضوعاً ورؤية، لذلك فإن الملتقى يفعّل درامياً الحسّ الجمعي خصوصاً أن العمل التشكيلي يحتاج لتقديم الثقافة البصرية».

الفنان عصام درويش

الأستاذ "غسان السباعي" أكدّ على أن اجتماع الفنانين العرب والأجانب يعني «معرفة تجربة الآخر وهو حوار هام للتعرف على الآخر»، ويرى أن الملتقى هو «دخول الفنانين في هذا العالم الذي يعزلنا عن بعضنا، وترجمة لما يدور في هذا العالم. فالابداع قضية سياسية ووطنية لأننا بحاجة لمخاطبة العالم بلغة حضارية تلغي صورة الإرهاب الملتصقة بالعرب، والملتقى هو إغناء للتجربة الفردية ومساهمة لطيفة ومتواضعة للوجود العربي الانساني لكل ماهو طيب وخيّر».

الأستاذ "سهيل بدور" قال: «أشارك للمرة الأولى في هذا الملتقى، ومن خلال مشاهداتي اتمنى الاستمرارية لهذه التجربة التي تعمل على تأسيس حراكٍ له مستوى عالٍ لتقريب الفنانين والمشاهدين والثقافات من بعضها مما سيفرز نتائج فيها شيئ من الخصوصية، مما يعني أن الملتقى هو منصة انطلاق للتأكيد على ثقافة بصرية يفترض لقاعدتها أن تتوسع لفهم هذا الحراك بشكل عام».

الفنان سهيل بدور

الفنانة "ريم عقاد" تشارك للمرة الأولى أيضاً وعن تجربتها تقول:«مازلت في بداياتي و مازلت أنهل من معارف أستاذتي في الجامعة وأستفيد من كل انتقاداتهم لتتطور تجربتي، وهذه المشاركة أمر جميل بحد ذاته خصوصاً أن العمل الجماعي يشجع على الإبداع، وأتمنى تكرار هذه التجربة بشكل دائم».

من الفنانين التشكيليين العرب السيدة "مريم زجالي" من "سلطنة عمان" التي قالت عن المتلقى: «إن التنظيم كان لتبادل الخبرات والوقوف على تجارب الفنانين وتقنياتهم الحديثة، وهو أمر يدعو للفرح أن نرى هذا التعاون والعمل الجماعي الذي يزيد من جمالية الملتقى»

الفنان "أحمد إبراهيم الكرخي" من "العراق" رأى أن الملتقى يعكس ثقافة كل بلد لأن الشعوب تعرف من حضارتها، إضافة إلى الصداقة التي تتكون من خلال هذه الملتقيات والتقنيات التي يضيفها كل شخص إلى الآخر في تقديم أعمال جميلة تخدم الوسط الفني التشكيلي عموماً».

السيدة "فريدة الرحماني" من "الجزائر" وافقت الفنانة "زجالي" على رأيها وقالت بداية إنها تشكر كل من عمل على إنجاز هذا الملتقى الذي تعتبره انفتاحاً على العالم لأن الفن يملك لغة موحدة وعن لوحتها وأضافت:«أنا هنا أرسم "فرحي الشامي" لأني مؤمنة بجمال هذا البلد العظيم بحضارته وتاريخه وأوابده».

السيدة "حميدة السنان" من "السعودية" قالت: «أنا سعيدة بهذا الملتقى لأنه كان فرصة للتعرف على شريحة مهمة من متذوقي ومحبي الفن الذين أعطونا فرصة للرسم أمام الناس».

الفنان" هانو بالوسو" من "فنلندا" قال: «إن وجود طلاب كلية الفنون في الملتقى كان له دور في إعطائهم الإلهام كي يرسموا، وقال إنه سعيد بتعاونه مع الفنانين العرب والسوريين الذين تعرف على فنهم مما غير فكرته عن العالم العربي لدى معرفته بهؤلاء الفنانين»، وأضاف:«إن الملتقى هو من أهم الفعاليات لفهم الآخر».

الأستاذ "محمد العامري" من "الأردن" كان متحمساً كثيراً لفكرة انشاء موقع إلكتروني خاص بالملتقى ليوثق كل مايكتب عنه وقال: «إن اللوحة العربية الحديثة لاتقل أهمية عن أية لوحة أجنبية وقد تضاهيها».

الأستاذ" محسن شعلان" من "مصر" قال: «أرى أن الملتقى يمثل جانباً عصرياً لأداء العالم في الوقت الحالي، حيث أصبح الحوار عاملاً مهماً في ظل الظروف القاسية من فهم العالم العربي، ويعتقد أن للفن والثقافة دورأ أساسياً في تحسين العلاقة مع الآخر ليكون الفنان رسولاً في إيصال إرهاصات الحياة إلى الجانب الآخر من العالم»

وأضاف: «إن الملتقى أتاح فرصة كبيرة لخلق صداقات ستدوم خصوصاً مع الشعب السوري، ومع العبق الحضاري والتاريخي الموجود هنا، والذي يأتي من خلال تأثرنا جميعاً بالقلعة العظيمة لمدينة "دمشق" مادمج الحسّ الفني والتاريخي ، وأعطى تآلفاً وانصهاراً تلقائياً بالحوار مع المجتمع السوري».

انتهى اللقاء مع حديث سريع مع كل الشباب العاملين خلف الكواليس لإنجاح هذا الملتقى ومنهم "غاندي الخضر" و "متولي متولي" و "غياث اليوسف" و"عبدالله عبدالله" الذين عبّروا عن تقديرهم ومحبتهم لكل الفنانين المشاركين.